لماذا تصر إسرائيل على البقاء في "تلة المنطار"؟
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
رسوم أميركية توجه ضربة لقطاع المعكرونة الإيطاليلماذا تصر إسرائيل على البقاء في "تلة المنطار"؟
قبيل ساعات من انطلاق جولة المفاوضات التي تستضيفها العاصمة المصرية القاهرة، بين وفد المقاومة الفلسطينية برئاسة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ودولة الاحتلال برعاية أمريكية، كشفت وسائل إعلام عبرية أن "إسرائيل" أبلغت واشنطن بالمناطق التي تعتزم الإبقاء على سيطرتها فيها لسنوات مقبلة.
وذكر المراسل السياسي لهيئة البث الإسرائيلية /كان 11/، إيتاي بلومنتال، أن المواقع التي أدرجتها "إسرائيل" ضمن خططها طويلة الأمد تشمل المنطقة العازلة المحيطة بقطاع غزة الممتدة من مدينة رفح جنوبا حتى بلدة بيت حانون شمالا، بطول نحو 65 كيلومترا، إلى جانب محور "فيلادلفيا" على الحدود مع مصر، وتلة المنطار شرق مدينة غزة.
ويثير هذا الإعلان تساؤلات حول الأهمية الاستراتيجية لتلة المنطار، ولماذا تتمسك إسرائيل بالسيطرة عليها رغم أنها لا تُعد من المناطق الحدودية التي يتوقع أن تدار مستقبلا من قبل قوات "حفظ السلام"، تمهيدا لانتقالها إلى إشراف أمني فلسطيني وفق ما تردده التسريبات بشأن الترتيبات الأمنية الخاصة بقطاع غزة بعد التهدئة.
الأهمية الاستراتيجية لتلة المنطار
تُعرف تلة المنطار – أو ما يُطلق عليها "تلة الـ70" – بأنها أعلى نقطة داخل قطاع غزة، إذ يبلغ ارتفاعها نحو 70 متراً فوق سطح البحر، وتقع في الجهة الشرقية من حي الشجاعية بمدينة غزة.
وبحسب تقرير هيئة البث الإسرائيلية /كان 11/، الذي تابعته "قدس برس"، فإن السيطرة على التلة تتيح لجيش الاحتلال ما وصفه بـ"السيطرة النارية والرصد المبكر للتهديدات"، إلى جانب كشف مباشر لمناطق واسعة في شمال القطاع ومدينة غزة، تشمل أحياء الشجاعية والزيتون وجباليا، بينما تمنح على الجانب المقابل رؤية واضحة للمستوطنات الإسرائيلية المقابلة مثل: ناحل عوز، وكفار عزة، ومفلسيم.
وأوضح التقرير أن الجانب الأمريكي أبدى تفهما للمطالب الإسرائيلية بالبقاء في هذا الموقع "لدواعٍ أمنية"، على أن يترك الملف مفتوحا للنقاش في المفاوضات المرتقبة المقرر انطلاقها غدا الاثنين في القاهرة، بمشاركة وفد المقاومة برئاسة حركة "حماس"، وبحضور مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، فيما يمثل الوفد الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس جهاز "الموساد" ديدي برنياع إلى جانب طاقم فني موسع.
الموقع والرمزية التاريخية
تقع تلة المنطار بمحاذاة معبر المنطار التجاري (كارني سابقا)، الذي أغلقته إسرائيل عام 2007 في إطار سياسة الحصار المفروضة على قطاع غزة، فيما لا يزال مغلقا حتى اليوم.
وخلال العدوان الجاري، سيطرت القوات الإسرائيلية على التلة واتخذتها نقطة انطلاق لعمليات الاجتياح في أحياء الشجاعية والتفاح ومخيم جباليا، كما أفادت مصادر أمنية لـ"قدس برس" بأن جيش الاحتلال ثبت فيها مواقع مراقبة ورصد ميداني.
وتحمل التلة رمزية خاصة في الذاكرة الفلسطينية، إذ كانت مسرحا لاشتباكات متكررة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى (2000–2004)، وظلت على الدوام خط تماس رئيسي في جولات التصعيد والحروب السابقة على قطاع غزة.
انطلاق جولة المفاوضات
تجدر الإشارة إلى أن الخارجية المصرية، أعلنت بدورها عن استضافة وفد من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" غدا الاثنين لبحث تفاصيل تبادل أسرى الاحتلال لدى المقاومة والأسرى الفلسطينيين.
وقالت الخارجية المصرية في بيان تلقته "قدس برس" مساء اليوم السبت، إن "القاهرة ستستضيف وفدين من (حماس) و(إسرائيل) لبحث توفير الظروف الميدانية وتفاصيل عملية تبادل كافة الأسرى".
وأوضحت أن ذلك سيكون طبقًا لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
يأتي ذلك بعدما أعلنت "حماس" في بيان أصدرته مساء أمس الجمعة استعدادها "لتسليم أسرى الاحتلال كافة (أحياء وجثامين) وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح ترامب، بما يحقق وقف الحرب والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة".
ورحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببيان "حماس" وأكد أنها مستعدة لسلام دائم، مطالبًا "إسرائيل" بوقف قصف غزة فورًا.