في الذكرى الأولى لاستشهاده.. السنوار: سيرة قائدٍ صلبٍ كتب حكاية الطوفان
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
اختتام مشروع المرأة في الأحزاب بجامعة اليرموكفي الذكرى الأولى لاستشهاده.. السنوار: سيرة قائدٍ صلبٍ كتب حكاية الطوفان
تحلّ اليوم الخميس 16 تشرين الأول/أكتوبر 2025 الذكرى الأولى لاستشهاد القائد يحيى إبراهيم السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأحد أبرز العقول التي خططت وقادت معركة "طوفان الأقصى"، التي شكّلت تحولًا تاريخيًا في مسار استرداد الحقوق من الاحتلال الإسرائيلي.
قبل عام، وفي مثل هذا اليوم من عام 2024، أعلن الاحتلال الإسرائيلي اغتيال السنوار خلال اشتباك في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بعد معركة شرسة خاضها مع رفاقه المقاتلين، حيث رفض مغادرة الميدان، ليُستشهد ممسكًا بسلاحه، متوشحًا كوفيته الفلسطينية.
من النكبة إلى الطوفان
لم تكن "طوفان الأقصى" حدثًا مفاجئًا أو معزولًا، بل جاءت نتيجة لعقودٍ طويلة من الاحتلال والعدوان على الشعب الفلسطيني منذ نكبة عام 1948، حين هجّر الاحتلال مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم، وارتكب المجازر بحق المدنيين.
تراكمت الانتهاكات على مدى السنين، من الاستيطان والتهجير القسري في الضفة الغربية والقدس، إلى الاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، والاعتقالات والتعذيب بحق آلاف الأسرى الفلسطينيين، والحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من سبعة عشر عامًا.
كل ذلك شكّل وقودًا لغضبٍ شعبيٍّ ومقاوم، دفع فصائل المقاومة بقيادة السنوار إلى إطلاق معركة "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ردًا على جرائم الاحتلال المتصاعدة ودفاعًا عن الأرض والكرامة والمقدسات.
رجل بحجم وطن
وُلد يحيى السنوار عام 1962 في مخيم خانيونس جنوب قطاع غزة لعائلة لاجئة من مدينة المجدل المحتلة.
نشأ في بيئة فقيرة لكنها مفعمة بالإصرار والكرامة، وتلقى تعليمه في مدارس وكالة الغوث.
انخرط في صفوف حركة "حماس" منذ تأسيسها، وأسّس جهازها الأمني المعروف بـ"المجد"، الذي تولّى مواجهة العملاء والمتعاونين مع الاحتلال.
اعتُقل عدة مرات، وقضى ثلاثة وعشرين عامًا في سجون الاحتلال، عُرف خلالها بثباته وقوة شخصيته وحرصه على وحدة الصف الوطني، حتى أُفرج عنه ضمن صفقة وفاء الأحرار عام 2011.
من السجن إلى القيادة
بعد الإفراج عنه، برز السنوار كأحد قيادات الصف الأول في حماس، وتم انتخابه عام 2017 قائدًا للحركة في قطاع غزة، حيث جمع بين الحزم العسكري والرؤية السياسية المتزنة، وظل قريبًا من الميدان.
استشهاده وبقاء الرسالة
في السادس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2024، أعلنت قوات الاحتلال اغتيال السنوار في حي تل السلطان بمدينة رفح، بعد اشتباك مباشر مع مجموعة من مقاومي "القسام".
وأكدت حركة "حماس" في بيانها أنه استُشهد كما عاش، في الميدان، مقاتلًا لا يعرف التراجع، ثابتًا على العهد حتى الرمق الأخير.
إرث لا يُمحى
بعد عامٍ على رحيله، لا يزال اسم يحيى السنوار حاضرًا في ذاكرة الفلسطينيين والعرب رمزًا للصلابة والوفاء للمقاومة، وقائدًا آمن بأن الحرية تُنتزع ولا تُمنح.
تُنظم اليوم فعاليات ومسيرات جماهيرية في قطاع غزة وعدة عواصم عربية لإحياء ذكراه والتأكيد على استمرار نهجه المقاوم، حتى يتحقق حلم العودة والتحرير.