اخبار الاردن

وكالة عمون الاخبارية

سياسة

جيل Z وثوراته الداخلية .. أدوات في لعبة القوى العظمى

جيل Z وثوراته الداخلية .. أدوات في لعبة القوى العظمى

klyoum.com

يُوصَف جيل Z، المولود تقريباً بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الثاني من الألفية، بأنه الجيل الأكثر اتصالاً بالتكنولوجيا والأكثر جرأة في التعبير عن ذاته، لكنه يعيش تناقضات داخلية تجعله في مرمى القوى الكبرى. فبينما يقود موجات احتجاجية واجتماعية تبدو في ظاهرها عفوية، سرعان ما تتحول هذه التحركات إلى حركات منظمة ذات أبعاد سياسية واقتصادية، وغالباً ما تجد نفسها مرتبطة بأجندات دول كبرى تسعى لتوظيفها في حروب ناعمة ضد خصومها.

هذا الجيل لم يولد على الورق بقدر ما وُلد على الشاشات، جيل اللاحدود الذي يحول التغريدة أو المقطع القصير إلى شرارة قادرة على إشعال احتجاجات أو إثارة جدل عابر للقارات، لكن خلف هذا الانفتاح يظل السؤال قائماً: هل ما يعيشه هذا الجيل هو ثورة حقيقية أم انعكاس لخوارزميات عالمية تتحكم بها شركات تكنولوجية مرتبطة بمصالح الدول العظمى؟.

فطاقة التمرد لدى الشباب كانت دوماً جزءاً من مسيرة التاريخ، غير أن خصوصية جيل Z تكمن في أن ثوراته تجري عبر أدوات يملك الآخرون مفاتيحها: المنصات والبيانات والذكاء الاصطناعي. ولهذا فإن احتجاجاً بيئياً في باريس أو حملة حقوقية في نيويورك قد تتحول بلمسة خفية إلى وسيلة ضغط على حكومات في الشرق الأوسط أو آسيا. القوى العظمى أدركت أن السيطرة على العقول الرقمية قد تكون أكثر فاعلية من السيطرة على الأرض، لتتحول ثورات جيل Z إلى حروب نفوذ ناعمة يتم فيها تضخيم بعض الحركات وإخماد أخرى بالصمت أو الحجب.

وفي المحصلة فإن جيل Z يعيش ثوراته الداخلية بكل ما فيها من قلق وجودي وصراع مع البطالة وشغف بالعدالة، غير أن خطورة المشهد تكمن في أن هذه الثورات لم تعد ملكاً لأصحابها وحدهم، بل أصبحت جزءاً من رقعة شطرنج أكبر يتحكم اللاعبون الكبار في إيقاعها ومساراتها.

*المصدر: وكالة عمون الاخبارية | ammonnews.net
اخبار الاردن على مدار الساعة