اخبار لبنان

صحيفة الجمهورية

سياسة

مانشيت "الجمهورية": اتحاد بلديات المتن: تسونامي يهزم الهيمنة والاستئثار... المر: مَن حاولوا التسييس كبّروا حجم خسارتهم

مانشيت "الجمهورية": اتحاد بلديات المتن: تسونامي يهزم الهيمنة والاستئثار... المر: مَن حاولوا التسييس كبّروا حجم خسارتهم

klyoum.com

إنتهى الإستحقاق البلدي والاختياري، لينتقل التركيز تلقائياً على سائر الاستحقاقات، سواء في ما يتصل بالإصلاحات والإنجازات المطلوبة من الحكومة التي بدأت الشكوى تتصاعد من مستويات سياسية مختلفة، من بطء العجلة الإنتاجية التي وعدت بتسريعها، أو في ما يتعلق بالاستحقاق النيابي الذي بدأت التحضيرات العملية لوضعه على نار حامية، عبر الإقتراحات المتعدّدة المطروحة لتعديل القانون الإنتخابي الحالي الذي يُحيطه تأكيد غالبية القوى السياسية على استحالة السَير بقانون مشوّه تعتريه شوائب وثغرات لا تُعَدّ ولا تحصى.

تسونامي متني

إذا كان الإستحقاق البلدي قد اتسم بنكهات معيّنة سياسية وعائلية في مختلف المناطق، إلّا أنّه ارتدى أهمية قصوى في منطقة المتن الشمالي، التي أثبتت أنّها عصية على كل المحاولات التي استمات خليط من القوى السياسية والحزبية، لتغيير الوضع القائم فيها، والاستيلاء على بلدياتها والقبض على اتحاد بلديات المتن، تارةً بنفخ الأحجام، تارةً ثانية بالضغط والتهديد، وتارةً ثالثة بالتهويل وبَث الشائعات، وتارةً رابعة بالإستقواء بعضلات الغَير والتلطّي خلف رئيس الجمهورية، ومحاولة إنزال هذه المراجع إلى لعبتهم الرخيصة. إذ لم يعدموا وسيلة إلّا واستخدموها لتحقيق غايتهم، من دون أن يتمكنوا من الإخلال بميزان الوفاء في المتن الذي كان ردّه صادماً للعابثين به عبر ما يُشبه «تسونامي بلدي» أذاب الثلج وبيّن المرج، وكانت نتيجته الصارخة إلحاق هزيمة مدوية بمنطق الإستئثار والهيمنة، وبقاء اتحاد بلديات المتن في اليد الأمينة عليه وعلى المنطقة وأهلها؛ كل أهلها من دون استثناء.

22 مقابل 11

العنوان الصارخ للهزيمة المدوّية صاغته بالأمس انتخابات رئاسة اتحاد بلديات المتن، التي رسمت صورة المتن على حقيقته، بفوز رئيسة بلدية بتغرين السيدة ميرنا المر برئاسة الاتحاد، إذ نالت 22 صوتاً، فيما نالت رئيسة بلدية بكفيا - المحيدثة نيكول الجميّل 11 صوتاً.

ويتبدّى في هذه النتيجة الفارق الشاسع والكبير بين السيدة ميرنا المر، ونيكول الجميّل، والذي يُعدّ بلا أدنى شك انتصاراً موصوفاً ومضاعفاً للمر، على اعتبار أنّ الجميّل احتشد خلفها حلف سياسي داعم لها على رأسه «الكتائب» و«القوات اللبنانية»، ومعهما نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب والنائب ابراهيم كنعان... وراهن هذا الحلف في لحظة ما على أنّ ما يملكه من قدرات سياسية وحزبية وغير ذلك، سيُمكّنه من انتزاع اتحاد بلديات المتن والسيطرة عليه، إلّا أنّ الرياح سارت بغَير ما تشتهي سفنه، وجاءت بخسارة موصوفة ومدوّية لحزب «الكتائب»، تُعدّ الأقسى والأصعب عليه في مسلسل خساراته في الانتخابات البلدية في المدن المسيحية الكبرى من زحلة إلى جزين وزغرتا والمتن.

فضح المستور

وكشفت مصادر مطلعة ان السيدة نيكول الجميل فضحت المستور بلسانها وعبر الاعلام ان رئيس الجمهورية يدعم وصولها الى رئاسة الاتحاد، بعدما كان شقيقها رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، يبلغ عدداً من رؤساء البلديات ان الرئيس جوزيف عون يريد وصول نيكول الى رئاسة الاتحاد، وبذلك كان يحاول زج اسم رئيس الجمهورية في استحقاق محلي للاستقواء به على غيره، وبالتالي حمّل الرئاسة الخسارة مع خسارته وشقيقته، وكاد ان يتسبب بتشويه صورة العملية الانتخابية الناجحة في كل لبنان.

