وطني يئن من خاصرته لا من أفراحه وأتراحه
klyoum.com
وطني يئن من خاصرته لا من أفراحه وأتراحه
خلود العجارمه
كل شخص له وجهة نظر فيما يسمعه من اقتراحات وآراء وهذه كانت وجهة نظري فيما تحدث به معالي وزير الداخلية مازن الفرايه
أود أن أنوه إلى أن الأردنيين ينحدرون من قبائل وعشائر تمتد جذورها عميقا في التاريخ وكل قبيلة لها كبيرها الذي يحتكم إليه عند الخلاف وترفع إليه الكلمة في الملمات وهذه العادات لم تكن يوما سببا في ضعف الوطن بل كانت الحصن الذي جمع أبناءه وقت الشدة وربطهم بعهد الوفاء والانتماء
ليس من المنصف يا معالي الوزير أن يختزل مفهوم بناء المجتمع في الحديث عن المهر والعزاء فالوطن لا يقوم على شكل العادات بل على عدالة الفرص ورعاية المواطن والاهتمام بمعيشته
لقد شهدنا في السنوات الأخيرة مبادرات وطنية خيرة من شيوخ ووجهاء المحافظات استطاعت أن تغير كثيرا من المظاهر التي أرهقت الناس ماديا ونفسيا فخففت من المغالاة في المهور ومن الإسراف في المظاهر الاجتماعية وساهمت في خلق وعي جديد أقرب إلى الواقع وأقرب إلى ما يرضي الله
لكن السؤال الأهم الذي يجب أن يطرح اليوم هو إلى أين يتجه اهتمامكم الفعلي فالمواطن لم يعد بحاجة إلى من يذكره بعاداته وتقاليده بقدر حاجته إلى من ينتصر لهمومه اليومية
لماذا لا توجه الجهود إلى مراقبة من يتلاعب بأسعار المحروقات ويستغل جيوب الناس
ولماذا لا تفتح ملفات فواتير الكهرباء والمياه التي تنهال على المواطنين كأنها عقوبة جماعية لا يعرفون من أين جاءت ولا على أي أساس وضعت
ولماذا لا يكون الاهتمام موجها نحو ضبط الأسواق ومحاسبة من يعبث بالاقتصاد المحلي
ولماذا لا تحل قضية البطالة التي تقض مضاجع الشباب وتجعل أحلامهم معلقة بين الأمل واليأس
لقد تعب المواطن من الانتظار وآن الأوان أن يسمع صوته بصدق وأن يشعر بأن وزارات الدولة تعمل لأجله لا من فوقه
أليس من أولى مهامكم أن تبحثوا في سبل تخفيف العبء عن كاهل المواطن بدلا من الخوض في تفاصيل أفراحه وأتراحه
نحن لا نرفض الإصلاح الاجتماعي ولا نقلل من شأنه ولكننا نطمح إلى إصلاح أعمق يشمل التعليم والصحة والعمل والعدالة الاقتصادية
نريد وطنا يستطيع فيه الطالب أن يكمل دراسته الجامعية دون أن يكون بحاجة إلى واسطة أو مكرمة نريد وطنا لا يسأل فيه الأب كيف سيسدد فاتورة الكهرباء أو من أين يأتي بثمن البنزين
نريد وطنا يليق بتعب الأردنيين وصبرهم
هذه رسالتي لمعاليكم ليست من باب الانتقاد الجارح بل من باب المحبة للوطن والغيرة عليه فالكلمة الصادقة أمانة ومن واجبنا أن نقولها حين نرى الطريق يميل عن وجهته
الأردن ليس بحاجة إلى من يذكره بعاداته بل إلى من يفهم معاناته ويعمل بصمت لأجله فالوطن يبنى بعدل القلوب قبل القوانين