خاص الهديل: هذا ما فعله ترامب ونتنياهو لتمرير سيناريو الاستمرار بحرب إبادة غزة!!
klyoum.com
خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
صار يمكن الآن ترتيب فصول المشهد كما حدث منذ زيارة نتنياهو الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأميركية حتى اليوم:
سبق زيارة نتنياهو لواشنطن إشاعة جو إعلامي صاخب يقول أن ترامب سيستغل لقائه بنتنياهو كي يوقف مجزرة غزة. وبالفعل حينما التقى نتنياهو بترامب في البيت الأبيض تم تسريب معلومات تقول أن الرئيس الأميركي طلب منه إنهاء حفلة الإبادة في غزة وأن الأخير وافق لأنه لا يريد إغضاب ترامب!!.
واضح أن إشاعة هذا السيناريو. كان مقصوداً وكان الهدف منه ليس وقف حرب غزة بل تبرئة ترامب ونتنياهو من نتائج أنهما قررا الاستمرار في حرب غزة والوصول إلى لحظة تسمح لهما بالقول أن واشنطن وتل أبيب حاولتا وقف الحرب؛ وأن ترامب ضغط على نتنياهو لتقديم تنازلات وأن الأخير فعل ذلك؛ لكن حماس "العنيدة" كما وصفها ويتكوف لم تستجب لجهود وقف الحرب.
هذه المسرحية التي جرت خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة أظهرت بوضوح أمرين إثنين:
الأول أن ترامب كما نتنياهو لا يريدان وقف الحرب إلا بعد القضاء على حماس كلياً؛ وبالأساس إلا بعد التأكد من أن اليوم التالي في غزة سيكون أول يوم في مشوار ترحيل الغزاويين من قطاع غزة.
الأمر الثاني يتمثل – للأسف – بأن حماس لم تتعلم بعد، ورغم كل ما حدث، كيف تنزع ولو إعلامياً ذرائع استمرار الحرب من يدي نتنياهو.. والواقع أنه ما بات على حماس أن تعرفه هو أمران إثنان؛ أولهما أن ورقة الرهائن تم تحييدها من قبل القرار السياسي الإسرائيلي؛ ذلك أن قضية استرجاعهم منذ تفعيل قانون هنيبعل، أصبحت مجرد حجة لاستمرار الحرب وليست هدفاً للحرب..
ثانياً- مطلب حماس بالحصول على ضمانات أميركية مكتوبة لوقف الحرب بعد انتهاء الهدنة؛ هو طلب يشبه "عشم إبليس في الجنة"؛ فالحرب ستستمر بقرار أميركي إسرائيلي حتى تحقيق أهداف الحرب الأميركية الإسرائيلية في غزة وفي الضفة وفي سورية وفي لبنان وفي إيران مروراً بالعراق..
.. وكل ما تقدم يحتم على حماس أن تبحث ليس عن تكتيكات جديدة للتفاوض على وقف النار وللتفاوض على مستقبل اليوم التالي في غزة؛ بل على حماس أن تبحث عن استراتيجيات جديدة للتعامل مع الواقع الفلسطيني ومع مستقبل الحرب مع إسرائيل..
والحق يقال أنه لا توجد نصائح جاهزة يمكن تقديمها لحماس؛ ولكن بالتأكيد توجد حقيقة واضحة وهي أن على حماس أن تجري مراجعة لجملة ثوابت تنتهجها وهي حالياً لم تعد صالحة لاعتمادها كثوابت، لأن دينامية الحرب والصراع تبدلت بمستوى ١٨٠ درجة.