اخبار لبنان

جريدة الأنباء

سياسة

عون: استمرار إسرائيل في التلال الخمس يعرقل استكمال انتشار الجيش

عون: استمرار إسرائيل في التلال الخمس يعرقل استكمال انتشار الجيش

klyoum.com

بيروت - ناجي شربل وأحمد عز الدين

بانطفاء النار الإقليمية ومخاوف تداعياتها على الساحة اللبنانية، تعود المحركات السياسية إلى العمل على أكثر من صعيد. وتركز الدول الراعية لاتفاق وقف الحرب بين إسرائيل ولبنان الموقع، ومعها المنظمات الدولية على أمرين: السلاح والإصلاح، في حين استأنفت لجنة الإشراف على وقف النار اجتماعاتها. وقالت مصادر نيابية بارزة لـ «الأنباء» ان المواضيع التي يثيرها الديبلوماسيون مع المسؤولين في لبنان تتناول أمرا واحدا وهو موضوع الإصلاح، في موازاة سحب السلاح المنتشر خارج سلطة الدولة، سواء كان لبنانيا أو فلسطينيا.

ويسجل تحرك أوروبي لافت مع إلحاح في مجال الإصلاح إلى تقديم المساعدات الضرورية، فيما الجانب الاميركي لا يبدي نفس الإلحاح الأوروبي في هذا المجال، ولكنه يركز على موضوع الحدود البرية والبحرية من الشمال والشرق حتى الجنوب، مع ليونة لجهة قبول من واشنطن في تحريك موضوع الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية المحتلة. وفي هذا الإطار، عقدت لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار اجتماعا أول برئاسة الجنرال الأميركي مايكل ليني الذي تسلم مهامه منذ عدة أسابيع. الا ان التطورات الميدانية جنوبا، والمستجدات الإقليمية الأخيرة لم توفرا الظروف المناسبة لإطلاق عمل اللجنة برئاسته.

وتناولت المصادر المطلب اللبناني الذي يسمعه المسؤولون الدوليون وكل المعنيين بالملف اللبناني، من ان استمرار الاحتلال الإسرائيلي وعدم الانسحاب حتى الحدود، يشكلان عقبة كبيرة أمام الكثير من برامج الحكومة وخطواتها، خصوصا موضوع جمع السلاح في ظل الاحتلال. وفي ظل استمرار المراوحة في الملفات التي يعمل لبنان على تنفيذها، يتراجع موضوع إعادة الإعمار في الجنوب وخصوصا في القرى الحدودية، في ظل غياب اهتمام دولي بهذا الأمر. ويتقدم عليه موضوع تحقيق الإصلاحات المطلوبة وعجز الدولة اللبنانية، بالإضافة إلى وجود أكثر من عائق أمام تحقيق ذلك، أوله رفض إسرائيل عودة أي حياة طبيعية أو إعمار للقرى المهدمة على الحدود، قبل حل موضوع السلاح والتوصل إلى حل يتجاوز ربما حصر السلاح بيد الدولة. والأمر الثاني هو غياب التمويل، مع عجز الدولة عن التصدي لهذا الملف المكلف ماديا من دون دعم دولي واسع.

إلى ذلك، ابلغ رئيس الجمهورية العماد جوزف عون المستشار الأول لدى وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الادميرال ادوارد الغرين خلال استقباله له في قصر بعبدا بحضور السفير البريطاني في لبنان هاميش كاول «ان لبنان يعتبر ان التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» بمثابة عامل أساسي لحفظ الاستقرار والأمان على الحدود اللبنانية الجنوبية، لذا يعلق آمالا كبيرة على دعم الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ومنها بريطانيا كي يتم التمديد في موعده من دون اي عراقيل».

وأكد الرئيس عون ان وجود «اليونيفيل» في منطقة جنوب الليطاني «يساعد كثيرا في تطبيق القرار 1701، خصوصا ان التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية قائم على التنسيق الدائم وفق مندرجات القرارات الدولية ذات الصلة».

