اخبار الاردن

هلا أخبار

سياسة

قوة الشباب في بناء الحضارة.. رؤى ونماذج من ندوة دراسات الشرق الأوسط

قوة الشباب في بناء الحضارة.. رؤى ونماذج من ندوة دراسات الشرق الأوسط

klyoum.com

هلا أخبار – استعرض المتحدثون في الندوة التي أقامها مركز دراسات الشرق الأوسط في عمّان السبت 19/7/2025، تحت عنوان "الشباب والمشروع الحضاري للأمة"، ملامح المشروع الحضاري للأمة وعناصر قوته، والمحطات التاريخية التي مرّ بها، إضافة إلى استعراض عدد من نماذج الشخصيات الشبابية الحضارية للأمة، ودور الشباب في إعادة تفعيل حضور المشروع الحضاري للأمة إلى جانب الحضارات الأخرى، بما يحقق المصالح العليا للأمة، ويحقق المكانة الحضارية المرموقة.

وناقشت الندوة التي أدارها د. بيان العمري مدير تحرير مجلة دراسات شرق أوسطية، وشارك فيها أكاديمون وخبراء وحضرها جمع غفير من الشباب الأردنيّ، ملامح المشروع الحضاري وعناصره ومزاياه عن المشاريع الأخرى، وأكّدت أن الحضارة العربية الإسلامية جمعت بين "القيم والأنماط"، حيث تمتاز هذه الحضارة برسالتها وبجوهر تقديرها للإنسان كفاعل وهدف للحضارة، والسعي لإعمار الأرض ببناء الجوانب المادية (الأنماط).

وبيّن د. قاصد محمود الخبير الاستراتيجي أنّ الحضارة نمط وبناء متكاملٌ ضمن مستويات متعددة وفروع شاملة لمجالات الحياة المعنوية والمادّية، وهي جميعاً تمثل مكونات النهضة التي يبنيها الإنسان وتحميها القوة، وأشار إلى أنّ المجتمعات العربية تمتلك عناصر المشروع الحضاري والبنية التحتية اللازمة للنهوض به، مثل الدين والجغرافيا والطاقات البشرية.

وأوضح أنّ المشروع الحضاري العربيّ الإسلاميّ مرّ بمحطات ومراحل عبر تاريخه الممتدّ لخمسة عشر قرناً، بدءأ بعصر النبوّة وحتى العصر الحديث من التأسيس والتمكين والتطوير والتوسّع، لكنه منذ أكثر من قرن تعرض إلى انتكاسة، وتحتاج إلى الشباب لإعادة بنائه وتفعيله.

بدوره أشار الأكاديمي وأستاذ الريادة في جامعة الخليج د. عودة الجيوسي إلى دور السياق التاريخي والبيئة في توليد نماذج قيادية تسهم في البناء الحضاري، وأن ثمّة نظريات تفسّر بروز النماذج الحضارية في القيادة والريادة، ومنها نظرية التحدي والاستجابة، ونظرية السياق.

واستعرض الجيوسي عدداً من النماذج القيادية في حضارتنا العربية والإسلامية قديماً وحديثاً، سواء من من القيادات الدينية أو السياسية أو العسكرية، مؤكّداً أنها جميعاً قد خرجت من رحم الأمة ومن سياقاتها وظروفها وأزماتها، الأمر الذي يشير بوضوح إلى قدرة الأمة دوماً على اجتراح الحلول وولادة القيادات والنماذج الفذّة في كافة مراحلها وظروفها.

فيما أكد أ. جواد الحمد رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط على أنّ تناول المشروع الحضاري للأمة لا بدّ أن ينطلق من الثقة به وبالذات، حيث لا يزال المشروع يمتلك عناصر وموارد القوة، وخصوصاً القوة الجيوسياسة والقدرة الجيواسترايتجية للأمة بمجموعها، كما يملك أن يقدّم للبشرية النهضة المادية بجوار العدالة والمساواة واحترام الإنسان ورعايته، كما لا بدّ من الجمع بين التفكير الواقعي والطموح لدى الشباب للمساهمة في صياغة مستقبل حضاري ريادي للأمة، ومنطلقاً من الماضي وعِبره ودروسه، وبامتلاك المقوّم الحضاري الرسالي الشامل المتكامل للأمة.

وأشار الحمد إلى أنّ الغرب قام على استغلال الثروات العربية والإسلامية ويسعى دوماً لإبقاء الهيمنة عليها لمنع أي نهضة حضارية مستقلة وشاملة لهذه الأمة، بما في ذلك التنمية الاقتصادية والسياسية والبناء الديمقراطي، ليترتب على المشروع الحضاري العربي الإسلامي أن يبحث عن أي فرصة للعودة للفاعلية الحضارية إلى جانب الحضارات الأخرى في مضمار التنافس الحضاري العالمي.

وأشار الحمد إلى دور الشباب في المشروع الحضاري للأمة يتمثل في خماسية: "الفهم، والثقة بإمكانية استئناف المشروع الحضاري، والاستفادة من تجارب الماضي، وتبنّي المشروع الحضاري، واتخاذ المسارات الحياتية التي تخدم إعادة بناء واستئناف المشروع"، والعمل لتحريك الواقع باتجاهات المستقبل المرغوبة وفق المصالح العليا والمنظومة الحضارية العربية الإسلامية.

وخلص المتحدثون إلى أنّ الفرص لإحياء المشروع الحضاري والقدرات اللازمة لذلك متوفرة في ظل حيوية الأمة وشبابها الذي يشكل أكثر من 60% من المجتمعات، وأن الفرصة والقدرات لإحياء وبلورة آفاق المشروع الحضاري، واستشراف رؤية مستقبلية حضارية نهضوية عربية إسلامية إنسانية تتواصل مع دول وشعوب العالم لبناء العلاقات على ما هو مشترك وإنساني قائمة كما أظهرت الندوة.

*المصدر: هلا أخبار | hala.jo
اخبار الاردن على مدار الساعة