هل يخدم الجدل الفيلم؟ نقاد يقيّمون برومو "الست" لمنى زكي بين الإرباك والذكاء التسويقي
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
كم بلغ سعر غرام الذهب 21 في السوق المحلية؟هل يخدم الجدل الفيلم؟ نقاد يقيّمون برومو "الست" لمنى زكي بين الإرباك والذكاء التسويقي
أعلنت الشركة المنتجة لفيلم "الست" عن الموعد الرسمي لعرضه، بعد جدل واسع وانتقادات كبيرة طالته منذ الإعلان عن المشروع، حيث من المقرر أن يُعرض الفيلم في جميع دور السينما يوم 10 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وتتولى منى زكي بطولة الفيلم بمشاركة نخبة من النجوم، منهم أحمد خالد صالح، سيد رجب، أحمد داود، وتامر نبيل، إلى جانب ظهور مميز لعدد من ضيوف الشرف، مثل كريم عبد العزيز، أحمد حلمي، نيللي كريم، وأمينة خليل.
والفيلم من تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد، ويُعد من أكبر الإنتاجات السينمائية المرتقبة، حيث يكشف جوانب جديدة وأسراراً غير معروفة في حياة كوكب الشرق أم كلثوم.
برومو الفيلم.. بين الإشادة والانتقادات
شكّل ظهور منى زكي في برومو الفيلم الذي تم طرحه خلال الساعات الماضية مفاجأة لجمهور منى زكي، حيث انقسمت ردود الفعل بين من اعتبروا أن العمل سيكون نقلة فنية نوعية في مسيرتها، وبين من انتقدوا البرومو ووصفوه بالمربك والضعيف.
وترکزت الانتقادات على صوت منى زكي داخل المشاهد ومكياج الشخصية، إضافة إلى ملامحها التي اعتبرها البعض بعيدة عن شكل أم كلثوم الحقيقي، رغم استعانة فريق العمل بخبراء أجانب في التجميل والاستايلينج، ما اعتبره البعض بداية غير مبشرة قبل العرض الرسمي للفيلم.
واعتبر البعض أن طريقة حديث منى زكي داخل الفيلم مشابهة لشخصية "حنان" التي قدمتها في مسلسل "تحت الوصاية"، فيما أجرى آخرون مقارنة بينها وبين الفنانة صابرين التي لعبت نفس شخصية أم كلثوم في مسلسل عُرض عام 1999، وحقق نجاحاً كبيراً آنذاك.
في المقابل، دافع البعض عن منى زكي، مطالبين المنتقدين بالتروي وانتظار مشاهدة الفيلم كاملًا قبل الحكم على الأداء والشخصية، بينهم الإعلامي عمرو أديب، الذي كتب عبر حسابه على "إكس": "لم يشاهد أحد الفيلم، ولم ير الجمهور أداء البطلة، ومنذ متى أصبح لزاماً على الممثل أن يكون شبيهاً بالشخصية التاريخية التي يجسدها؟.. أكيد منى زكي الموهوبة بذلت مجهوداً كبيراً في شخصية كوكب الشرق..انتظروا حتى تشاهدوا الفيلم أولاً ثم احكموا عليه كما شئتم.. فكرة الهجوم قبل المشاهدة شيء جديد علينا".
أما سناء نبيل، حفيدة المطربة الراحلة أم كلثوم، فقالت في تصريحات إعلامية: "شيء طبيعي أن تتعرض منى زكي للهجوم من أول نظرة، لأن أم كلثوم شخصية كبيرة وكل شيء يتعلق بها يثير الاهتمام، لكن لا أستطيع الحُكم إلا بعد عرض الفيلم، فالبرومو وحده غير كافٍ.. ولا أفهم سبب المقارنات بين شكل منى زكي وشكل صابرين في تجسيد شخصية أم كلثوم، لأن الحديث يجب أن يكون عن التمثيل والأداء نفسه".
هل تتكرر تجربة "السندريلا"؟
هذا الهجوم والدعم والجدل والانتقادات والتبريرات بعد طرح برومو فيلم "الست"، أعادت للواجهة مجدداً تجربة مسلسل "السندريلا" الذي عرض في عام 2006، والذل ما زال يلقي بظلاله على مسيرة منى زكي حتى اليوم، فالمسلسل الذي جسّدت فيه شخصية الراحلة سعاد حسني تعرّض حينها لهجوم شديد، انعكس عليها نفسياً ودفعها للابتعاد عن الدراما لسبعة أعوام، قبل أن تعود في عام 2013 بمسلسل "أسيا".
لذلك، مع صدور البرومو التشويقي للفيلم المستوحى من حياة أم كلثوم، عادت تلك الذكريات إلى الواجهة؛ إذ استحضر الجمهور إخفاق منى زكي السابق في تقديم شخصية سعاد حسني، لتتواصل موجة الانتقادات منذ اللحظة الأولى لظهور الإعلان.
برومو مربك أم هجوم منطقي؟
قال الناقد الفني محمد عبد الرحمن في حديثه لـ"24"، إن هذا الهجوم على برومو فيلم "الست" كان متوقعاً منذ اللحظة الأولى، لأن جمهور وسائل التواصل الاجتماعي، أو المتفاعلين عبرها منذ البداية، عادة ما يكونون ضد أي إعادة تقديم لشخصيات سبق وأن قُدمت فنياً بشكل ناجح، فهم يشعرون منذ البداية أن النتيجة لن تكون على مستوى التوقعات، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بشخصية تم تجسيدها سابقاً في عمل فني حقق نجاحاً كبيراً حينها، مثل شخصية أم كلثوم التي جسدتها صابرين في مسلسلها الشهير.
