اخبار لبنان

جريدة الأنباء

سياسة

وزير الخارجية اللبناني الأسبق: الكويت نموذج في احترام سيادة الدول ودعم القضايا العربية

وزير الخارجية اللبناني الأسبق: الكويت نموذج في احترام سيادة الدول ودعم القضايا العربية

klyoum.com

أسامة دياب

أكد وزير الخارجية اللبناني الأسبق عدنان منصور أن لبنان «لم يغادر يوما محيطه العربي»، مشددا على تمسك بيروت بعلاقاتها التاريخية مع الدول العربية واحترام سيادتها وأنظمتها وقوانينها، مثمنا في الوقت نفسه المواقف المبدئية لدولة الكويت ودعمها المتواصل للبنان والقضايا العربية.

وأوضح منصور في لقاء جمعه مع عدد من ممثلي الصحف المحلية بمناسبة زيارته إلى الكويت ومشاركته في اليوم المفتوح الذي أقامه مجلس الأعمال اللبناني بالشراكة مع السفارة اللبنانية بالكويت، أنه خدم في السلك الديبلوماسي اللبناني لمدة 38 عاما، تنقل خلالها بين عدد من العواصم والمواقع الديبلوماسية، حيث شغل منصب سفير لبنان في الكونغو - كنشاسا، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما مثل بلاده لدى الاتحاد الأوروبي، وبلجيكا ولوكسمبورغ، إضافة إلى عمله قائما بالأعمال في الخرطوم، ومستشارا في سفارة لبنان باليونان، وقنصلا عاما في الإسكندرية، وملبورن ـ أستراليا، وعضوا في وفد لبنان إلى الأمم المتحدة بين عامي 1994 و1995، قبل أن يتولى حقيبة وزارة الخارجية في الفترة الممتدة بين 2011 و2014.

ورفض منصور مقولة ابتعاد لبنان عن محيطه العربي، مؤكدا أن «لبنان من أكثر الدول العربية حرصا على أفضل العلاقات مع جميع الأشقاء، من دون استثناء، ولم يتدخل يوما في شؤون أي دولة عربية، بل احترم دساتيرها وأنظمتها وقوانينها». ولفت إلى أن الجاليات اللبنانية في دول الخليج والدول العربية تجسد هذا النهج من خلال التزامها بقوانين الدول المضيفة واحترامها لعاداتها وتقاليدها.

وشدد على أن لبنان كان ولا يزال «في قلب العالم العربي»، مذكرا بأن الاستقلال تحقق عام 1943، وأن لبنان كان من بين الدول الست المؤسسة لجامعة الدول العربية، معتبرا أن الحديث عن «عودة لبنان إلى حاضنته العربية» توصيف غير دقيق، لأن لبنان «لم يغادر هذه الحاضنة في الأساس».

وتطرق منصور إلى الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان في ظل المواجهات المستمرة على الجبهة الجنوبية، موضحا أن بلاده التزمت بوقف إطلاق النار منذ 17 نوفمبر 2024 «ولم تطلق رصاصة واحدة تجاه إسرائيل»، بينما - بحسب قوله - استمرت إسرائيل في خرق الاتفاق عبر القصف المتواصل للقرى والبلدات الجنوبية، ما أدى إلى سقوط أكثر من 500 شهيد وإصابة ما يزيد على 1500 جريح، إضافة إلى أضرار واسعة في المنازل والمنشآت المدنية.

وانتقد ما وصفه بعجز «اللجنة الخماسية» المكلفة بمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار عن إلزام إسرائيل بالاتفاق، معتبرا أنها «فشلت في أداء دورها»، محذرا من محاولات فرض أمر واقع جديد في الجنوب ومنع السكان من العودة إلى قراهم وإعادة إعمار منازلهم، حيث يتعرض بعضهم للاستهداف حتى أثناء أعمال الترميم.

وأشار منصور إلى معلومات نشرها أحد المواقع الإسرائيلية حول «عرض أراض للبيع في جنوب لبنان وأراض سورية»، معتبرا ذلك «انتهاكا صارخا للقانون الدولي ومحاولة لتغيير الواقع الديموغرافي وفرض سيادة الأمر الواقع»، ومشبها الأمر بـ«من يدخل منزل غيره ويعرضه للبيع».

كما حذر مما وصفه بـ«النزعة التوسعية الإسرائيلية»، مستشهدا بخرائط عرضها مسؤولون إسرائيليون لما يسمونه «الأرض التوراتية»، والتي قال إنها تمتد - وفق تصورهم - لتشمل لبنان وسورية والأردن والعراق وأجزاء من مصر والسعودية وحتى الكويت، معتبرا أن عدم وضع حد لهذا المشروع سيجعله يتمدد ليهدد دولا عربية أخرى تباعا.

وفيما يتصل بمسار التسويات السياسية، أبدى منصور تشككا في جدية بعض المبادرات المطروحة، مستذكرا اتفاق أوسلو عام 1993 والوعود الأميركية بإقامة دولة فلسطينية في عامي 1999 و2005، مشيرا إلى أن الطرف الفلسطيني قدم تنازلات كبيرة، لكنه لم ينل حقه في إقامة دولة مستقلة حتى اليوم، واعتبر أن الاتفاقيات التي لا تقترن بإرادة صادقة للتنفيذ تبقى «حبرا على ورق».

ورأى أن الولايات المتحدة هي الطرف القادر فعليا على ردع إسرائيل، معتبرا أن الغطاء السياسي الذي حظيت به الحكومة الإسرائيلية في فترات سابقة شجعها على التصعيد، مؤكدا أن القرار الأميركي ما زال يلعب الدور الأبرز في توجيه مسار الأحداث في المنطقة.

وفي المقابل، ثمن منصور الموقف الكويتي، قائلا إن الكويت «كانت دائما مثالا على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، وحرصت على دعم القضايا العربية العادلة»، مؤكدا أن لبنان يشعر بالتضامن والدعم من جانب الكويت، مشددا على أهمية تعزيز هذا التضامن العربي، لأن حماية لبنان تمثل في الوقت نفسه حماية لسائر الدول العربية.

وفي تقييمه للمشهد العربي، اعتبر أن الموقف العام «لا يزال أضعف من أن يرتقي إلى مستوى القرار الحازم القادر على التأثير»، رغم ما تمتلكه الدول العربية من عناصر قوة يمكن توظيفها لحماية الأمن القومي العربي والحقوق العربية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل هما الطرفان الأكثر تأثيرا في المعادلة الحالية.

ودعا منصور الدول العربية الكبرى، وفي مقدمتها مصر والمملكة العربية السعودية، إلى تكثيف جهودهما والعمل بشكل منسق للضغط باتجاه انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة، بالتعاون مع الولايات المتحدة، مع التشديد على ضرورة الالتزام الكامل بالقرار الدولي 1701 واحترام اتفاق وقف إطلاق النار.

واختتم وزير الخارجية اللبناني الأسبق تصريحاته بالتأكيد على ثوابت السياسة اللبنانية تجاه محيطها العربي، قائلا إن لبنان «لم يتخذ يوما قرارا يتعارض مع مصالح الدول العربية أو مواقفها، ويمد يده دائما بالصداقة والتعاون»، محذرا من أن ترك إسرائيل تتصرف من دون رادع في لبنان قد يفتح الباب أمام تهديدات تطول دولا عربية أخرى، ما لم يتم اتخاذ موقف عربي ودولي حاسم يضع حدا لهذا النهج.

*المصدر: جريدة الأنباء | alanba.com.kw
اخبار لبنان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com