اخبار الاردن

وكالة مدار الساعة الإخبارية

سياسة

العيساوي تكتب: نجاح مؤسسي يسجل لمفوضية البترا في إدارة الفيضان والمخاطر المناخية بمنهج علمي

العيساوي تكتب: نجاح مؤسسي يسجل لمفوضية البترا في إدارة الفيضان والمخاطر المناخية بمنهج علمي

klyoum.com

مع تزايد ظواهر الطقس المتطرفة بفعل التغير المناخي، تشكل السيول المفاجئة تحدياً متفاقماً أمام المواقع الأثرية الحساسة حول العالم. لكن مدينة البتراء الأردنية، ورغم خصوصيتها الجغرافية والمعمارية، أصبحت نموذجاً يحتذى في الإدارة المؤسسية الناجحة للمخاطر، بفضل جهود سلطة إقليم البترا التنموي السياحي وخبرائها. تمكين علمي عبر النمذجة المتخصصة: ومن واقع خبرتي كمتخصصة في مجال النمذجة الهيدرولوجية والتغير المناخي وأدوات وسبل التكيف مع آثاره، فقد قمت ببناء مجموعة من النماذج عبر البرمجيات العالمية الحديثة والمتقدمة في دراساتي ومشاريعي الميدانية على وادي موسى والبترا، بما في ذلك برمجيات ArcGIS Pro، QGIS، HEC-HMS، HEC-RAS، وSWAT، حيث ساعدتني هذه الأدوات على بناء أنظمة تنبؤية دقيقة لتقييم الجريان السطحي، وحساب معدلات التدفق والانحدار، وتحليل شبكات التصريف المائي الطبيعية والحضرية. كما وظّفت تقنيات تحليل الخرائط الطبوغرافية عالية الدقة، مثل نماذج الارتفاع الرقمية (DEM) المشتقة من بيانات الأقمار الصناعية (مثل SRTM وLiDAR)، بهدف إنتاج خرائط حساسية فيضانية ذات دقة مكانية وزمانية عالية. فيضانات مفاجئة... واستجابة سريعة: تصرف (بضم التاء وتسكين الصاد وكسر وتشديد الراء) وادي موسى حوض سطحي مائي كبير ذات شبكة تصريف متفرعة ومنحدرة تمر عبر صخور هشة وإنزلاقية،وقد شهدت المنطقة خلال الأعوام الأخيرة عدة حالات من الهطول المطري الشديد، من بينها سيول أمس الأول والتي تدفقت بقوة عبر الأودية المحيطة بمدينة وادي موسى، دون تسجيل إصابات أو أضرار تُذكر. ويكمن خطر الفيضان غالباً في الأشهر الأولى من فصل الشتاء، وكذلك في مثل هذه الأيام الانتقالية من فصلي الربيع والصيف، حيث تتكرر الفعالية المطرية مرة إلى مرتين كل خمس سنوات تقريباً، وفق لنماذج التكرار الهيدرولوجية الإحصائية.وغالباً ما تبقى هذه الفعاليات تحت السيطرة ما دامت كميات التساقط ضمن حدود القدرة الاستيعابية للبنية التحتية، التي صممت على أسس علمية تراعي هذه التكرارية وذرواتها بقترات عودة طويلة نسبيا. خرائط حساسية مكانية للفيضانات... أداة علمية للتخطيط: عملت كمتخصصة بالمياه السطحية والتغير المناخي في رسالتي بمرحلة الدكتوراة، وفي أبحاثي التي تمت بالتعاون مع أ.د. محمد الفرجات، على تطوير معادلة شاملة لنمذجة وبناء خرائط حساسية مكانية مبنية على نمذجة الهيدرولوجيا المناخية للمنطقة، والتي تمثل أداة علمية متقدمة لتحديد المواقع الأكثر عرضة لخطر الفيضان وأثار التغير المناخي الأخرى.تستخدم هذه الخرائط بيانات رقمية من الأقمار الصناعية، والتحليل الطبوغرافي، ومحاكاة سلوك المياه في السيناريوهات المناخية المستقبلية، وتساعد في توجيه قرارات البنية التحتية والتوسع العمراني في المنطقة، بما يقلل من المخاطر ويحفظ الأرواح والمواقع الأثرية. مشروع وادي المدرس: هندسة استباقية تحاكي الطبيعة ضمن مساعي المفوضية لحماية البتراء، أشرفت مع فريق بحثي بمفوضية البترا على دراسة لمقترح مشروع تأهيل وادي المدرس، أحد أهم الأودية المغذية لسيول وادي موسى. تضمن المشروع بناء قنوات تصريف مدروسة، جدران استنادية، وسدود تنموية تحجز المياه وتعيد استخدامها، ضمن رؤية تحاكي الطبيعة ولا تتصادم معها. تقنيات الرادار في خدمة المدينة السياحية: في خطوة رائدة، تم إدخال تتبع خلايا المطر عبر الرادارات الجوية بالتعاون مع دائرة الأرصاد الجوية، لتوجيه غرف الطوارئ والتحكم في المفوضية. هذا النظام يمكّن من تفويج السياح في الوقت المناسب، وتفعيل سيناريوهات الإخلاء المبكر، ما يعزز من سلامة الزوار والمجتمع المحلي. بنية تحتية مرنة واستجابة مؤسسية عالية تتمتع مفوضية البترا ببنية تحتية مرنة تتكيف مع تغير المناخ، تشمل:- سدود تخفيف حدة الفيضان على الأودية الكبرى.- قنوات تصريف مياه الأمطار في الأحياء والشوارع وحول المنشآت السياحية.- أنظمة إنذار صوتية ومرئية، مربوطة بمراكز التحكم.- غرفة طوارئ مركزية تعمل على مدار الساعة.- تدريبات منتظمة للكادر في سيناريوهات الطوارئ.كل هذه الجهود لا تأتي بمعزل عن إطار مؤسسي رصين، بل هي ناتجة عن تراكم المعرفة، ونجاح استراتيجية مفوضية البترا في بناء نموذج تنموي سياحي ذكي ومقاوم للمخاطر. البتراء: موقع تراث عالمي ونموذج عالمي في إدارة الأخطار يسرني أن هذا التمكّن من البرمجيات والربط بين الأدوات العلمية والميدان يجعلني أشارك مع الزملاء بالمفوضية، ومع الأكاديميين والباحثين بالجامعات والمراكز البحثية الوطنية والعالمية في إعداد وتوجيه مشاريع لحماية المواقع الأثرية والمدن في ظل التغير المناخي، كباحثة أكاديمية ومهندسة تطبيقية تعمل على الأرض، وتساهم في صناعة القرار التقني والاستراتيجي في واحدة من أهم مناطق التراث العالمي.وبينما تشير دراساتي إلى أن المخاطر المناخية على المواقع الأثرية ستتضاعف بحلول عام 2050، تثبت البتراء أن بالإمكان تحويل هذه التحديات إلى فرص، من خلال الاستثمار في البحث العلمي، والهندسة المستدامة، وبناء القدرات المؤسسية.في هذا السياق، تبرز مفوضية البترا كمؤسسة وطنية ذات كفاءة عالية، قادرة على دمج المعرفة العلمية بالتخطيط الميداني، ما يضع الأردن على خارطة الدول التي تبني حلولاً ذكية لتأمين تراثها وشعوبها في مواجهة عصر المناخ المتقلب.

