إحذر أيها الرجل... هاتفكَ في جيبكَ يُهدّد خصوبتكَ وصحّة قلبكَ!
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
قصور لبناني في رقمنة التعليم: إمكانات ضئيلة ولا خططبات الهاتف المحمول جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان اليومية، إذ يرافقه في كل مكان وزمان. ومع الاعتماد المتزايد عليه، تزداد التساؤلات حول آثاره الصحية، خاصةً عندما يتعلق الأمر بوضع الهاتف في الجيب الأمامي للبنطال، وهي عادة شائعة بين الكثير من الرجال. لكن الدراسات الحديثة تدق ناقوس الخطر، محذّرة من أن هذه العادة قد تحمل تأثيرات خطيرة على صحة الجهاز التناسلي الذكري، بل وعلى وظائف الجسم الحيوية بشكل عام.
تشير الأبحاث العلمية إلى أن الهواتف المحمولة تصدر إشعاعات كهرومغناطيسية مستمرة، حتى عندما لا تكون قيد الاستخدام. وعند وضع الهاتف في الجيب الأمامي، يكون قريبًا جدًا من منطقة الأعضاء التناسلية، ما يعرض هذه المنطقة الحساسة لتأثيرات الإشعاع بشكل مباشر ومطوّل. وقد أظهرت دراسات نُشرت في مجلات طبية مرموقة أن هذا التعرض المتكرر قد يؤدي إلى انخفاض جودة الحيوانات المنوية، من حيث العدد والحركة والتكوين، وهو ما قد يؤثر سلبًا على الخصوبة.
ولا يقتصر التأثير على الصحة الإنجابية فحسب، بل هناك مخاوف متزايدة أيضًا من أن إشعاعات الهاتف قد تتسبب في ارتفاع درجات حرارة الأنسجة المحيطة عند وضعه لفترات طويلة في الجيب الأمامي، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تغييرات دقيقة وخطيرة في البيئة الفسيولوجية المحيطة بالأعضاء التناسلية. ارتفاع الحرارة المزمن، حتى وإن كان طفيفًا، قد يخلّ بالتوازن الهرموني لدى الرجال، مما يؤثر سلبًا على إنتاج هرمون التستوستيرون، ويؤدي إلى اضطرابات في المزاج، وضعف الرغبة الجنسية، بل وحتى خلل في التركيبة العضلية والوظائف الأيضية.
كما حذّرت دراسات من أن هذه الزيادة في الحرارة قد تساهم في التهابات موضعية مزمنة لا تظهر آثارها على الفور، بل تتراكم مع مرور الوقت، مسببة تهيج الأنسجة أو تحفيز نمو خلايا غير طبيعية. ويمتد القلق أيضًا إلى التأثير العصبي، حيث أن قرب الهاتف من منطقة الفخذ يضع الأعصاب والأنسجة العضلية في حالة تعرض دائم للإشعاعات، ما قد يسبب خللًا في الإشارات العصبية، يؤدي بدوره إلى إحساس بالتنميل أو الوخز أو حتى آلام مزمنة في الساقين والورك، وهي أعراض يعاني منها البعض دون ربطها بمكان الهاتف.
من جهة أخرى، تثير بعض الأبحاث تساؤلات حول مدى تأثير الإشعاعات المنبعثة من الهواتف المحمولة على القلب والأوعية الدموية، خاصة عند وضع الجهاز في الجيب العلوي للقميص أو حمله ملتصقًا بالجسم بشكل دائم. فهناك دلائل أولية على أن التعرض المتواصل لهذه الموجات قد يتسبب في تغييرات طفيفة في معدل ضربات القلب أو ضغط الدم، وهو ما يثير القلق، لا سيما لدى من يعانون من أمراض قلبية كامنة. وعلى الرغم من أن هذه التأثيرات لا تزال قيد الدراسة ولم تُحسم علميًا بعد، فإن الحذر يبقى خيارًا حكيمًا في ظل ما يشهده العالم من تصاعد في الاستخدام الشخصي للتقنيات اللاسلكية دون انقطاع.
وفي ظل هذا المشهد الغامض والمقلق، ينصح الخبراء الرجال بتغيير بعض العادات اليومية التي قد تبدو بسيطة لكنها تحمل آثارًا صحية تراكمية على المدى الطويل. من بين هذه التوصيات، يُفضل حمل الهاتف في الحقيبة أو وضعه في الجيب الخلفي للبنطال، مع مراعاة إبقائه بعيدًا قدر الإمكان عن منطقة الحوض أو القلب. كما يُستحسن تفعيل "وضع الطيران" أثناء النوم أو خلال فترات عدم الاستخدام، ما يقلل من الإشعاعات المنبعثة ويمنح الجسم فرصة للراحة من الموجات الكهرومغناطيسية المتكررة.
ختامًا، لا شك أن الهاتف المحمول يمثل أداة تكنولوجية لا غنى عنها في العصر الحديث، لكن التعامل معه ينبغي أن يكون أكثر وعيًا وحرصًا. فالصحة الإنجابية، والصحة العصبية، ووظائف القلب كلها عوامل حساسة تتأثر بسلوكياتنا اليومية دون أن نشعر. ومع تنامي الأدلة العلمية حول مخاطر الإشعاعات منخفضة المستوى، حان الوقت لإعادة النظر في كيفية حمل الهاتف واستخدامه، ليس فقط لضمان الاتصال، بل لحماية صحتنا أيضًا.