اخبار الاردن

جو٢٤

سياسة

كيف يتساوى العدل مع القتل فلسطين شاهدة الاعتراف في الدولة الفلسطينية

كيف يتساوى العدل مع القتل فلسطين شاهدة الاعتراف في الدولة الفلسطينية

klyoum.com

كيف يتساوى العدل مع القتل فلسطين شاهدة الاعتراف في الدولة الفلسطينية

خلود العجارمه

جاء هذا البيان الجاثم على صدورنا وهي دولة حرة أبية فلم يولد وجودها من توقيع على ورق ولا من كلمة في محفل دولي بل ولدت من الدم الذي سال على ترابها ومن أرواح الشهداء التي صعدت إلى السماء وهي تردد إننا هنا باقون

فلسطين لم تكن يوما مجرد أرض متنازع عليها فهي روح تسكن فينا جميعا هي قدس تصلي في القلوب وهي زيتونة تتحدى عواصف الريح وهي بيت ينهض من بين الركام ليقول للعالم إن الدمار لا يقتل الحياة بل يولدها من جديد

مرت عليها المجازر مرت عليها السجون مرت عليها الجدران العالية والحصار الطويل لكنها في كل مرة تنفض غبارها وتقوم لأنها تعرف أنها أكبر من حدود ضيقة وأوسع من جغرافيا يرسمها الغزاة فلسطين كانت منذ الأزل وستبقى إلى الأبد دولة حرة أبية

الاعتراف على أوراق السياسة لا يضيف لفلسطين شيئا فهي معترف بها في ذاكرة التاريخ وفي قلوب الملايين في كل بيت عربي وفي كل ضمير إنساني حمل هم الحرية والكرامة الاعتراف الحقيقي هو دم الشهيد الذي كتب اسمه على الجدار هو دموع الأم التي ودعت ابنها وهي ترفع رأسها للسماء هو صمود طفل حمل حجرا في وجه دبابة عملاقة

وهنا يطرح السؤال ما المقصود في كلمات التخدير تلك التي يسمعها الناس كل يوم هل هي وعود كاذبة أم خطب منمقة أم بيانات عابرة ما المقصود بهذا الكلام الذي يحاول أن يغطي على الجرح النازف هل بدأ الضمير العربي ينهض حقا من سباته الطويل أم أن العروبة ما زالت غارقة في تابوت الموت الذي لا يشرف تاريخنا الإسلامي ولا حاضرنا الإنساني

ويزيد السؤال إلحاحا كيف يتساوى العدل مع القتل كيف يمكن أن يزين الباطل نفسه على أنه عدل وهو يدفن الأطفال تحت الركام ويهدم البيوت فوق أصحابها أي عدل هذا الذي يرفع شعارات الحرية بينما يقيد شعبا بأكمله خلف الأسوار وأي عدل هذا الذي يشرع القتل ليبقى الاحتلال قائما

كيف يتساوى القتل مع العدل والله ما زلتم بعيدين كل البعد أيها الأوغاد الخونة كلام فارغ ومسرحيات لا تنتهي كيف سأحمل الحرية بعدما بترت كل مفاصلي

كل جدار وكل رصاصة وكل هدم وكل سجن يشهد على ظلمكم لكن رغم ذلك لن يمت النور لن يموت الحق لن تموت فلسطين لأنها في القلب وفي الذاكرة وفي روح كل من آمن بالحرية

إنه صراع بين الباطل والحق بين الظلام والنور بين من يحاول أن يقتل الروح ومن يعرف أن الحق أقوى من كل سلاح

وها أنا أقف رغم كل شيء أرفع صوتي أصرخ بكلمة الحق أؤكد أن القهر لن يثنينا وأن الحرية باقية رغم كل الجراح

وهنا يشرق نور القرآن الكريم ليطمئن القلوب بقوله تعالى يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون هذا الوعد الرباني يختصر الحكاية كلها فكل من حاول إخماد هذا النور عبر التاريخ لم يزد النور إلا اشتعالا ولم يزد الكلمة إلا رسوخا وما يجري على أرض فلسطين اليوم هو شاهد على أن إرادة الله أكبر من كل طغيان وأن نور الحق ماض إلى تمامه ولو كره الظالمون

فلسطين ليست قضية عابرة ولا صرخة في زمن قصير هي الامتحان الأكبر للإنسانية هي المرآة التي تكشف صدق الشعارات وتفضح الزيف هي الدليل على أن الحق قد يطول عليه الليل لكنه لا يموت وأن الظلم مهما اشتد فلن يكون قدرا أبديا

منذ الأزل وفلسطين تقف في الوعي العربي وفي صميم الذاكرة الإنسانية فهي لم تسقط بالتآمر ولم تذُب تحت وطأة الاحتلال لأنها فكرة والأفكار لا تُقتل ولأنها روح والأرواح لا تُؤسر ولأنها وعد من الله لا يبطله باطل

فلسطين ستبقى رغم كل موت رغم كل دمار رغم كل اعتراف جاثم على صدورنا لأنها ببساطة هي الحق والحق لا يموت

*المصدر: جو٢٤ | jo24.net
اخبار الاردن على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com