مع تزايد ظواهر الطقس المتطرفة بفعل التغير المناخي، تشكل السيول المفاجئة تحدياً متفاقماً أمام المواقع الأثرية الحساسة حول العالم. لكن مدينة البتراء الأردنية، ورغم خصوصيتها الجغرافية والمعمارية، أصبحت نموذجاً يحتذى في الإدارة المؤسسية الناجحة للمخاطر، بفضل جهود سلطة إقليم البترا التنموي السياحي وخبرائها.

تمكين علمي عبر النمذجة المتخصصة:

ومن واقع خبرتي كمتخصصة في مجال النمذجة الهيدرولوجية والتغير المناخي وأدوات وسبل التكيف مع آثاره، فقد قمت ببناء مجموعة من النماذج عبر البرمجيات العالمية الحديثة والمتقدمة في دراساتي ومشاريعي الميدانية على وادي موسى والبترا، بما في ذلك برمجيات ArcGIS Pro، QGIS، HEC-HMS، HEC-RAS، وSWAT، حيث ساعدتني هذه الأدوات على بناء أنظمة تنبؤية دقيقة لتقييم الجريان السطحي، وحساب معدلات التدفق والانحدار، وتحليل شبكات التصريف المائي الطبيعية والحضرية. كما وظّفت تقنيات تحليل الخرائط الطبوغرافية عالية الدقة، مثل نماذج الارتفاع الرقمية (DEM) المشتقة من بيانات الأقمار الصناعية (مثل SRTM وLiDAR)، بهدف إنتاج خرائط حساسية فيضانية ذات دقة مكانية وزمانية عالية.

فيضانات مفاجئة... واستجابة سريعة:

تصرف (بضم التاء وتسكين الصاد وكسر وتشديد الراء) وادي موسى حوض سطحي مائي كبير ذات شبكة تصريف متفرعة ومنحدرة تمر عبر صخور هشة وإنزلاقية،

وقد شهدت المنطقة خلال الأعوام الأخيرة عدة حالات من الهطول المطري الشديد، من بينها سيول أمس الأول والتي تدفقت بقوة عبر الأودية المحيطة بمدينة وادي موسى، دون تسجيل إصابات أو أضرار تُذكر. ويكمن خطر الفيضان غالباً في الأشهر الأولى من فصل الشتاء، وكذلك في مثل هذه الأيام الانتقالية من فصلي الربيع والصيف، حيث تتكرر الفعالية المطرية مرة إلى مرتين كل خمس سنوات تقريباً، وفق لنماذج التكرار الهيدرولوجية الإحصائية.

