اخبار الاردن

جو٢٤

سياسة

الهدنة الإنسانية المؤقتة وإنزال المساعدات من الجو: حلول تجميلية فاضحة أمام كارثة إنسانية في غزة

الهدنة الإنسانية المؤقتة وإنزال المساعدات من الجو: حلول تجميلية فاضحة أمام كارثة إنسانية في غزة

klyoum.com

الهدنة الإنسانية المؤقتة وإنزال المساعدات من الجو: حلول تجميلية فاضحة أمام كارثة إنسانية في غزة

اللواء المتقاعد د. موسى العجلوني

في ظل المجاعة التي تتهدد أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة، أعلن الكيان الصهيوني عن هدنة إنسانية تكتيكية مؤقتة لبضع ساعات يوميا ولبعض المناطق تشمل المواصي ودير البلح وجزءًا من مدينة غزة، ترافقها عمليات إنزال جوي للمساعدات الغذائية والطبية. ورغم ما قد يبدو من وازع انساني ووجاهة ظاهرية في هذه الإجراءات، فإنها في جوهرها حلول قاصرة وإستمرارا للكارثة الإنسانية غيرالمسبوقة في التاريخ البشري التي تعصف بالقطاع والتي يحتفظ هذا الكيان المسخ ببراءة اختراع حصرية لها ، بل تشكل محاولة تجميلية للوجه القبيح لدولة الكيان ومحاولة إعلامية ودعائية لتخفيف الضغط العالمي عليها وخاصة من الإتحاد الأوروبي دون معالجتها فعليًا على الأرض.

الهدنة المؤقتة – التي لا تتجاوز في أغلب الأحيان بضع ساعات – لا تتيح المجال الكافي لوصول آمن وكافٍ للمساعدات، ولا تمنح المنظمات الإنسانية والفرق الطبية القدرة على التنقل أو العمل بشكل فعّال. كما أن الطابع الزمني المحدود لها يجعلها أقرب إلى "استراحة قصف" منها إلى خطوة حقيقية نحو التهدئة الإنسانية أو إغاثة السكان المحاصرين الذين يتساقطون بفعل التجويع المقصود اكثر مما يتساقطون بفعل الإجرام العسكري.

أما الإنزال الجوي، فرغم أنه يُستخدم عادةً كخيار اضطراري في حالات نادرة، إلا أنه في السياق الغزّي وفي ظروف المجاعة العامة التي هندسها وصنعها ونفذها نتنياهو وجيشه أثبت محدوديته الشديدة. فالإنزال الجوي يُلجأ إليه عادةً في مناطق معزولة نائية أو غير مأهولة يصعب الوصول إليها بوسائل برية. أما في غزة، فهي منطقة مأهولة ومكتظة بالسكان، ويمكن الوصول إليها بسهولة عبر معابر برية قائمة، ولكنها تُغلق عمدًا وتُستخدم كأداة حصار وعقاب جماعي. والكميات التي تُلقى من الجو تظل رمزية ومحدودة، ولا تلبّي الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية لسكان يواجهون خطر المجاعة وانهيار البنية التحتية الصحية والحياتية.

كما أن جزءًا كبيرًا من المساعدات التي تُلقى من الجو لا يصل إلى مستحقيه بسبب مشاكل في التنسيق، أو سقوطها في مناطق غير آمنة، أو استحواذ أطراف عليها. بينما يمكن عبر المعابر البرية إدخال مئات بل آلاف الشاحنات يوميًا تحمل الغذاء والمياه والوقود والأدوية والمعدات الطبية بشكل منظم وفعّال.

إن استمرار إغلاق المعابر – وعلى رأسها معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم – يمثل خنقًا ممنهجًا وإعداما لسكان القطاع على رؤوس الأشهاد وتحت سمع وبصرالعالم، ويشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والضمير الإنساني. لا يمكن لأي "هدنة مؤقتة" أو "إنزال جوي" أن تعوّض عن الحاجة الملحّة لفتح هذه المعابر فورًا وبشكل دائم، لتدفق المساعدات دون عوائق أو شروط.

باختصار، الحل الوحيد والضروري هو وقف حرب الإبادة وفتح المعابر البرية فورًا ودون شروط لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فعّال ومنتظم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة شعب يواجه الجوع والموت كل يوم. الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، بما فيه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات الحقوقية، مطالبون بالتحرك الفوري والفعال لوقف الإبادة والتجويع وفرض فتح المعابر وضمان دخول المساعدات الإنسانية. فالتقاعس أو الاكتفاء بالحلول الرمزية سيؤدي إلى مزيد من الجوع والوفيات والانهيار التام لمقومات الحياة في غزة.

* الكاتب عضو المكتب السياسي ورئيس المجلس الإجتماعي/حزب المستقبل والحياة الأردني

*المصدر: جو٢٤ | jo24.net
اخبار الاردن على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com