اليوم انتصر الدم الفلسطيني
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
كلاب ضالة تهاجم طفلة 4 سنوات في الزرقاء ومطالبات بحلول عاجلة .. فيديواليوم انتصر الدم الفلسطيني
علي السنيد
مشهد دول العالم في الايام القليلة الماضية ، وهي تعلن الواحدة تلو الاخرى الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي هي العدو اللدود لمجرم الحرب السفاح نتنياهو ، ومغادرة غالبية الوفود لحظة دخوله الجمعية العامة لالقاء كلمته التي تحدت العالم، وما يجتاح شعوب الارض من تأييد غير مسبوق للمطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، والتنديد بالجرائم الاسرائيلية المروعة بحقه هي لحظة تاريخية فارقة لانتصار الحق الفلسطيني.
وهو مشهد يؤسس لفصل جديد من نضالات الشعب الفلسطيني التاريخية التي قدم فيها دماءه وارواحه في سبيل حريته، وكرامته الوطنية.
وبذلك انهزمت "إسرائيل" أخلاقيا في حربها القذرة التي شنتها على غزة، وقد عرضت حياة الفلسطينيين الى الإبادة الجماعية على ترابهم الوطني، ووضعتهم امام خيار الموت او التهجير.
وكان العالم شهد السلوك الاجرامي المروع الذي مارسه الجيش الإسرائيلي، وقد انحصرت غالبية العمليات الحربية على قتل المدنيين والعزل، وتركز القصف الوحشي على الاحياء السكنية، والقيت الاف الاطنان من المتفجرات على الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال، والرضع.
وتمثلت الأهداف المفضلة لدى الجيش الخارج من عصور الانحطاط بتدمير المستشفيات، والمدارس، وأماكن العبادة، وكان واضحا تعمد استهداف حياة الفلسطينيين العزل، وازهاق أرواح المدنيين، واعتبارها اهدافا مشروعة للحرب التي اقلقت الضمير العالمي.
وقد تركت المشاهد المروعة اثرا بالغا في كل انحاء العالم، واحدثت انقلابا في الرأي العام العالمي، وحركت المشاعر الإنسانية، وافضت الى تعاطف انساني غير مسبوق مع القضية الفلسطينية.
واجتاحت شعوب العالم مشاعر الأسى، والاسف على ما تعرض له الفلسطينيون العزل ، وخاصة الأطفال والنساء من جرائم مروعة، فتحركت في الضمير العالمي المخاوف حول انتهاك القيم الإنسانية، وما يجري من مساس صارخ لها، وللتأكيد على مبدأ إنسانية الانسان الفلسطيني، وحقه المشروع في الحياة، والتحرر الوطني.
وفي محنة غزة العظيمة ارتقى اداء السعب الفلسطيني البطل الى مستوى الاحداث التاريخية، وشهد العالم شعباً اسطورياً متمسكاً بحقه المشروع في وطنه، ومقاوماً ببسالة عز نظيرها، وهو يتملكه ايمان، وصبر قد لا يتوفران في زمننا الحاضر، وكأنه قادم من أعماق التاريخ، ومن عصر الاولياء والعارفين، وتحولت فلسطين الدامية الى ايقونة عالمية، والى رمز للتحرر الوطني.
وكانت الشرعية الفلسطينية تقاوم عدم مشروعية الاحتلال، وكان الدمار ، وحجم الخراب في البنى التحتية، وفي حياة الفلسطينيين يرسخ حقهم المشروع في الحياة الكريمة على ترابهم الوطني.
وكان الدم الفلسطيني المسفوك، وجثث الشهداء ، واجساد الأطفال المتناثرة تزيد في الرصيد الوطني الفلسطيني الذي تتولد منه ارادتهم الوطنية الحرة ، وحقوقهم التاريخية في وطنهم الخالد ، والذين صمدوا كالجبال امام الهمجية الصهيونية التي شهد العالم فضاعتها ، وصدمت الضمير العالمي.
وبذلك انتصر الدم الفلسطيني، وانتصرت جراح الفلسطينيين، وعذاباتهم، واوجاعهم التاريخية، وانتصرت التضحيات الجسام، وانتصرت أرواح الأطفال، وبراءتهم، وانتصرت الاشلاء على القتلة، وارتفعت صرخات الإباء ، والأمهات الثكالى، وانتصر الخير على الظلام .
وكانت الغلبة للصمود الأسطوري في مواجهة اعتى الة قتل عسكرية شهدها العالم، والتي تحللت من كل القيم ، والمبادئ الإنسانية.
لم تضع الحرب اوزارها بعد غير ان غزة الدامية انتصرت بجراحها، واوجاعها الوطنية، وسجلت سفرا من اسفار البشرية الخالدة في التحرر الوطني، والتي ستتربى على وحيها أجيال، واجيال قادمة.