وغالباً ما تبقى هذه الفعاليات تحت السيطرة ما دامت كميات التساقط ضمن حدود القدرة الاستيعابية للبنية التحتية، التي صممت على أسس علمية تراعي هذه التكرارية وذرواتها بقترات عودة طويلة نسبيا.

خرائط حساسية مكانية للفيضانات... أداة علمية للتخطيط:

عملت كمتخصصة بالمياه السطحية والتغير المناخي في رسالتي بمرحلة الدكتوراة، وفي أبحاثي التي تمت بالتعاون مع أ.د. محمد الفرجات، على تطوير معادلة شاملة لنمذجة وبناء خرائط حساسية مكانية مبنية على نمذجة الهيدرولوجيا المناخية للمنطقة، والتي تمثل أداة علمية متقدمة لتحديد المواقع الأكثر عرضة لخطر الفيضان وأثار التغير المناخي الأخرى.

تستخدم هذه الخرائط بيانات رقمية من الأقمار الصناعية، والتحليل الطبوغرافي، ومحاكاة سلوك المياه في السيناريوهات المناخية المستقبلية، وتساعد في توجيه قرارات البنية التحتية والتوسع العمراني في المنطقة، بما يقلل من المخاطر ويحفظ الأرواح والمواقع الأثرية.

مشروع وادي المدرس: هندسة استباقية تحاكي الطبيعة

ضمن مساعي المفوضية لحماية البتراء، أشرفت مع فريق بحثي بمفوضية البترا على دراسة لمقترح مشروع تأهيل وادي المدرس، أحد أهم الأودية المغذية لسيول وادي موسى. تضمن المشروع بناء قنوات تصريف مدروسة، جدران استنادية، وسدود تنموية تحجز المياه وتعيد استخدامها، ضمن رؤية تحاكي الطبيعة ولا تتصادم معها.

تقنيات الرادار في خدمة المدينة السياحية:

في خطوة رائدة، تم إدخال تتبع خلايا المطر عبر الرادارات الجوية بالتعاون مع دائرة الأرصاد الجوية، لتوجيه غرف الطوارئ والتحكم في المفوضية. هذا النظام يمكّن من تفويج السياح في الوقت المناسب، وتفعيل سيناريوهات الإخلاء المبكر، ما يعزز من سلامة الزوار والمجتمع المحلي.

بنية تحتية مرنة واستجابة مؤسسية عالية

تتمتع مفوضية البترا ببنية تحتية مرنة تتكيف مع تغير المناخ، تشمل:

- سدود تخفيف حدة الفيضان على الأودية الكبرى.

- قنوات تصريف مياه الأمطار في الأحياء والشوارع وحول المنشآت السياحية.

- أنظمة إنذار صوتية ومرئية، مربوطة بمراكز التحكم.

- غرفة طوارئ مركزية تعمل على مدار الساعة.

- تدريبات منتظمة للكادر في سيناريوهات الطوارئ.

كل هذه الجهود لا تأتي بمعزل عن إطار مؤسسي رصين، بل هي ناتجة عن تراكم المعرفة، ونجاح استراتيجية مفوضية البترا في بناء نموذج تنموي سياحي ذكي ومقاوم للمخاطر.

البتراء: موقع تراث عالمي ونموذج عالمي في إدارة الأخطار

يسرني أن هذا التمكّن من البرمجيات والربط بين الأدوات العلمية والميدان يجعلني أشارك مع الزملاء بالمفوضية، ومع الأكاديميين والباحثين بالجامعات والمراكز البحثية الوطنية والعالمية في إعداد وتوجيه مشاريع لحماية المواقع الأثرية والمدن في ظل التغير المناخي، كباحثة أكاديمية ومهندسة تطبيقية تعمل على الأرض، وتساهم في صناعة القرار التقني والاستراتيجي في واحدة من أهم مناطق التراث العالمي.

وبينما تشير دراساتي إلى أن المخاطر المناخية على المواقع الأثرية ستتضاعف بحلول عام 2050، تثبت البتراء أن بالإمكان تحويل هذه التحديات إلى فرص، من خلال الاستثمار في البحث العلمي، والهندسة المستدامة، وبناء القدرات المؤسسية.

في هذا السياق، تبرز مفوضية البترا كمؤسسة وطنية ذات كفاءة عالية، قادرة على دمج المعرفة العلمية بالتخطيط الميداني، ما يضع الأردن على خارطة الدول التي تبني حلولاً ذكية لتأمين تراثها وشعوبها في مواجهة عصر المناخ المتقلب.

*المصدر: وكالة مدار الساعة الإخبارية | alsaa.net
اخبار الاردن على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com