إستوديوهات الإتحادات والأندية الرياضية
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
جنوب لبنان.. آثار هجوم إسرائيلي على بنت جبيل أدى إلى مصرع 5 أشخاصإتجهت بعض الإتحادات والأندية الرياضية في السنوات الأخيرة، إلى إنشاء إستوديوهات إعلامية خاصة بها، مجهّزة بأحدث الكاميرات والإضاءة والديكورات، وكأنها قنوات تلفزيونية مصغّرة. خطوة في ظاهرها تطويرٌ للجانب الإعلامي، لكنها في كثير من الحالات تحوّلت إلى أداة للتباهي والإستعراض أكثر من كونها وسيلة لخدمة الرياضة ونشر ثقافتها.
اللافت أن هذه الإستوديوهات، بدل أن تكون منصّة لإعداد مواد تدريبية، أو إنتاج محتوى تثقيفي للرياضيين، صارت مسرحاً للمجاملات الشخصية، والمقابلات الموجّهة، وتلميع صورة الإدارات، في حين بقي الجانب الفني والتقني والإرشادي غائباً أو ضعيفاً.
التكنولوجيا والإعلام عنصران مهمان في العصر الحديث، لكن قيمتهما الحقيقية تتجلى في المضمون الهادف، وليس في حجم الشاشات أو رفاهية الكراسي، عندما يصبح الهدف "إبهار الضيف" أكثر من "إفادة الجمهور"، فإن الاستوديو يتحوّل من أداة تنمية إلى وسيلة ترفٍ إداري.
الرياضة اللبنانية، تحتاج إلى محتوى تدريبي، أرشيفي، وتحليلي، يرفع المستوى ويطوّر الأداء، لا إلى منصّات إستعراضية تزيد المسافة بين الواقع البسيط والطموحات الكبيرة. فالأستوديو الناجح ليس الأجمل تصميماً، بل الأكثر تأثيراً وفائدة للمجتمع الرياضي.
صرنا في زمن إذا لم يكن لدى الإتحاد أو النادي إستوديو إعلامي فاخر، مزوّد بإضاءة تلمع أكثر من نتائج الفريق، وكاميرات تلتقط الوجوه المبتسمة أكثر من الكرات الطائرة أو الراكضة، فهو خارج "الموضة الرياضية"!
في النهاية، قد تخدع الإضاءة القوية العين، لكن النتائج هي التي تكشف الحقيقة، والملعب أصدق من أي عدسة. ولنا قريباً كلام آخر، فإحذروا التقليد. عبدو جدعون