كلمة المر

في أعقاب انتهاء انتخابات اتحاد بلديات المتن الشمالي، عبّر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع الوطني السابق دولة الرئيس الياس المر عن أسفه لتحوّل الاستحقاق البلدي من إنمائي إلى معركة سياسية بحتة بين مرشحَين اثنَين لرئاسة اتحاد البلديات.

وأشار المرّ إلى أنّ مَن حاولوا تسييس الانتخابات كبّروا حجم خسارتهم، قائلاً: «الانتخابات أصبحت خلفنا، واليوم الفائز الحقيقي هو المتن الشمالي بأكمله، بـ54 بلدية و99 بلدة».

وأكّد أنّ «الرئيسة ميرنا المر، وكعادتها، ستُبقي أبواب منزلها ومكاتبها والاتحاد مفتوحة أمام جميع البلديات، سواء كانت معها أو ضدّها»، مشدّداً على أهمية طَيّ صفحة الماضي.

وفي إشارة إلى الحملة الإعلامية التي رافقت الانتخابات، بالإضافة إلى تخوين الناس وتزوير الأرقام، قال المر: «لا نُريد العودة إلى الوراء. نحن من بيت لم يتعاطَ يوماً بالفساد، وأيدينا نظيفة. فليتّهمونا بالسياسة كما يشاؤون، لكن خلال 30 سنة في الحُكم لم يتمكن أحد من اتهامنا بملف فساد». وأضاف: «كبّروا الحجر حتى وقع على رأسهم».

وختم بتوجيه الشكر لجميع من شارك في العملية الانتخابية، قائلاً: «أشكر مَن انتخب إلى جانب الرئيسة ميرنا المر، فهذا الانتصار يُهدى لهم. وأشكر أيضاً مَن اختار التصويت ضدّها. لكن على الصعيد السياسي، كانت النتيجة واضحة: 22 مقابل 11، ثُلثا المتن قال كلمته».

وكتب النائب ميشال الياس المر عبر حسابه على منصة «إكس»: «مبروك للمتن، السيد الحرّ المستقل. مبروك للمتن الوفاء والإنماء. ولعيونك أبو الياس. مبروك ميرنا ميشال المر».

وفد أميركي

سياسياً، جدّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون التأكيد على أنّ «لبنان ملتزم تطبيق القرار 1701، وأنّ الجيش اللبناني انتشر في جنوب الليطاني ويقوم بدوره كاملاً ، في وقت لا تزال إسرائيل تواصل أعمالها العدائية ضدّ لبنان وتحتل التلال الخمس ولم تُعِد بعد الأسرى اللبنانيِّين، على رغم من المراجعات المتعدّدة التي يقوم بها لبنان، لا سيما مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.

وأكّد عون خلال استقباله، أمس، وفداً من الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور أنغوس كينغ، أنّ «استمرار الاحتلال الإسرائيلي يُعقّد الأمور وينتهك الاتفاق الذي وقّعت عليه إسرائيل، وما يطلبه لبنان هو انسحاب إسرائيلي كامل حتى يتمكن الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الجنوبية وحمايتها، وهذا المطلب ليس فقط مطلب الدولة اللبنانية، بل مطلب الشعب اللبناني عموماً والجنوبيِّين خصوصاً، الذين يَعتبرون أنّ الجيش قادر على حمايتهم وتأمين سلامتهم».

ولفت إلى تعاون الجيش مع «اليونيفيل»، مشيراً إلى أنّ الجيش سيواصل انتشاره حتى يبلغ عديده نحو 10 آلاف عسكري».

وزار الوفد الأميركي، أيضاً رئيس الحكومة نواف سلام الذي أكّد للوفد «إصرار الحكومة اللبنانية على بسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، بما فيها معالجة مسألة السلاح الفلسطيني في المخيّمات، وفق خطة زمنية وُضِعت وسيبدأ العمل على تنفيذها»، مشدّداً على «أهمية دعم الجيش اللبناني ليعزّز سلطته على الحدود وفي الداخل». ودعا إلى «زيادة الضغط الأميركي على إسرائيل لتنسحب من الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها، ولوَقف خروقاتها للسيادة اللبنانية».

بري: مُصمّمون على التحرير

إلى ذلك، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ»الجمهورية» «أنّهم مهما حاولوا لن يتمكنوا من التأثير علينا، وكلما زادوا من ضغوطهم واعتداءاتهم، نزداد إصراراً على حماية بلدنا، وتصميماً وعزماً أكثر وأكبر من أي وقت مضى على تحرير أرضنا المحتلة من قِبل العدو الإسرائيلي».

