اخبار الاردن

وكالة أنباء سرايا

أقتصاد

هاشم الخالدي يكتب: حين انتصر القلم على المسدس

هاشم الخالدي يكتب: حين انتصر القلم على المسدس

klyoum.com

بقلم :

اليوم حين زرت زميلي وصديقي فارس حباشنه رويت له امام اقاربه والزملاء الصحفيين قصة حدثت معي منذ ١٥ عاما وربما اكثر .

اذكر انذاك انني تعرضت لاكثر من تهديد بالقتل فقمت بزيارة وزير الداخليه في ذلك الوقت وطلبت منه الحصول على رخصة سلاح صفة (حمل ) ولم تكن سهله ابدا لان كل رخص السلاح كانت رخص اقتناء وليس (حمل ) واذكر ان رخصة سلاحي كانت تحمل الرقم ١٥٧ بحكم ان من يحصلون على هذه الرخصه في الاردن قليلون جدا.

المهم … حصلت على الرخصه وبدأ مسدسي يلازم جنبي ليل نهار وكون ان صفة ترخيص سلاحي كانت (حمل ) كان يحق لي حسب القانون الدخول به الى اي مكان حكومي او مدني دون اي مساءله .

قمت بتجديد الرخصه بحكم عشقي للسلاح ودفعت ٢٥٠ دينار ثمن تجديد الرخصه ، ولم يكن المسدس يغادر جنبي لكن ما حصل بعد ذلك انني بدأت اخجل من حمل المسدس امام الناس ، رغم ان كثيرون لو حازوا هذه الرخصه كانوا سيتباهون ليل نهار باظهار المسدس على جنبهم كنوع من الفخر .

كان الصراع بين نفسي ونفسي يقتلني ليل نهار ؟

وكان دوما ذات السؤال يدور في رأسي ؟

انت صحفي .. يعني سلاحك قلمك مش سلاحك مسدسك ؟

شو رح يكون موقفك اذا لمح المسدس احد الصحفيين او حتى اي مواطن وانت تضع المسدس على جنبك ؟

كيف ستفسر لهم انك تحمل المسدس لحمايتك من التهديدات ؟

مشهد متناقض بين السلاح والقلم

وحين وصل الصراع في رأسي اوجه

اتصلت مع معالي الصديق المرحوم عيد الفايز وكان انذاك قد تولى وزارة الداخليه حديثا وشرحت له ما حصل معي مع وزير داخليه سابق وقلت له بانني لن اجدد رخصة المسدس لانني مقتنع بان سلاح الصحفي هو قلمه …. والاعمار بيد الله … وهكذا كان .

بعد ان رويت للزميل الحباشنه هذه القصه قلت له بان سلاحنا سيبقى قلمنا مهما نزفت منا الدماء وانت تحملت ما تحملت ونزف دمك لكن ما حصل معك سيكون باذن الله بدايه لاعادة الهيبه للقلم وعدم السماح لاي مهووس بالاعتداء على الصحفيين .

سلاحنا سيبقى القلم مهما حاولوا ان يكسروه فهل سنصحوا ذات يوم على حقيقة ان يلازم سلاحنا قلمنا ؟؟ اتمنى لا …. هذه هي كل الحكايه يا فارس

نقطه واول السطر

( هاشم الخالدي )

*المصدر: وكالة أنباء سرايا | sarayanews.com
اخبار الاردن على مدار الساعة