عن الغربة... والاغتراب
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
مقتل قيادي بتنظيم أنصار الإسلام في إدلبالغربة شعور بشع يتملّك المرء عندما يتناقض وجوده وقناعاته بشكل نسبي مع ما حوله من معطيات معيشية بحيث يرى ان كل ما حوله لا يتناسب مع ما لديه.
شعور يمكن له أن يؤدي الى أكثر من حالة بينها التوحّد والاكتئاب ومما يعرفه علماء النفس ومعالجوها.
كثير من شباب اليوم في مجتمعنا يعانون من ذلك، فوسائل التواصل والإعلام بشتّى أنواعه يعلمهم بشكل يومي ما يجري في العالم من تنوّع في العيش والحياة اليومية مما يفتقدونه في مجتمعهم، وتبدأ هذه الفروقات بالتراكم حتى تصل بهم الى حالة من التبرّم والانزعاج من كل ما حولهم.
بعض الحالات العائلية تساعد على تجاوز هذه الحالة من خلال التعاطف والاحساس بها، وبعض الحالات العائلية الأخرى تساعد على نموّها واستعجالها.
هي ظاهرة تعمّ وتصل بنا كعامل مساعد مع الحالة العامة التي تسود البلاد الى حالة عامة تسمّى (الاغتراب).
والاغتراب حالة قديمة في البلد تقوى وتخفّ وفق تقلّبات المجتمع ما بين يسر وعسر وعمل وبطالة، لذلك تقوى وتتحوّل الى وضع سائد يعمّ اليوم معظم شبابنا الذي أصبح أمله مجسّداً في الحصول على جواز سفر وتأشيرة دخول الى بلاد يرى فيها أو يظن انها الخلاص والمستقبل.
ولكن هذه الحالة التي تكاد تفرغ البلد من العنصر الشاب وتحويل المجتمع الى مجتمع كهل غير منتج كون عنصر الشباب هو مصدر الحيوية والحركة في أي مجتمع.
وللاغتراب محاسنه وسيئاته، فنسبة كبيرة من عائلات البلد تنتظر التحويلات من الخارج مما يساعد على استمرارها في العيش المقبول ويدفع عنها شبح الفاقة والعوز.
تحويلات تأتي من أبناء يكدّون من أجل ذلك..
ولكن ما وضع هذا الشباب المغترب مع غربته؟!..
يبدأ رحلته الاغترابية وهو يشعر بالانسلاخ عن الأهل، ثم يمرُّ الوقت ويبدأ بالدخول وئيداً الى المجتمع الجديد الذي حلّ به فتبدأ اللحمة بالضعف تدريجيا، بمعنى انه كل ما ازداد الانصهار بالمجتمع الجديد تضعف أواصر التحامه بالمجتمع القديم..
وما هي إلّا سنوات حتى تبدأ العلاقة مع مجتمعه الأصلي بالتفكك للوصول في النهاية الى علاقة شكلية أساسها الذكريات، يحصل ذلك عموماً باستثناء حالات تستمر فيها العلاقة مع الأهل على بعض حرارتها، ومن هذه النقطة تحديداً نستطيع فهم ازدياد حركة الزيارات خلال الصيف من مغتربينا.
لكى السؤال الملحّ يبقى..
هل تخلّص المغترب من غربته؟!...
أم ان الزمن يخفّف من غلوائها؟!