اخبار العراق

صوت العراق

سياسة

لبنان تحكمه أطراف دولية

لبنان تحكمه أطراف دولية

klyoum.com

لبنان تحكمه أطراف دولية، نعيم الهاشمي الخفاجي

عندما حدثت الثورة الفرنسية وتم إسقاط النظام الملكي والكنيسة ونظام الإقطاع، وحلت محله، العلمانية، قام قادة الثورة الفرنسية في دعم المفكرين والفلاسفة بضرب الكنيسة وتحطيم العقيدة الدينية بسبب خوف قادة الثورة من عودة النظام الملكي الذي كان يستند على الكنيسة المسيحية وعلى طبقة الإقطاعيين، وظهر هيغل مؤسس نظرية الحركة ومن بعده فيورباخ الذي تصور أصل الوجود المادة، وأخذ رفيقنا كارل ماركس جزء من نظرية الاشتراكية من تصور فيور باخ للمادة، وجزء من الفلسفة الكلاسيكية الألمانية والجزء الاقتصادي من عالم الاقتصاد والسياسي البريطاني آدم سميث رضوان الله عليه، انتج لنا الرفيق كارل ماركس النظرية الشيوعية الاشتراكية.

الثورة الشعبية أسقطت حكم الكنيسة في فرنسا، وعمت ارتداد للثورة الفرنسية في أوروبا أنهت حكم الكنيسة وأجبرت الكثير من الأنظمة الملكية على تطبيق نموذج الحكم الملكي الدستوري مثل ما حدث بالدنمارك، تخلى الملك عن سلطانه للشعب مقابل بقائه كرمز للشعب الدنماركي وبقيت عائلته تحكم الدنمارك إلى يومنا هذا، لكن فرنسا العلمانية عندما قام الأتراك العثمانيين في إبادة المسيح بعد إبادتهم للشيعة العلوية في الأناضول والشيعة الجعفرية والاسماعيلية في حلب وحمص والأردن ووصل الدور لابادة الشيعة والدروز والمسيح في لبنان الحالية، تدخلت فرنسا العلمانية لاحتلال جبل عامل ولحماية المسيحيين بعد عام ١٨٠٠ ميلادي بقليل، فرنسا حاربت الكنيسة في داخل فرنسا ودافعت عن الكنيسة في لبنان، لكن بفضل احتلال فرنسا لجبل عامل تم حماية المسيحيين وبفضل المسيح تم حماية ماتبقى من الشيعة والدروز، هذه الحقيقة يحاول إنكارها الكثير من الكتاب والمثقفين اللبنانيين والعرب.

احتلت فرنسا لبنان وبريطانيا احتلت مصر وسواحل الجزيرة العربية انتهت بالتخطيط لتهيئة العملاء من قادة العرب السنة بالمشرق العربي بالجزيرة العربية والعراق وسوريا انتهت في إسقاط الدولة العثمانية، ميليشيات فيصل الاول نجل الخائن شريف مكة الشريف حسين هي من احتلت دمشق وقتلت الجنود الأتراك العثمانيين وسلموا مفتاح دمشق للقوات الفرنسية الغازية، وانفرد العرب الشيعة بالعراق والأحساء واليمن وفي سوريا ولبنان بمقاومة القوات البريطانية و الفرنسية الغازية، ووقف الدروز مع الشيعة العلويين بقيادة الشيخ صالح العلي، وكان قائد الدروز هو السلطان بن الأطرش.

من وضع الدستور اللبناني هي فرنسا، وبقيت فرنسا ليومنا هذا لها دور في تنصيب رؤساء الجمهورية اللبنانية إلى يومنا هذا بحكم علاقة فرنسا مع المكون المسيحي اللبناني، نعم لبنان الحالي دولة نشأ في ظرف تاريخي معروف، اسوة بنشوء الدول العربية الاخرى، الواقع السياسي اللبناني والمنطقة العربية خضعت إلى توازنات دولية جديدة، ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى وإسقاط الدولة العثمانية، وذلك بسبب خيانة العرب السنة للدولة العثمانية بالمشرق العربي ويستثنى الشيعة والدروز وأبناء الشعب الفلسطيني فقد تصدوا للقوات المحتلة البريطانية والفرنسية.

