أسطول الصمود: الردّ العملي على خطة ترامب #عاجل
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
قيادي بحماس: ردنا على خطة ترامب لن يتأخر ولا نقبل التهديداتأسطول الصمود: الردّ العملي على خطة ترامب #عاجل
كتب اللواء المتقاعد د. موسى العجلوني
في الوقت الذي سعت فيه «خطة ترامب -نتنياهو» إلى حشر المقاومة الفلسطينية في غزة ضمن خيارين أحلاهما مرّ: القبول بتفكيك قدرات المقاومة وفرض وصاية دولية على القطاع، أو رفض الخطة وتحميل المقاومة وحدها مسؤولية استمرار الحرب وإبادة المدنيين وعزلها دوليا، جاء «أسطول الصمود» ليقلب الطاولة ويمنح المقاومة في غزة متنفساً سياسياً ومعنوياً في وقت هي بأمس الحاجة إليه.
اسطول الصمود غير مسبوق كما ونوعا، فهو يضم اكثر من خمسين سفينة ويضم مئات الناشطين وقيادات رأي من أكثر من اربعين دولة. هذا الأسطول لم يكن مجرد قافلة إنسانية لكسر الحصار، بل مبادرة سياسية رمزية وضاغطة أعادت ترتيب المشهد الدولي تجاه غزة وصمود وتضحيات اهلها. فدولة الكيان وجدت نفسها أمام خيارين صعبين: السماح للسفن بالوصول إلى غزة، وهو ما يعني عملياً انتصار إرادة المتضامنين ونهاية جزئية لهيبة الحصار ورفع معنويات اهل غزة ودعم مقاومتهم وصمودهم، أو اعتراضها عسكرياً وتحمل كلفة سياسية وإعلامية وأخلاقية وقانونية فادحة. وبالفعل، سارعت البحرية الإسرائيلية إلى اعتراض ستة قوارب لغاية وقت كتابة هذا المقال، واعتقلت الناشطين على متنها، ما أثار موجة غضب شعبي في كثير من عواصم ومدن العالم وترجَم نفسه في احتجاجات عارمة بعدة عواصم أوروبية وعالمية مثل روما وأثينا وبروكسل وباريس وبرلين وبرشلونة وإسطنبول.
الأثر الإيجابي للأسطول على غزة يتجاوز رمزيته:
1. إعادة تسليط الضوء على الحصار والقضية الفلسطينية: فبينما حاولت الخطة الأميركية حصر النقاش في « استعادة الأسرى ووقف الحرب مقابل تفكيك المقاومة ووضع قطاع غزة تحت إدارة دولية برئاسة ترامب»، أعاد الأسطول القضية إلى أصلها: الحصار غير الإنساني المفروض على أهل غزة منذ أكثر من 18 عاماً الذين يتعرضون الى حرب ابادة وتجويع وتدمير شامل من قبل آلة الحرب الصهيونية منذ عامين، وتذكير العالم بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على ارضه.
2. إحياء الأمل الشعبي: وجود هذا الدعم الأممي العابر للحدود أعطى لأهالي غزة شعوراً بأنهم ليسوا وحدهم، وأن الحصار ليس قدرا أبديا, وأن معاناتهم تجد صدى في الشوارع الأوروبية والعربية والآسيوية.
3. تعزيز الموقف السياسي للمقاومة: الأسطول أبطل سردية تحميل المقاومة وحدها مسؤولية استمرار الحرب، ووضع إسرائيل في قفص الاتهام أمام الرأي العام الدولي.
4. تحريك الشارع الدولي: مشاهد الاعتراض والاعتقالات فجّرت مظاهرات ووقفات احتجاجية في عواصم عدة، ما يعني أن الحصار وحرب الإبادة على غزة اصبحتا قضية عالمية، لا مجرد شأن فلسطيني فقط.
5. رسالة ردع معنوية للدولة الصهيونية: فالتضامن الأممي المنظم يُظهر أن الاحتلال لا يستطيع الاستفراد بالقطاع دون أن يدفع ثمناً دولياً.
وفي الختام، لم يكن «أسطول الصمود» مجرد محاولة لكسر حصار بحري، بل كسر لحصار سياسي وأخلاقي حاولت خطة "ترامب-نتنياهو" فرضه على المقاومة. لقد منح غزة صوتاً جديداً في العالم، وأعطى للمقاومة سنداً معنوياً في معركتها الوجودية، وأجبر نتنياهو على مواجهة خيارين أحلاهما مرّ، مثلما حاول هو وبغطاء من ترامب أن يفرضهما على المقاومة.