اخبار الاردن

جو٢٤

سياسة

هل غاب الاردن حقّا عن مشهد اتفاق وقف اطلاق النار في غزة؟

هل غاب الاردن حقّا عن مشهد اتفاق وقف اطلاق النار في غزة؟

klyoum.com

هل غاب الاردن حقّا عن مشهد اتفاق وقف اطلاق النار في غزة؟

كتب ايهاب سلامة -

من ظنّ أن الأردن غاب أو غيّب عن مشهد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وأعتقد بأن هذا "الغياب" المزعوم "نعمة" تُجنّبه تبعات الاتفاق لاحقاً، فقد خانته البصيرة، وسقط في فخّ السذاجة والتسطيح الفكري، وقرأ المشهد بعيونٍ معصوبة، وفسّر الواقع بمنطق الغافلين عن التاريخ والجغرافيا و"فيزياء" الكم والكيف!

الأردن لا يُغَيَّب، لأن حضوره ليس شكلاً ولا صورة في مشهدٍ سياسي عابر، بل هو حضور التاريخ والجغرافيا، حضور الهوية والموقف، حضور من كانت فلسطين في وجدانه قبل أن تُصبح قضيّة العالم.

والأردن لا يُقصى عن قضيّةٍ هي جزءٌ من دمه، ولا يُستبعد عن ميدانٍ وقف فيه دومًا في الخط الأمامي للمواجهة.

كما أن الأردن لا ينتظر دعوةً إلى الطاولة، لأن الطاولة نفسها وُجدت على أرضٍ سقَتها دماء الأردنيين والفلسطينيين معًا، مذ كانت القدس نداءً في صدورنا قبل أن تكون بندًا في بيانات الساسة وسماسرة العالم المتحضر.

مذ بدأ العدوان على غزة لم تتوقف الدبلوماسية الأردنية عن الحركة والضغط، والمطالبة والمواجهة، كانت الصوت العربي الأعلى في المحافل، والعنوان الأصدق في زمنٍ ضاعت فيه العناوين.

لم يمشِ الأردن وراء الأحداث، بل أمامها، بخطى الدولة التي تعرف متى تصمت لتعمل، ومتى تتكلم ليصغي العالم.

كانت مواقفه الجريئة شوكةً في حلق الإحتلال، وصوتًا يعلو فوق الخوف، تذكّر الجميع أن فلسطين ليست ورقة مساومة، ولا بندًا تفاوضيًا، بل قدر الأمة وهويتها.

الدبلوماسية الأردنية تجسدت بالفعل لا بالكلام، بالثوابت لا بالمزايدات، كانت تفتح الأبواب المغلقة، وتواجه بصوت الحقِّ ضجيج العالم الأخرس.

كانت الأكثر جرأة، والأصدق موقفًا، والأشدّ ثباتًا حينما ارتجف الآخرون.

أما اللمسات الأخيرة التي حسمت اتفاق وقف النار، فقد جرت عبر وساطتين طبيعيتين: قطرية، تحتضن القيادة السياسية لحـMـاس، وتملك خطوط التواصل المباشر معها؛ ومصرية، بحكم "القرابة الجيوسياسية" مع القطاع، وقنوات الإتصال السياسية والأمنية المفتوحة مع الحركة.

وليس من مقتضيات الحكمة أو اللياقة السياسية أن يعتقد أحد بأن يكون الأردن طرفاً مباشراً في كل قناة تفاوض أو وساطة، فدوره أوسع من الوساطة، وأعمق من المشهد اللحظي.

رسالة أخيرة لمن يسارعون في العتاب والملامة كلما خُط بيان لم "يُشكر" فيه الأردن، نقول:

العلاقة بين الأردني والفلسطيني لا تُقاس بشكرٍ يُقال على المنابر، بل بالدم الذي امتزج في الخندق الواحد، والمصير الذي لم ولن ينفصل.

والفلسطيني لا يشكر الأردن لأنه "وقف معه"، بل لأنه يعرف أنه "هو الأردن"، كما أن الأردني يعرف أن فلسطين تسكن فيه، لا بجوار قلبه، بل في القلب ذاته.

ختامًا:

الأردن لا يبرر موقفه من فلسطين، لأن النبض لا يبرر خفقانه، والنهر لا يبرر جريانه..

فلسطين لم تكن في الوجدان الأردني يومًا "قضية"، بل هوية، ولم تكن "ملفًا" بل عقيدة، وإذا بقي في العالم أحد يجهل ذلك، فليقرأ التاريخ على صدى الكرامة، وليتعلّم الجغرافيا على "ضفة نهرٍ" يتنفس بين رئتين، اسمه الأردن!

*المصدر: جو٢٤ | jo24.net
اخبار الاردن على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com