بعد هزيمة الدولة العثمانية عقدت الدول المنتصرة اجتماعها في باريس عام 1920 لتقسيم التركة العثمانية في شرق المتوسط، وتقاسمت القوى الأوروبية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا هذه المنطقة تبعاً لاتفاقية سايكس بيكو. وفي حين أنتج الانتداب البريطاني على فلسطين قيام إسرائيل بموجب إعلان بلفور، وعزّز الحضور البريطاني نفوذ لندن في صناعة أنظمة ودول عربية في الخليج والعراق، وكانت حصة فرنسا لبنان وسوريا، قامت فرنسا في رسم خرائط سوريا ولبنان، ولواء الإسكندرونة الذي سلخته عن سوريا وانتهى وأصبح محافظةً تركية.

منطقة الاحتلال الفرنسي تنتشر بها الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية، اسوة بالوضع العراقي واللبناني، حاولت فرنسا إيجاد دول للشيعة والدروز والمسيح في لبنان وفرنسا، لكن قادة الشيعة والدروز رفضوا إقامة دولة الساحل ودمشق مع إضافة حلب وحمص وحماة، رفض قادة الشيعة العلوية والدروز إقامة دولة الساحل ودمشق كان بدافع وطني، لكن للأسف الإعلام العربي الحالي لازال يكذب على من قاوم القوات المحتلة ومشاريعها لتقسيم سوريا ولبنان إلى دول عرقية ودينية، وينعتوهم بابشع الأوصاف، الوضع اللبناني يختلف عن بقية الدول العربية بفضل المكون المسيحي، عندما احتلت القوات الفرنسية جبل عامل عام ١٨٢٠ رغم أنف الدولة العثمانية قبلت الدولة العثمانية أن تكون منطقة جبل لبنان ذات الغالبية السكانية المسيحية أن تكون شبه مستقلة بوضع خاص، وتم إيجاد القائمقامية الذاتية الحكم، أو «المتصرفية» التي تُحكَم فعلياً عبر متصرف عثماني مسيحي له ارتباطات شكلية مع إسطنبول، إقامة منطقة للمسيح بجبل عامل تم بالتفاهم مع ممثلي القوى الأوروبية التي كانت تعتبر نفسها «مؤتمنة» على مصالح الرعايا المسيحيين في الدولة العثمانية.

يوم أمس تناقلت وسائل الإعلام خبر استضافة العاصمة الفرنسية لقاءً خُماسياً حول لبنان، يناقش الشغورَ في موقع رئاسة الجمهورية على خلفية تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

وسبق اخبار ذهاب الوفد الخماسي إلى فرنسا دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى «لقاء مسيحي» عقد في مقر البطريركية ببلدة بكركي شمال شرقي بيروت، لمناقشة الموضوع ذاته، حول مستقبل المسيحيين وسماع المقترحات بين قادة القوى المسيحية والاتفاق على قرار، العجيب الإعلام البدوي الخليجي استبق الاجتماع في فرنسا بالصراخ وكالعادة ايران، وهم يقصدون المكون الشيعي اللبناني، المكونات المسيحية في سوريا والعراق عندما اجتاحت مناطقهم القوى الوهابية البدوية ابادتهم وكانت وجهة نزوحهم نحو أماكن تواجد الشيعة لأنهم يؤمنون لهم البقاء، فعجيب أمر مرتزقة الإعلام البدوي يحاولون إلقاء جرائم وهابيتهم بتغير ديمغرافية المناطق على الشيعة، رغم أن القوى الوهابية إبادة وجود الأقليات الشيعية في ادلب والحسكة والموصل والحضر وتكريت والانبار، فمن هو الذي يغير الديمغرافية يا أراذل الإعلام البدوي المتخلف، لم تسلم من إرهاب الوهابية حتى الآثار المسيحية التي تم تحطيمها في معلولة وحلب وتدمر والحضر وووالخ.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

6/2/2023

*المصدر: صوت العراق | sotaliraq.com
اخبار العراق على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com