وأشار رئيس الجمهورية «إلى ان استمرار إسرائيل في احتلالها التلال الخمس ومحيطها لا يزال يعرقل استكمال انتشار الجيش حتى الحدود، علما انه حيثما حل الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني، تم تطبيق قرار الدولة اللبنانية بحصرية السلاح في أيدي القوات الأمنية النظامية وحدها، مع إزالة كل المظاهر المسلحة». وفي شق يتعلق بالمساعدات الخارجية، كتب رئيس الحكومة د. نواف سلام في حسابه على منصة «إكس»: «أرحب بموافقة مجلس إدارة البنك الدولي على مشروع الدعم الطارئ للبنان LEAP بقيمة 250 مليون دولار، والذي يشكل خطوة أساسية في إعادة الإعمار من خلال الاستجابة لأضرار البنى التحتية الحيوية والخدمات الأساسية في المناطق المتضررة من الحرب. هذا الدعم يعزز جهود التعافي ضمن الإطار التنفيذي الذي تقوده الدولة، ويتيح استقطاب تمويل إضافي نحن بأمس الحاجة اليه».

في الداخل اللبناني حركة وبركة، مع تفاؤل أصحاب المؤسسات من سياحية خدماتية وصناعية وغيرها بإنقاذ الموسم السياحي، في ضوء الهدوء الذي يسود الساحة الإقليمية بعد حرب الـ 12 يوما بين إسرائيل وايران، والتي وضعت أوزارها أخيرا بضغط أميركي.

تعويل لبناني كبير على إعادة جدولة المغتربين والسياح العرب رحلاتهم إلى بيروت، وتنقلهم في كل المناطق اللبنانية. وتواصل شركة «طيران الشرق الأوسط – الخطوط الجوية اللبنانية (الميدل إيست)» إعادة تسيير رحلاتها تباعا إلى خطوط كانت تعمل عليها، آخرها العراق أمس.

في حين ينتظر اللبنانيون عودة شركات الطيران الأجنبية إلى تسيير رحلاتها إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وهذا متوقع قريبا.

ومن التجارب اللبنانية خلال الأزمة الناجمة عن الحرب الإقليمية، روى رجل الأعمال بول حواط مالك مؤسسة كبرى تعنى باستيراد أجهزة الإنارة المنزلية والإمدادات الكهربائية على أنواعها لـ «الأنباء» تفاصيل معاناته في العودة من إجازة كان يمضيها بين تركيا وجورجيا، فقال: «تمكنا نحن مجموعة من العائلات اعتدنا تمضية إجازة سنوية في الخارج، من حجز تذاكر عبر عبارة نقل تركية تصل إلى مرفأ طرابلس. ودفعنا ثمنا مضاعفا للسعر الرسمي، إلى إكراميات للحصول على كرسي في احدى الطبقات المغطاة من باخرة الشحن المخصصة لنقل السيارات والشاحنات والمواشي والبضائع.. والمهم اننا وصلنا بسلام إلى طرابلس، ولم تؤثر الأحداث على رغبتنا في السفر، وأنا الآن في إيطاليا (روما وفلورنسا)، وسأتوجه بعدها إلى النمسا. وما جرى يحتم على الدولة تأمين نقل بحري لائق يستخدم لمن يرغب، ويكون ملاذا آمنا في حالات الطوارئ».

في يوميات الجنوب، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، «بأن العدو الإسرائيلي أطلق النار على شاحنة في مدينة ميس الجبل (حي طوفا)، يقودها أحد أبناء المدينة ويعمل لصالح مجلس الجنوب في عملية إزالة الردم، من دون وقوع اصابات. كما ألقت محلقة معادية 3 قنابل صوتية في حولا باتجاه العباد».

*المصدر: جريدة الأنباء | alanba.com.kw
اخبار لبنان على مدار الساعة