وشدّد "عبد الرحمن" على أن الفروق الشكلية بين منى زكي وأم كلثوم كبيرة، ما جعل الجمهور في حالة ترقّب دائم منذ إعلان المشروع، مضيفاً: "كانت هذه الحالة تتكرر كلما ظهر أي بوستر غير رسمي للفيلم، حيث تبدأ التعليقات المتكررة حول كيفية تجسيد منى زكي لشخصية أم كلثوم، لذلك كان من الطبيعي انتظار البرومو الرسمي، وما إن تم طرحه حتى أثار هذه الضجة، خصوصاً أن أسرة الفيلم لم تتحدث كثيراً عن تفاصيل العرض أو مواعيده، ففوجئ الجمهور بالبرومو، وكان رد الفعل المتوقع، والذي من المرجح أن يزداد خلال الفترة المقبلة".
في السياق ذاته، أشار محمد عبد الرحمن إلى أنه بالنظر إلى حال مواقع التواصل الاجتماعي المعتاد يمكن وصف هذه الردود بأنها طبيعية وليست مبالغاً فيها، بينما لو نظرنا إليها من الناحية الفنية أو النقدية فإنها مبالغ فيها، لأن القاعدة دائماً هي (شاهد أولاً ثم احكم لاحقاً)، بينما الجمهور في الوقت الحالي يحكم أولًا، وقد يغير رأيه بعد المشاهدة.
وبسؤاله عن وجهة نظره النقدية في البرومو، وهل قدّم صورة ضعيفة أو مربكة للفيلم كما يُقال، أوضح "عبد الرحمن" أن البرومو جاء سريعاً ومربكاً نوعاً ما، إذ يمكن وصفه بأنه تيزر تشويقي أكثر منه برومو معبر عن الفيلم بشكل كامل، مضيفاً: "لكن أعتقد أن الفيلم نفسه سيكون أكثر استقراراً وأكثر وضوحاً في عرض أفكار صنّاعه واتجاهاته نحو شخصية أم كلثوم، مقارنة بالبرومو".
وواصل: "البرومو جاء بطريقة سريعة جداً، مع نقلات متتابعة، واستعرض جميع ضيوف الشرف تقريباً، دون ترك أي منهم كمفاجأة محتملة، وفي الوقت نفسه، لم يمنح الجمهور لمحة عن جملة حوارية أو لحظة معينة، رغم أن مدته تجاوزت دقيقتين ونصف.. وهذا يثير تساؤلات عديدة: هل سيكون هذا البرومو الوحيد؟ هل سيكون هناك برومو آخر قبل 10 ديسمبر؟ وما ردود الفعل بعد عرض الفيلم في مهرجان مراكش؟ كل هذه أسئلة نحن في انتظار إجاباتها".
أما الناقد الفني محمد عبد الخالق فأكد في حديثه لـ"24"، أن موجة الهجوم القوية التي تعرض لها فيلم "الست" بمجرد طرح الإعلان التشويقي متسرعة ومبالغ فيها، حتى لو كانت هناك بعض الملاحظات على الإعلان فلا يمكن أن نطلق من خلاله وحده أحكاماً حادة وقاطعة قبل مشاهدة الفيلم.
وأشار إلى أن هناك أسباباً عدّة يمكن أن تكشف سبب هذا الرفض المتعجّل، منها القدسية التي يضفيها الناس على الشخصيات الكبرى المحبوبة وغيرتهم على صورتهم في الإعلام، ومنها غضب البعض من الفنانة منى زكي بسبب أحد أدوارها الفنية السابقة، وغيرها من الأسباب.
وتابع أن تقديم البرومو بهذا الشكل الذي شاهدناه مقصود من صناع العمل، فهم لا يريدون كشف تفاصيل، أو تعريف كامل لما ينتظر المشاهد، وبالتالي هو مجرد تنبيه أن هناك عملاً ما سنشاهده قريباً عن أم كلثوم، دون الدخول في تفاصيل، مضيفاً: "مثلاً من أين جاء الناس بأن الفيلم سيقدّم حياة أم كلثوم كاملة؟!".
وشدّد "عبد الخالق" على أن الهجوم على الفنانة منى زكي على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى الفيلم بأكمله سابق لعرض البرومو نفسه، أما الحديث عن أنها لا تشبه أم كلثوم رغم المكياج فهو أمر بحاجة للانتظار حتى يتم عرض الفيلم فعلياً، ويرى الجمهور الأداء بنفسه، ووقتها فقط إما يجد أداءً مشابهاً لأم كلثوم بالفعل فيكمل هذا الأداء ما نقص من الصورة الشكلية، أو يزيدها بعداً عن الحقيقة.
وبسؤاله عن توقعاته لمصير الفيلم بعد هذا الجدل المبكر، وهل هذا الجدل يخدم الفيلم دعائياً أم يضره، أوضح محمد عبد الخالق لـ"24"، أن أي عمل فني يتناول قضية أو شخصية مهمة من الطبيعي أن يثير الجدل، مشدداً في الوقت ذاته على الجدل حول فيلم "الست" لن يؤثر بالسلب على الإقبال على مشاهدته، فالجميع - مرحب أو رافض - سيحرص على مشاهدة الفيلم حتى يثبت وجهة نظره.