منتدى الأردن لحوار السياسات… منصة وطنية تُعيد بناء الوعي التنموي
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
الملك يدعو لتبني نهج حكومي موحد يسهم في تبسيط الإجراءات على المستثمرمنتدى الأردن لحوار السياسات… منصة وطنية تُعيد بناء الوعي التنموي
الأستاذ الدكتور أمجد الفاهوم
يشكل منتدى الأردن لحوار السياسات نموذجاً مدنياً متقدماً للعمل الوطني، انطلق من إربد ليصبح مساحة جامعة للنقاش الرصين وصياغة الرؤى، ومختبراً فكرياً يحفّز على إنتاج سياسات واقعية تستجيب للتحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد. وقد استطاع المنتدى، منذ تأسيسه، أن يقدم مقاربة جديدة للعمل المجتمعي تقوم على المعرفة، وتستند إلى التحليل العلمي، وتعيد الاعتبار لأهمية الحوار بوصفه أداة للإصلاح والتطوير، لا مجرد ترف فكري أو نشاط نخبوي.
ويبرز في هذا السياق الدور المحوري الذي يقوم به الأستاذ الدكتور حميد بطاينة، صاحب المبادرة وصانع فضائها الفكري. فقد أسس المنتدى على قاعدة واضحة تقوم على الجمع بين الخبرة الأكاديمية وطبيعة المشهد الوطني، وعلى رؤية تؤمن بأن السياسات العامة لا تتشكل في الغرف المغلقة، بل في تفاعل مفتوح وشفاف بين الخبراء والفاعلين والمؤسسات والمجتمع. ومن خلال هذا النهج، تمكن من تحويل الفكرة إلى مشروع وطني يرتقي بالحوار من مستوى النقاش إلى مستوى صناعة البدائل والسياسات العملية.
يعمل المنتدى اليوم كحاضنة وطنية مدنية، تستقطب اقتصاديين وخبراء وإداريين وصناع قرار وشباباً من مختلف المحافظات، ما يمنحه قدرة فريدة على التقاط نبض المجتمع والربط بين التحديات اليومية والخيارات الاستراتيجية للدولة. وقد تمكن المنتدى من معالجة قضايا بالغة الحساسية مثل التنمية المحلية، والحوكمة، والاقتصاد الإنتاجي، وتطوير الإدارة العامة، مستنداً إلى تحليل علمي يضع البيانات والأرقام في قلب النقاش، ويحفظ للمجتمع حقه في أن يكون شريكاً لا متلقياً.
ويمثل هذا النموذج نقلة نوعية في آليات التفكير الوطني؛ إذ يسعى المنتدى إلى بناء وعي جماعي قائم على المعرفة، وإلى تعزيز قدرة المجتمع على مساءلة السياسات وتطويرها، بعيداً عن التشنج أو التجاذب السياسي. وهذا ما يمنح المنتدى مكانته المتقدمة كمنصة تُعيد تعريف الدور المدني بعيداً عن العمل التقليدي، ليصبح فضاءً مؤثراً في رسم أولويات التنمية وإنتاج الأفكار التي تحتاجها الدولة في مرحلة تتطلب رؤى جديدة وأدوات أكثر مرونة.
إن انطلاق منتدى الأردن لحوار السياسات من إربد ليس مجرد تفصيل جغرافي، بل هو رسالة واضحة بأن التنمية لا تتركز في العاصمة فحسب، وأن المحافظات قادرة على إطلاق مبادرات فاعلة تعيد التوازن للمشهد الوطني. وقد أسهم المنتدى في ترسيخ هذا الإدراك من خلال نخبة ملتزمة بالعمل العام ومسؤولة فكرياً وأخلاقياً تجاه قضايا الوطن.
ومع استمرار الدور القيادي للأستاذ الدكتور حميد بطاينة، يتجه المنتدى نحو ترسيخ موقعه كمنصة وطنية تتسع للجميع، وتعبر عن تطلعات الأردنيين في بناء نموذج جديد للحوار والسياسات والتنمية. ومن هذا الموقع، يُعيد المنتدى صياغة معادلة العلاقة بين المعرفة وصنع القرار، ويعيد الاعتبار لقيمة الحوار باعتباره الطريق الأضمن نحو مستقبل أكثر رسوخاً وعدالة وكفاءة.