اخبار لبنان

جريدة الديار

سياسة

ندوة فكريّة لمناسبة نصف قرن على اعتصام الإمام الصدر في مسجد الصفا متري وأبو كسم وعتريسي: أول الداعين الى الحوار والعيش والمشترك وبناء الدولة القاضي الشامي لـ"الديار": الجانب الليبي يُماطل ويُعرقل التحقيقات في ملف الإمام

ندوة فكريّة لمناسبة نصف قرن على اعتصام الإمام الصدر في مسجد الصفا متري وأبو كسم وعتريسي: أول الداعين الى الحوار والعيش والمشترك وبناء الدولة القاضي الشامي لـ"الديار": الجانب الليبي يُماطل ويُعرقل التحقيقات في ملف الإمام

klyoum.com

لا يمكن لأي مفكر او منظّر او ناشط فكري وسياسي واجتماعي وسوسيولوجي، وعند التطرق الى الملف اللبناني بآفاته ومشكلاته المزمنة، الا ان يعرّج على فكر الإمام المغيب السيد موسى الصدر الرؤيوي والمنفتح، والذي كان اول من تصدى للحرب الاهلية ، ووقف سداً منيعاً امام التدخلات الخارجية. وكان اول من اطلق المقاومة الفكرية والدينية والسياسية وحتى العسكرية في وجه العدو "الاسرائيلي"، كما كان اول الداعين الى بناء الدولة وتقويتها وبسط سلطتها على اراضيها، وكذلك جعل الجنوب في واجهة الاهتمام الرسمية، وصولاً الى المطالبة بالحوار بين الاديان والتعايش المشترك، وتقوية الجيش اللبناني ودعمه، وصولاً الى نصرة القضية الفلسطينية، ورفع قضية لبنان المحتل من قبل العدو امام المحافل الدولية والعريية.

هكذا أجمع المحاضرون والحاضرون من شخصيات سياسية وفكرية واجتماعية وإعلامية ودينية ، في الندوة الفكرية التي عقدت مساء الجمعة، وحملت عنوان "حتى ينجوَ الوطن"، والتي نظّمها مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات في "سي سايد أرينا"– الواجهة البحرية الجديدة لبيروت، ومن ضمن فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته السادسة والستين.

وتأتي الندوة بمناسبة مرور نصف قرن على إعتصام الإمام الصدر بتاريخ 27 حزيران 1975 في مسجد الصفا -الكلية العاملية - في بيروت، متعبداً وصائماً. وأعلن الصدر وقتها: "نعتصم لنفرض على المواطنين الإعتصام عن السلاح، الذي يستعمل ضد اللبنانيين والأخوة . إننا نريد أن نخنق صفحة العنف بصفحة العبادة والإعتصام والصيام …فالسلاح لا يحلّ الأزمة بل يزيد في تمزيق الوطن".

المتحدثون والكلمات

وترأس الندوة نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور طارق متري، وشارك فيها كل من الدكتور طلال عتريسي، المونسنيور الدكتور عبدو أبو كسم، وكان من المفترض حضور الدكتور محمد السماك، لكنه تغيب. وقد ناقش المحاضرون دلالات الاعتصام وأبعاده الوطنية والفكرية والدينية، في لحظة مفصلية من تاريخ لبنان.

وافتتحت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني وقوفا، لتليها كلمة ترحيبية قصيرة لعائلة الإمام، ألقاها السيد صدر الدين الصدر، نجل الإمام الصدر ومدير المركز، نيابة عن السيدة رباب الصدر رئيسة مؤسسات الإمام الصدر، حيث عبِّر فيها عن الامتنان العميق للمشاركين والحاضرين، مؤكدًا أهمية استحضار هذه الذكرى كمساحة للتأمل والالتزام بقضايا الوطن، متمنيا التوفيق لفعاليات الندوة والكتاب.

بعدها، قدَّم الدكتور طارق متري مداخلة افتتاحية باسم رئاسة الندوة، رحب فيها بالحضور، وأشاد بوعي الإمام الصدر الذي جعل من اعتصامه السلمي موقفا أخلاقيّا وسياسيا، جعله ليس إماما للشيعة فقط، بل وأيضا إماما لرافضي الحرب، وإماما لدعاة السلام. واستذكر اللحظة التي التقى فيها هو ومجموعة من رفاقه بالإمام في الاعتصام، إذ رحب بهم بصفتهم أول وفد شبابي يزوره..

ثم انطلقت الكلمات الفكرية، فبدأ المونسنيور الدكتور عبدو أبو كسم، الذي تناول في كلمته تحت عنوان "مبادرات الإمام الصدر للمصالحة الوطنية في لبنان"، فتحدث عن دور الإمام في إعادة وصل ما انقطع بين مكوّنات المجتمع اللبناني، من خلال خطاب يعلو فوق الحسابات الطائفية ويحتكم إلى مصلحة الوطن العليا. وأعطى سبعة نماذج عن مبادرات الإمام في عملية الإصلاح التي آثارها لا تزال واضحة، ومنها تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وهيئة نصرة الجنوب. وختم أبو كسم بقوله أنه واللبنانيين يصلون لحياة الإمام وأخويه ولعودتهم سالمين.

أما الدكتور طلال عتريسي فاختتم الندوة بمداخلة حملت عنوان: "رؤية الإمام الصدر للمخاطر التي تهدد لبنان كوطن ورسالة"، حيث تحدث عن البصيرة الاستباقية للإمام في تشخيص مكامن الخلل البنيوي في النظام اللبناني، وسعيه إلى بناء دولة عادلة تحفظ التوازن بين الحقوق والانتماء الوطني. وأكد أن استعادة الإمام حاجة وضرورة لفهم الواقع الراهن في لبنان والتعامل معه.

وبعد نهاية الندوة انتقل الجميع إلى زيارة جناح الإمام الصدر.

القاضي الشامي

وعلى هامش الندوة، اوضح مقرّر لجنة المتابعة الرسمية لقضية إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه القاضي حسن الشامي لـ"الديار"، انه ثبت بالتحقيقات القضائية ان سبب اقدام معمر القذافي على خطف الامام الصدر والدافع الجرمي له، هو معارضة الامام الصدر لتهجير المسيحيين من لبنان وتحويل الجنوب الى ارض محروقة.

وبالنسبة لآخر المستجدات في قضية الصدر، اكد ان الجانب اللبناني، كانت يده ولا تزال ممدودة للتعاون مع الجانب الليبي، والذي يصر على المماطلة، ويكرر الاخلال بالوعود من دون مبرر. واضاف :" يكفي على سبيل المثال ما فعله وفد النائب العام الليبي مع الجانب اللبناني في اسطنبول يوم 27 تشرين الثاني 2024 ، اي وقف اطلاق النار في لبنان، اذ كشف القاضي الشامي، ان الوفد الليبي تراجع فجأة عن تسليم الملف القضائي من دون يوضح الاسباب، مما اعاد الامور الى نقطة الصفر، الامر الذي اثار استياء المرجعيات اللبنانية التي لم تعد تثق بأي وعود ليبية.

وعلمت "الديار" من مصادر مطلعة ان النائب العام الليبي يحاول الالتفاف على الاصول والقواعد، فتارة يرسل طلب تعاون قضائي موجه الى السلطات اللبنانية، عبر السفارة الايرانية في ليبيا!! وتارة اخرى، يرسله عبر سفارة لبنان في تونس، متجاهلاً السفارة اللبنانية في العاصمة الليبية طرابلس!!.

*المصدر: جريدة الديار | addiyar.com
اخبار لبنان على مدار الساعة