معرض الكتاب "موّات".. مرآة لواقعنا الثقافي! #عاجل
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
مزارعو عجلون يدعون لتوسيع الزراعات الحديثة وزيادة الدعم الحكوميمعرض الكتاب "موّات".. مرآة لواقعنا الثقافي! #عاجل
كتب جهاد الرنتيسي -
احرص على ابقاء النافذة مواربة على شبه الحياة الثقافية التي نعيشها في الاردن، ويتعامل معها البعض باعتبارها حياة مكتملة، يسرح ويمرح في فضائها العتيد، من باب الوهم او المجاملة، وقد يكون مدفوعا بالبحث عن مكاسب، مرئية او غير مرئية.
اعني بالمواربة كسر العزلة بين الحين والاخر، بحضور هنا او مشاركة هناك، من باب التعرف والاكتشاف والمراجعة والمعاينة، وفي كل مرة اعود اكثر احباطا من المرة السابقة، ولا يخلو الامر من ندم على الذهاب.
اخر فتوحاتي كانت في معرض الكتاب، وجدت نفسي كالعادة في ساحة مقتطعة من سوق كبير، على مقربة من البنوك وشركات الاتصالات ومطاعم الوجبات السريعة المعنية اكثر من غيرها بفرض ثقافة استهلاكية تفوق قدرتها المعروض من كتب.
صاحب الزيارة هجوم بعض الاصدقاء من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي على البرنامج الثقافي، وتساؤلاتهم عن آليات تحديد الانشطة والمشاركين فيها، وهي أسئلة مشروعة اذا افترضنا تضخم ذواتنا واعتقادنا بأننا نصلح اكثر من غيرنا لاعتلاء المنصات.
سألني احدهم عن المعرض خلال تجوالي فيه، قلت له ان "معرضنا موّات" وفي ردي على سؤال آخر قلت ان المعرض "مرآة واقعنا الثقافي" ولا يستحق الجلد، فاجأني صديق كنت اتجول معه باختلاف اجابتي على السؤالين وكأنه حشرني في زاوية ضيقة، قلت له انني صادق في الوصفين، اذا اخذنا في الاعتبار موت المشهد الثقافي في الاردن، واضفت اننا نعيش على اطلال مشهد كان.
لم تكن فكرة الاطلال وليدة زيارة المعرض، لا بد من التوضيح كي لا أظهر كمن يبني قناعاته على سراب، الامور اكثر تعقيدا مما يتخيل ناقم على تفصيل هنا وآخر هناك، ويمتد عمقها الى اعصاب عارية نتجنب الاقتراب منها.
دفن رابطة الكتاب رأسها في الرمال وغرقها في الديماغوجيا وندوات البقع الداكنة بعد تحولها الى جثة بعض مظاهر الموت التي نتجاهلها، مراوحة الاتحاد في الظل مظهر آخر، ولا تبتعد عنهما بعض اذرع البنوك التي احترفت تسليع المعرفة وفق حسابات دقيقة.
وفي ظل الطلل تكتفي وزارة الثقافة العتيدة بحراسة الخراب، فهو المنجز الوطني الذي يستحق الحفاظ عليه وعدم التفريض به، ولديها ما يكفي من الحجج لتبرير سلبيتها تجاه الدور المفترض القيام به.
افترض من الاصدقاء الذين انتقدوا برنامج المعرض توسيع دائرة الرؤية، طرح تساؤلات اكثر شمولية، الاقتراب اكثر من معضلة مثلث "الامن، البيروقراطية، المحاصصة الجهوية" الذي يحكم المشهد الثقافي القتيل، والبحث في جوهر الفعاليات من خلال تشريح الخطاب والمستوى، للتأشير على ما يمكن القيام به في المسقبل، على امل ان يكون العطار قادرا على اصلاح ما افسده الدهر.