رحلة إلى الأردن: إنعاش الروح والعودة إلى الجذور
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
المعهد المروري يدعو الأردنيين لاستخدام الغمازلقد كانت زيارتي للأردن مخططًا لها لأسبوع مع العائلة خلال شهر أيلول من عام 2025. بعد سنوات طويلة امتدّت لأكثر من خمس وعشرون عاما منذ غادرت الأردن وقضيتها في العمل الهندسي حول العالم، وجدت نفسي بحاجة إلى العودة إلى الوطن، فقررت أن أطيل إقامتي وأمضي شهرًا كاملًا متنقلاً بين مدن الأردن من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
كانت هذه الرحلة بالنسبة لي أشبه بعملية إنعاش القلب والرئتين، شعورًا جميلاً بالعودة إلى تراب الوطن الذي اعتبرته ملاذي.
أثناء هذه الرحلة، كنت أهدف إلى الحفاظ على تدفق الدم المليء بحب الأردن والأكسجين النقي إلى عقلي وجسدي، ولنقل هذه المشاعر إلى ابنتي الصغرى سارة، التي تستعد لاستقبال عامها الجديد في كندا لدراسة الدكتوراه في مجال الهندسة الحيوية و الميكانيكية في جامعة تورنتو.
اولا : جمال الطبيعة وتطور العاصمة
لطالما كانت الأردن دولة متميزة بجمال جبالها وطبيعتها الساحرة. ومع زيارتي الأخيرة، لاحظت كيف أن العاصمة عمان أصبحت تمثل تجمعات حضرية ضخمة. توسعت البنية التحتية بشكل ملحوظ، حيث تم إنشاء مئات الأبنية الجديدة التي أضاف المعماريون لمسات جمالية لها. كما أن الاهتمام بالأبنية القديمة التي تحولت إلى مطاعم تعكس عبق الماضي كان لافتًا، مما يمنح عمان رونقًا خاصًا في كل منطقة. ولابد من ذكر التغطية الكاملة للطرق بمحطات " المناصير " الجديدة تقدم خدمات نوعيه لمستخدمي الطرق مثل تامين الوقود ومحال بيع صغيره بها وهو جهد كبير جدا وملاحظ .
ولكن للأسف لم تحظ بعض من محافظات الجنوب والشمال ايضا بمثل هذه المساحات من الاهتمام و التطوير .
ثانيا بعض من التحديات التي تواجه الأردن
رغم كل هذه الإنجازات، تظل بعض التحديات قائمة. من بينها "ضعف الدخل الشهري " ، "ارتفاع حاد للأسعار بما فيها اسعار الشقق السكنية "، غياب " التسويق العالمي الصحيح" و" الازدحام المروري " ، ونقص "الربط الإلكتروني الكامل" بين المؤسسات الحكومية، مما يجعل من الضروري مراجعة دوائر الدولة للحصول على الموافقات والشهادات عوضا عن وجود نافذة إلكترونية واحده . ورغم الخطوات التي تم اتخاذها، مثل إدخال الربط الإلكتروني في عام 2021، إلا أن هناك حاجة لمزيد من التطوير في هذا المجال.
ثالثا : السياحة والأسعار
فيما يتعلق بالسياحة، توفر الأردن بيئة جاذبة ، خصوصًا في مناطق مثل وادي رم والعقبة وجرش و عجلون وقلعة الكرك ومزارات الصحابة وغيرها، ولكن، الأسعار المرتفعة في بعض الفنادق والمنتجعات تجعلها بعيدة عن متناول الكثير من الأردنيين، بينما اخرى تنقصها الخدمات ، وهو ما يستدعي إعادة النظر في هذه الخدمات من جهة وارتفاع الأسعار من جهة اخرى لتكون أكثر ملاءمة للسياحة الداخلية.
رابعا : المطار والتجارة
عند الحديث عن مطار الملكة علياء، فإنه يمثل واجهة متميزة للأردن، رغم أن الأسعار المرتفعة للمنتجات الأردنية في السوق المفترض انه حر بدون ضرائب تتجاوز تلك المعروضة في الأسواق المحلية، مما يستدعي مراجعة من وزارة السياحة. اما ادارة الحدود فتقدم خدماتها بمنتهى الحرفية والسرعة والكفاءة في التعامل مع القادمين .
خامسا: خاتمة
الأردن بلد عظيم يواجه تحديات متعددة، من بينها النقد المفرط للأوضاع الحالية من البعض و الشكاوى اليومية والتذمر بلا داعي ، ولكن من المهم هنا الاعتراف بالقفزات النوعية التي تحققت منذ تولي الملك عبد الله الثاني الحكم.
واقصد هنا إذا تم اختيار الكفاءات المناسبة من ابناء الوطن واصحاب الارض والعشائر التي لديها ابناء اكفاء وذو علم ومعرفة بما هو مطلوب ، وعززت العلاقات بين المؤسسات المختلفة، فإن الأردن قادر على تحقيق المزيد من التقدم والنمو، وأن يصبح في مصاف الدول المتقدمة.
نحن جميعًا نحلم بمستقبل مشرق لوطننا، وعلينا أن نعمل معًا لتحقيق ذلك.
[email protected]