شهيد الوطن في عيون طالب… ذكريات الدكتور الخليلي مع وصفي التل #عاجل
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
بيان أمني: إصابة 3 من أفراد القوة الأمنية في مداهمة الرمثاشهيد الوطن في عيون طالب… ذكريات الدكتور الخليلي مع وصفي التل #عاجل
كتب د. معن علي المقابلة
يروي لي عمي والد زوجتي، الأستاذ الدكتور خليل الخليلي، أستاذ التربية في جامعتي اليرموك والبحرين، موقفين خالدين ما زالا عالقين في ذاكرته، وقد عاشهما بنفسه مع دولة رئيس الوزراء الشهيد وصفي التل، رحمه الله.
الموقف الأول:
يقول الدكتور الخليلي:
كنتُ أحد العشرة الأوائل في امتحان الثانوية العامة على مستوى محافظة إربد عام 1966، ورغم ذلك لم يُكتب لي الابتعاث للدراسة الجامعية. التحقت بالجامعة الأردنية على أمل أن تتاح لي فرصة لاحقاً. وعندما علمت أن الشهيد وصفي التل يستقبل المواطنين في أول يوم اثنين من كل شهر، انطلقت من قريتي المغير/اربد قاصداً رئاسة الوزراء في شهر تشرين الأول.
كان المشهد مهيباً؛ طابور من المراجعين يحمل كلٌّ منهم رسالة يرفعها إلى دولة الرئيس. طلبت ورقة من ضابط الحرس فناولني إياها، ودوّنت طلبي على طاولة بيضاوية في مكتب الرئيس، ثم وقفت في الصف بانتظار لحظة الوصول إليه. وعندما حان دوري، شرفت بمصافحته، فسألني بصوته الأبوي: "ما حاجتك يا بني؟” عرضت عليه طلبي، فابتسم وقال: "أريدك ضابطاً في الأمن العام.” ثم سلّم رسالتي لمدير مكتبه مضيفاً: "إن لم يقبلوه فليعد إليّ.”
بعد ثلاثة أيام عدت إلى الرئاسة، فتسلمت كتاباً موقعاً بخطه، وتوجهت مباشرة إلى أكاديمية الشرطة في الدوار الأول. استقبلوني بترحيب كبير وأبلغوني بأن اسمي سيكون في مقدمة المقبولين في دورة تشرين الثاني. لكن إرادة الله شاءت أن تعلن وزارة التربية والتعليم عن بعثات جديدة لطلبة الجامعة الأردنية. تقدمتُ لها، وقُبلت، وتمكنت من متابعة دراسة الفيزياء على نفقة الوزارة، لتُفتح أمامي أبواب مستقبلٍ آخر لم أكن أتوقعه.
الموقف الثاني:
ويتابع الدكتور الخليلي قائلاً:
في عامي الجامعي الأول، وبعد يوم طويل من المحاضرات الصباحية والمختبرات المسائية، كنت واقفاً على الشارع العام بانتظار حافلة صويلح لأعود إلى منزلي. فجأة توقفت سيارة دولة الرئيس وصفي التل بالقرب مني، وفتح بابها بنفسه ودعاني للصعود. جلست إلى جواره، وكان طيلة الطريق يسألني عن دراستي ويتفقد أحوالي، بطمأنينة الأب وحنان المسؤول الذي يعرف معنى رعاية أبناء وطنه.
رحم الله الشهيد وصفي التل رحمة واسعة، وجعل قبره روضة من رياض الفردوس الأعلى، وأخزى من امتدت يده الغادرة إليه وجعلهم في الدرك الأسفل من النار.