اخبار الاردن

زاد الاردن الاخباري

رياضة

تأهل كوراساو إلى نهائيات كأس العالم 2026: أصغر دولة تصل للمونديال

تأهل كوراساو إلى نهائيات كأس العالم 2026: أصغر دولة تصل للمونديال

klyoum.com

زاد الاردن الاخباري -

في واحدة من أكثر المفاجآت إثارة في كرة القدم الحديثة، خطف منتخب كوراساو الأضواء بعد تأهله رسميًا إلى نهائيات كأس العالم 2026، ليصبح أصغر دولة من حيث عدد السكان تصل إلى البطولة في التاريخ. الحدث لم يكن مجرد إنجاز رياضي، بل قصة إصرار وطموح جزيرة صغيرة في الكاريبي، يترجم حلمًا تحقق رغم كل الصعوبات، ويضع اسم كوراساو على الخارطة العالمية.

كوراساو، الجزيرة التي يعيش فيها نحو 156 ألف نسمة، ليست دولة ذات ثقل اقتصادي أو سياسي كبير، لكنها تملك تراثًا كرويًا فريدًا مع أشهر هيئة تراخيص موقع المراهنات والكازينو عبر الإنترنت وهي هيئة كوراساو الدولية للألعاب التي تقدم تراخيص للكثير من مواقع مراهنات رياضية ومنصات كازينو عبر الإنترنت وتقوم بتقنين ومراقبة هذه المنصات. 

بالرغم من ارتباطها بمملكة هولندا، يعتمد منتخبها على لاعبين من الشتات الأوروبي، خاصة في هولندا، مما منحها مزيجًا فريدًا من الانضباط الأوروبي والروح الكاريبية. هذا المزيج هو ما جعل الفريق قادرًا على مواجهة التحديات والصعود لمونديال 2026.

كوراساو، تلك الجزيرة الهادئة التي يعيش فيها نحو 156 ألف نسمة فقط، ليست دولة ذات ثقل اقتصادي كبير، لكنها تملك تراثًا كرويًا فريدًا. بالرغم من ارتباطها بمملكة هولندا، فإن منتخبها يعتمد كثيرًا على مواهب من الشتات الأوروبي، وخاصة من هولندا، وهو ما منحها توازنًا بين الروح الكاريبية والانضباط الأوروبي. هذا المزيج هو ما أتاح لها بناء فريق قوي قادر على منافسة الكبار، وتجاوز ظروفها المحدودة لتُحلّق في سماء التصفيات المؤهلة للمونديال.

خلال مرحلة التصفيات، خاض منتخب كوراساو رحلة مميزة. لم يخسر أي مباراة، وتعادل بشكل حاسم مع جامايكا بنتيجة 0‑0، ما ضمن له بطاقة التأهل. ما ميز هذه المسيرة ليس فقط النتائج الجيدة، بل أيضًا التنظيم والدفاع الصلب، إلى جانب هجمات مرتدة سريعة أبدعت في استغلال الفرص. المدرب اعتمد على خطط ذكية، ولاعبوه أظهروا روحًا جماعية كبيرة، فكانوا أكثر من مجرد فريق صغير – كانوا مفاجأة في طريقها إلى العالمية.

وما يجعل تأهل كوراساو أكثر بريقًا هو الحجم الصغير للدولة، فهي تُعد من أصغر الدول سكانًا التي تصل إلى نهائيات كأس العالم. هذا الإنجاز يفتح الباب أمام تساؤلات ملهمة: كيف يمكن لدولة بهذا الحجم أن تصنع مثل هذا التأثير؟ وكيف نجحت في وضع بصمتها بين عمالقة اللعبة؟

لكن القصة لا تقتصر على الكرة فقط. فلكوراساو بعدٌ عالمي من نوع آخر، مرتبط بمشهد المراهنات والألعاب الإلكترونية: هيئة كوراساو للألعاب (Curaçao Gaming Authority أو CGA). هذه الهيئة هي الجهة التنظيمية المسؤولة رسميًا عن ترخيص وإشراف صناعة الألعاب الإلكترونية والمراهنات من الجزيرة. تحت تنظيم CGA، تُمنح تراخيص للأذرع التي تدير مواقع المراهنات والكازينوهات على الإنترنت، سواء شركات مراهنات رياضية أو منصات كازينو.

