خدعوك وقالوا "دولة فلسطينيّة"!
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
سفير المكسيك: سنسهل منح التأشيرات للأردنيين لحضور مباريات كأس العالمخدعوك وقالوا "دولة فلسطينيّة"!
كمال ميرزا
يبدو أن الاعتراف بدولة فلسطين هي "إبرة البنج" الجديدة التي يستخدمها الغرب ونتلقّفها نحن من أجل لفت الأنظار عن الإبادة والمجاعة، والتغطية على جرائم الكيان الصهيونيّ، ومنح عصابة حربه المزيد من الوقت من أجل إنجاز "المهمّة"!
كما يوضّح "تيلور" و"فلنت" في كتابهما "الجغرافيا السياسيّة لعالمنا المعاصر"، فإنّ تسعة أعشار القانون الدوليّ تقوم على "الأمر الواقع"!
أي دولة فلسطينيّة هذه التي سيتم الاعتراف بها بعد تدمير غزّة وإبادة أهلها وتهجيرهم، وبعد تقطيع أوصال الضفّة وتجريفها وترحيل أبنائها؟!
وأي أوراق تفاوض وضغط ستبقى بيد الفلسطينيّين والعرب بعد هزيمة المقاومة (لا سمح الله)، والقضاء على فصائلها، وتسييل وتمييع وتخنيث ثقافتها؟!
وحتى لو عدنا إلى ما قبل السابع من أكتوبر، وحتى لو لم يكن هناك استيطان، وحتى لو كانت غزّة والضفّة بكامل عنفوانهما، وحتى لو كانت "السيادة الفلسطينيّة" المزعومة مبسوطة على كامل مساحتيهما بدون خلافات وانقسامات.. أي دولة ستكون هذه؟
دولة مخنوقة مُستلبة تابعة منزوعة السلاح مُقلّمة الأظافر غير قابلة للعيش والاستمرار بالعيش بالاعتماد على قدراتها الذاتية منذ اليوم الأول!
دولة في غرفة الإنعاش قبل حتى أن تولد!
دولة في أحسن أحوالها ستكون "كانتون" أمنيّ إداريّ يحكمه "كومبرادور" سياسيّ/ اقتصاديّ ونخب متغرّبة (من غرب).. تمثّل نموذجاً قياسيّاً للكانتونات الوظيفيّة التي يحاول المشروع الرأسماليّ الإمبرياليّ الصهيونيّ إحلالها مكان منظومة الدول القائمة في المنطقة من أجل إعادة إنتاج حالة الهيمنة والتبعيّة والسلب المُمنهج للفائض!
دولة تمثّل آخر حلقة وصلنا إليها عبر مسار تقهقرنا التاريخيّ المعاصر من حالة "الأمّة".. إلى "القوميّة".. إلى "القُطريّة".. إلى "الطائفيّة".. إلى "الحاراتيّة"!
هذه حارة كذا.. وهذه حارة كذا.. وهذه حارة كذا.. والجميع ليسوا أبناء وطن واحد بل أبناء حارات!
ولكل حارة "عكيد"!
ولكلّ حارة سور أو جدار عازل يُغلَق بابه كلّ مساء على "النزلاء" داخله.. وحيث الخطر والشرّ و"العدو" هو كلّ مَن هو خارج السور!
وفي غمرة انشغال أبناء الحارات بتدبّر أمر قوتهم، ومتطلبات عيشهم اليوميّة، والتنافس والصراع والتناحر مع بعضهم البعض ومع أبناء الحارات الأخرى على الفتات، ومن أجل نيل رضا الأسياد.. ينسون أنّ كلأهم وماءهم ونارهم ونمط عيشهم كلّه هو بيد منظومة شيطانيّة سرطانيّة يتحكّم بها أرباب مال وأعمال دوليّين، ونظام مصرفيّ عالميّ، وصناديق سياديّة وشركات متعدّدة القوميّات عابرة لـ "الأسوار" والحدود والضمائر!
الذين يتحدّثون عن دولة فلسطينيّة والاعتراف بها، حسناً، فلنحرّر فلسطين أولاً حتى يكون هناك شيء نتحدّث عنه ونعترف به!