بين التكريم والحرية!
klyoum.com
كُرّمت خارج البلاد غير مرة. سعدت ، لأن كاتبا حرّا مستقلا كرّمته مؤسسات دولية كبيرة، وأسفت على ان ما من مؤسسة ذات شأن تلتفت إلى كبارنا الكبار!
قدر معظم الأدباء والعلماء عندنا، أن يعيشوا يعملون في صمت ومثابرة وجدّ، ويخدمون الوطن بعيدا عن الأضواء ثم يرحلون في صمت من غير أن ينالوا في حياتهم كلمة تقدير أو لفتة تكريم. وعدد من الخنادق الإعلامية لا يهتم إلّا بمن يجري وراءه أو يعتنق اتجاهات المشرفين عليه وخصوصيات الطوائف والأسر المقتدرة. وهناك من لا يعنيه ما يحصل على الساحة الأدبية ويدع المسألة للأحوال السائدة والدرجة، وفي هذا، تختلّ الموازين وتهدر القيم فنرى كبارا يؤولون إلى الظل والبؤس وصغارا يلمعون تحت الأضواء.
أين دور المبدعين الأحرار؟ ومن تراه يخفف من منطق المصالح المتبادلة من هذا القبيل فيتمكن شعبنا من أن يتعرّف إلى أدبائه وعلمائه ويقارن بينهم في هدي الروح النقدية البنّاءة؟
عندما يأتي التكريم من خارج الحدود، ينبغي أن يتحرك «مسؤولونا الأحرار» فلا ينتظرون كبارهم في مكاتبهم يبحثون عنهم بل يسعون إليهم في منازلهم!
ان تقدير الأعلام لا ينقص من كرامة المسؤول، بل يرفعها إلى عُلٍّ لأنه ينصف من يستحق الإنصاف. ذلك ان كل ما أو من يلتقي يرتقي أو عكس ذلك!
كبار من هذا العالم المأزوم، أمثال سارتر وسعيد عقل ونجيب محفوظ، رفضوا التكريم والشهامة على محياهم، جاعلين من حرية الرأي سورا منيعا يحمون به أنفسهم أولا ثم وطنهم فالعالم بأسره. فالحرية شعار النفوس الأبيّة والقلوب السخية ومخلصي الأوطان التي تصون بها مقامها. أما إهمال الكبار فهو مدخل إلى خروج المجتمع من صفوف الحضارة والازدهار.
فإلى أرواح أهرامات قد هوت في صمت، آسف على عطاءات أصحابها المجانية ومثاليتهم، آسف على قلمهم السيال وأناملهم السحرية وابتكاراتهم المذهلة. لم تتوارَ حصرا في كفن ما، بل خلّدها الردى، وسوف يذكرهم التاريخ قبل سواهم في رحاب الخلود.
سفير السلام في العالم UPF