في ديسمبر 2024، دخل قانون جديد (National Ordinance on Games of Chance, “LOK”) حيّز التطبيق، ومن خلاله أصبحت CGA هي الجهة المستقلة التي تمنح تراخيص التشغيل عبر الإنترنت، وتراقب التزام المواقع بقواعد مكافحة غسيل الأموال (AML) والحماية من الاستخدام غير القانوني.

هذا التنظيم يمنح كوراساو أهمية إضافية في المشهد العالمي للمراهنات، ليس فقط كمنتج كرة قدم يُسحر الجماهير، بل كمنطقة تنظيمية تُعنى بضمان مصداقية وسلامة العمليات عبر الإنترنت. من خلال هذه الهيئة، أصبحت كوراساو مركزًا مرموقًا لأفضل منصات المراهنات العالمية التي تريد ترخيصًا قانونيًا وكفاءة تنظيمية معقولة.

 إذا عدنا إلى كرة القدم، فإن هذا البعد التنظيمي يعكس جزءًا من عقلية الدولة الصغيرة: السعي للتنظيم، للسمعة، وللتميز. فنجاح كوراساو في تأهلها يعكس ليس فقط الإنجاز الرياضي، لكنّ تمكنها من بناء بنية مؤسسية قوية، سواء في الرياضة أو في مجال الأعمال الرقمية.

يقف وراء هذا الإنجاز الرائع نخبة من لاعبي كوراساو الذين أضافوا للمنتخب قوة ومهارة استثنائية. من بينهم كينيث باول، لاعب وسط ديناميكي يلمع في الدوري الهولندي، وجوريان جراون، المدافع القوي الذي يمتاز بصلابته في خط الدفاع بالدوري الممتاز الهولندي. على الطرف الهجومي، يبرز كوكو ماتا كمهاجم سريع يعتمد عليه المنتخب في الهجمات المرتدة والتحولات السريعة، بينما صعد إيمانويل إيفانز كحارس مرمى مميز خلال التصفيات. ولا يقل عنهم مهارة جايلينو فينتورا، القادر على قلب مجريات اللعب بلمساته الدقيقة ورؤيته الثاقبة للمباريات. معظم هؤلاء اللاعبين نشأوا وتكوّنوا في أكاديميات أوروبية، ما منح المنتخب مستوى فنيًا وتنظيميًا مميزًا يعكس الخبرة والاحترافية.

تفاعل العالم بأسره مع خبر تأهل كوراساو لكأس العالم 2026، واحتفلت وسائل الإعلام الدولية بهذا الإنجاز الاستثنائي. فقد وصفت رويترز هذا التأهل بأنه "أحد أعظم مفاجآت التصفيات الحديثة"، بينما قالت ESPN إن كوراساو قد تكون “قصة البطولة” في مونديال 2026. وأشارت BBC إلى أن التأهل يمثل انتصارًا للتطوير الكروي في الجزر الكاريبية، مؤكدة قدرة الدول الصغيرة على ترك بصمة كبيرة في كرة القدم العالمية. وعلى منصات التواصل الاجتماعي، شهدت الاحتفالات مشاركة واسعة من جماهير كوراساو والكاريبي وهولندا، في مشهد يعكس الفخر والبهجة بهذا الإنجاز التاريخي.

أبطال كوراساو ليسوا لاعبين فقط؛ إنهم سفراء لجزيرة صغيرة تنتمي للعالم كله: على أرض الملعب بكرة القدم، وعلى الشبكة الإلكترونية من خلال تراخيص الألعاب. في مونديال 2026، قد لا تكون كوراساو مرشحًا للفوز باللقب، لكن حضورها مهم كقصة، كرمز لصمود الطموح، وكدليل على أن الأحلام يمكن أن تولد من أصغر الأرخبيلات. وكما صرح كينجي غورّي عند إعلان التأهل:

"قلبي كان يخفق مرة أخرى… لقد شعرنا بالدهشة، نحن فعلاً ذاهبون إلى كأس العالم. هذا القدر، وهذا ما كان مقدرًا لنا."

في مونديال 2026، قد لا تكون كوراساو مرشحًا للفوز باللقب، لكنها بلا شك ستكون قصة البطولة الملهمة، رمزًا للعزيمة، ودليلًا على أن الأحلام يمكن أن تتحقق مهما كان حجم الدولة أو مواردها، سواء على الملاعب أو في عالم الأعمال الرقمية.

*المصدر: زاد الاردن الاخباري | jordanzad.com
اخبار الاردن على مدار الساعة