ورداً على سؤال، لفت برّي إلى أنّه حتى الآن لم نلحظ أي خطوات ملموسة لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، مضيفاً: «موقفنا ثابت من ناحية الإلتزام باتفاق وقف إطلاق النار وبمندرجات القرار 1701، لكنّ المطلوب هو أن يبادروا (مشيراً إلى الأميركيِّين) إلى إلزام إسرائيل باحترام هذا الإتفاق ووقف اعتداءاتها، فهذا الأمر هو الأساس، ويجب أن يحصل قبل أي أمر آخر».

ورداً على سؤال، أعرب بري عن بالغ ارتياحه وسروره بإنجاز الانتخابات البلدية والاختيارية، واصفاً مُجرَيات العملية الانتخابية في منطقة الجنوب بأنّها راقية وتفوق برقيها أي مكان في العالم، آملاً أن يَلي ذلك التركيز على أولوية إعادة الإعمار، مؤكّداً أنّه «لا يجوز على الإطلاق البطء في هذا المجال».

وحول ملف الانتخابات النيابية، قال برّي إنّ النقاش حول هذا الأمر قد بدأ في مجلس النواب، من دون أن يُحدّد مدى زمنياً لهذا النقاش، مضيفاً أنّ القانون الانتخابي لا بُدّ أن يخضع إلى التعديل، كونه لا يصلح على الإطلاق أن تجري الانتخابات على أساس ثغراته وشوائبه، وسنسعى جاهدين في هذا الاتجاه.

وعمّا تردّد عن أنّ نائبة المبعوث الأميركي إلى المنطقة مورغان أورتاغوس ستصل إلى بيروت الثلاثاء المقبل، نفى بري علمه بموعد وصولها وقال إنّه سمع عن زيارتها في الإعلام ولا شيء أكثر من ذلك.

زيارة أورتاغوس

على صعيد زيارة أورتاغوس المعلن عنها إلى بيروت، فلا جديد حولها أو حول موعد وصولها أو برنامج لقاءاتها، سوى نقاشات عمومية بين أوساط سياسية. كان أبرزها ما دار خلال لقاء عُقِد قبل أيام، وجمع مجموعة من رجال الأعمال والمال وديبلوماسيِّين أجانب.

وبحسب معلومات موثوقة لـ»الجمهورية»، فإنّ بعض الحاضرين أثاروا تساؤلات حول خلفية ما أعلنته أورتاغوس في كلمتها في منتدى قطر الاقتصادي الأسبوع الماضي، وخصوصاً إشارتها إلى أنّ صندوق النقد الدولي ليس الخيار الوحيد أمام لبنان، وأنّ لديها خطة كبيرة ورؤية قد تمكّن لبنان من الاستغناء عن صندوق النقد». وأنّ أحد السفراء أكّد رداً على هذه التساؤلات بأنّه يتفهّم حجم المفاجأة التي أحدثها كلام أورتاغوس، كاشفاً عن ورود استفسارات عديدة حول هذا الأمر وردت من أكثر من مصدر لبناني رسمي وسياسي، ومرجّحاً أن يكون ما صدر عنها هو رأي شخصي.

وأوضح أنّ معلوماته تؤكّد أنّ ما قالته أورتاغوس لا يعكس بالضرورة موقف الإدارة الأميركية التي تدعم بقوة حصول برنامج تعاون بين لبنان وصندوق النقد، ولا يوجد لديها أي خطط بديلة عن هذا الأمر.

صفقة تبادل

من جهة ثانية، وفيما تواصلت الإعتداءات الإسرائيلية على المناطق الجنوبية، والخروقات المتمادية للسيادة اللبنانية التي تركّزت بالأمس في تحليق مكثف للطيران التجسسي في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية، كشفت مصادر متابعة لملف الأسرى اللبنانيِّين لدى إسرائيل لـ»الجمهورية» عن تطور مهمّ مرتبط بهذا الملف، قد يحصل خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيراً إلى أنّ اتصالات حثيثة جرت على أكثر من صعيد داخلي وعراقي، وعلى الخط الأميركي- الإسرائيلي، بمشاركة مباشرة من رئاسة لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، لفتح آفاق إيجابية لهذا الملف. والأجواء تشي بتقدّم في محاولة إنضاج صفقة تبادل محتملة في وقت قريب يُصار فيها إلى إفراج إسرائيل عن نحو 15 لبنانياً أسرتهم خلال العدوان الأخير، مقابل الإفراج عمَّن توصف بباحثة إسرائيلية من أصل روسي إليزالبيت تسوركوف، التي تشير بعض المعلومات إلى أنّها محتجزة لدى إحدى كتائب «حزب الله» في العراق.

*المصدر: صحيفة الجمهورية | aljoumhouria.com
اخبار لبنان على مدار الساعة