تفتقر للواقعية ضباط بجيش الاحتلال عن خطة ترامب لا يمكن تنفيذها
klyoum.com
في ظل استمرار آثار الحرب على قطاع غزة التي تُلقي بظلالها الثقيلة على المنطقة، تُثير خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لغزة، جدلًا واسعًا داخل إسرائيل وخارجها.
وتواجه الخطة، التي تم الترويج لها كحل لإنهاء معاناة الفلسطينيين في القطاع وتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، انتقادات واسعة ومخاوف كبيرة في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية.
وأعربت مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تشككها في جدوى تنفيذ الخطة، معتبرةً أنها أقرب إلى أداة لتحقيق أهداف سياسية داخلية بدلًا من كونها حلًا عمليًا للأزمة، وفقا لصحيفة يديعون أحرونت العبرية.
ووفقا للصحيفة العبرية، أكد مسؤولون كبار في جيش الاحتلال أن نجاح الخطة يعتمد على شرطين رئيسيين: رغبة الفلسطينيين في مغادرة القطاع، ووجود دول مستعدة لاستقبالهم، وهما شرطان يبدوان مستحيلين في ظل الظروف الحالية.
وأوضح أحد الضباط: "طرح الأمر كعملية تهجير قسرية أدى إلى رفض واسع، خاصة من الدول العربية التي ترى في ذلك تهديدًا لاستقرارها".
كما تُشكل سيطرة حركة حماس على القطاع عائقًا رئيسيًا أمام تنفيذ أي خطة بهذا الحجم.
وأشارت تقارير إلى أن حماس قامت بمنع محاولات خروج سكان من القطاع عبر معابر الجنوب، خصوصًا الأثرياء الذين حاولوا الفرار عبر معبر رفح.
ويُرجع الخبراء هذا الأمر إلى الحس الوطني الفلسطيني والتمسك بالأرض، مما يجعل من الصعب تحقيق هدف تهجير جماعي.
وفي إشارة إلى تجارب سابقة، استذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي السماح لآلاف الفلسطينيين بمغادرة غزة عبر معبر "اللنبي" قبل عقد من الزمن، رغم نجاح بعضهم في الاستقرار بالخارج، عاد العديد منهم إلى القطاع نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة في الدول المضيفة، هذا التاريخ يُلقي بظلال من الشك على إمكانية تكرار التجربة بنجاح في الوقت الحالي.
من جانبه، أبدى الجنرال شلومي بيندر، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، دعمًا حذرًا للخطة لكنه حذر من إمكانية أن تصبح محفزًا لتصعيد الأوضاع، خصوصًا مع اقتراب شهر رمضان، حيث من المتوقع أن تشهد المنطقة الإسلامية حالة توتر متزايد.
وسياسيًا، تتطلب الخطة تنسيقًا دقيقًا مع الدول العربية والغربية، وهي خطوة قد تُواجه بمعارضة شديدة، وبالرغم من وعود ترامب بتحويل غزة إلى مركز اقتصادي مزدهر، يشير المنتقدون إلى افتقار الخطة إلى الواقعية، خاصةً في ظل الحصار المستمر على القطاع وانعدام التوافق الإقليمي.
بحسب تقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، غادر حوالي 30 ألف فلسطيني القطاع منذ بداية الحرب الأخيرة، معظمهم عبر معبر رفح بدعم مالي من دول عربية، ومع ذلك، يظل مصير مليوني فلسطيني آخرين مجهولًا في ظل استمرار الحصار والخلافات السياسية.
وتبقى خطة ترامب لغزة مجرد فكرة مثيرة للجدل تواجه عقبات إنسانية وسياسية هائلة، وبينما تُقدم كحل للأزمة، يبدو أنها لن تخرج عن كونها جزءًا من الصراع الطويل الذي يحيط بالقطاع، في ظل غياب إرادة دولية وإقليمية لتحقيق سلام مستدام.