اخبار الاردن

جو٢٤

سياسة

ابحيص يقدم ملخصا حول عدوان "ذكرى خراب الهيكل" #عاجل

ابحيص يقدم ملخصا حول عدوان "ذكرى خراب الهيكل" #عاجل

klyoum.com

ابحيص يقدم ملخصا حول عدوان "ذكرى خراب الهيكل" #عاجل

كتب زياد ابحيص *

كان عدوان "ذكرى خراب الهيكل" اليوم الاقتحام الأكبر عددياً في تاريخ #المسجد_الأقصى بعد احتلاله، وأحد أقسى الاقتحامات لناحية فرض الطقوس التوراتية فيه، ومحصلته أنه كان تتويجاً لمرحلة انتقالية كان هدفها فرض هوية يهودية في الأقصى موازية لهويته الإسلامية، تمهيداً لقضمه بالكامل وتحويله إلى هيكل يهودي خالص، وفيما يلي تفصيل أبرز ما حمله هذا العدوان:

*لناحية العدد:* شهد #الأقصى اليوم اقتحام 3,969، أي قرابة الأربعة آلاف مقتحم وفق إحصاءات الأوقاف، مقارنة بالرقم السابق المسجل عام 2023 في المناسبة ذاتها وبلغ قرابة ثلاثة آلاف مقتحم، وتسجيل رقم 2,200 مقتحم على مدى عامي 2022 و2023، وبذلك كرست جماعات الهيكل أن "ذكرى خراب الهيكل" باتت يوم تجديد العهد ببناء الهيكل من خلال تسجيل الرقم القياسي للمقتحمين فيه، بعد أن كان في الأصل يوماً للمراثي والأحزان والبكائيات على هدمه الأول والثاني وفق الأسطورة التوراتية.

*سياسياً:* شهد الأقصى اليوم اقتحام وزيرين وثلاثة من أعضاء الكنيست، الوزيران كانا من حزب القوة اليهودية وهما إيتمار بن جفير وزير الأمن القومي ويتسحاق فاسرلاوف وزير النقب والجليل، أما أعضاء الكنيست فثلاثتهم كانوا من حزب الليكود الذي يقوده رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وهم شارَن هسيخل التي تحمل منصباً شرفياً كنائب لوزير الخارجية، وعميت هاليفي صاحب مشروع تقسيم المسجد الأقصى مكانياً، وأُشر شِكاليم أحد قادة حركة استعادة الاستيطان في غزة.

أشرف بن جفير بنفسه على استباحة المسجد الأقصى من كل الجهات، فشارك أولاً في صلاة الحريديم عند باب القطانين لكونهم لا يقتحمون الأقصى ويتمسكون بالرأي الحاخامي الذي يحظر الاقتحام مؤقتاً، ثم دخل واقتحم الأقصى مع جمهوره من الصهيونية الدينية، وبعد مغادرته توجه إلى ساحة البراق حيث شارك في الطقوس التوراتية المركزية التي عقدت فيه.

وقد شارك المقتحمون السياسيون جميعاً في مختلف اعتداءات المقتحمين، فشارك شِكاليم مثلاً في السجود الملحمي وشارك هاليفي في استعراض الأعلام الصهيونية أمام قبة الصخرة.

على الرغم من ذلك كله، أعاد نتنياهو تكرار تصريحه الدائم بعد كل اقتحام بأن "إسرائيل تتمسك بالوضع القائم وستبقى تتمسك به"، وهو تصريح يقصد منه تخدير النظام الرسمي العربي أولاً وتوظيف المصطلح بشكل مخادع ثانياً، بحيث يمسي كل عدوان جزءاً من هذا "الوضع القائم" الذي ينبغي الحفاظ عليه!

*لناحية الطقوس:* بعد قرار رعاية شرطة الاحتلال للطقوس التوراتية في صيف العام الماضي 2024 وقرار رعايتها للغناء والرقص في الأقصى في 2025 والصادرين عن وزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير، فقد شهد الأقصى اليوم مزيجاً من الطقوس والتصفيق والغناء والصراخ وحلقات الرقص لم يشهدها في تاريخه، وهذا تتويج لمسار فرض هوية يهودية موازية للهوية الإسلامية في الأقصى.

وقد أُدّيت في الأقصى اليوم طقوس الانبطاح الجماعي "السجود الملحمي"، وحلقات صلاة "بركات الكهنة"، وقراءة المراثي، وصلاتي الصباح والمساء التوراتيتين، وجرى افتتاح الاقتحام بـ"صلاة شماع" جماعية على سطح المصلى المرواني.

*لناحية الهيمنة المكانية:* تجولت الطقوس بين الساحة الشرقية للمسجد الأقصى، وساحته الغربية مقابل صحن الصخرة، وعلى مختلف أبوابه التي استباحها المستوطنون وأدوا الطقوس أمامها طوال اليوم تقريباً.

*لناحية إدخال الأدوات التوراتية:* وهي الأدوات التي تعد أساسية لاستكمال أداء الطقوس التوراتية في الأقصى، وهو المسار الذي تنظر إليه جماعات الهيكل باعتباره "تأسيساً معنوياً للهيكل" يمهد لتأسيسه المادي.

للمرة الرابعة أدخل المقتحمون اليوم لفائف التيفلين السوداء التي تُلبس على اليد اليسرى والرأس لتجسد اتصال العابد بالرب وخضوعه لأمره وفق الفهم التوراتي، كما أدخلوا أدوات أخرى سبق أن اعتادوا فرضها في الأقصى مثل قبعة الصلاة "الكيباه" وشال الصلاة "الطاليت" والزوائد القماشية "تسيت تسيت"، واصطحبوا معهم لفائف التوراة للمرة الثانية وطافوا بها أمام باب المغاربة من الخارج لإدخالها، وهو ما يعني أن لفائف التيفلين الفردية ولفائف التوراة للقراءة منها ستصبح الهدف التالي لفرضه في الأقصى، ومن المتوقع أن تحرك جماعات الهيكل مساراً من الاحتجاج والقضايا أمام محاكم الاحتلال لتفتح الباب لهذه الاعتداءات الجديدة.

*في مواجهة ذلك* يفتقد المسجد الأقصى الردع، فهو الوحيد الكفيل بالدفاع عن هويته، والأقصى اليوم يمر بمرحلة انكشاف تاريخي هي الثالثة منذ عام 2003، وقد كانت المعادلة السابقة تتألف من العمليات ذات الطابع الفردي والتحرك الشعبي والتفاعل الخارجي وتدخل المـ.ـقاـ.ـومة من قطاع غزة في الوقت الذي تراه مناسباً، وأمام حرب الإبادة في غزة التي تضع القطاع ومقاومته أمام تحدٍّ وجودي، فقد بات التفاعل مع وقائع الأقصى من المستحيلات، وغُيّب الفعل الشعبي –ربما مؤقتاً- أمام سيف الترهيب بالإبادة والرصاص الحي والاعتقالات، وتوجه التفاعل الخارجي إلى غزة وضُرب جزء مهم منه وبالذات في أقرب الدول العربية إلى فلسطين؛ ما يفرض الحاجة لتجديد عناصر الردع أو اجتراح معادلة جديدة، وإلا فإن مشروع الاحتلال في الأقصى سيمضي من سقفٍ إلى سقف، ولن تجدي معه الإدانات الرسمية العربية شيئاً.

** الكاتب باحث في شؤون القدس والمسجد الأقصى

*المصدر: جو٢٤ | jo24.net
اخبار الاردن على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com