12 مليون أم عزباء في مصر.. "السنجل مازر" بين التحديات الثقافية والاجتماعية
klyoum.com
ناقش المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، ظاهرة "السنجل مازر" التي باتت منتشرة خلال الفترة الأخيرة، من حيث المفهوم والعوامل التي أدت إلى ظهورها وسياقها داخل المجتمع المصري.
ويعد مفهوم الأم العزباء، مفهومًا مستجدًا في الدراسات العربية، خاصة في الدراسات الاجتماعية فهو مأخوذ من الثقافة الغربية، لا سيما الثقافة الأوروبية الفرنسية والإنجليزية تحديدًا، بما هو ترجمة لـ"les mères célibataires" و"single mother"، وهو ما يعني الاسم الذي يطلق على المرأة التي تلد خارج مؤسسة الزواج، أيًا كانت أشكال هذه الولادة، سواء نتيجة الاغتصاب، أو تخلي الأب البيولوجي عنها بعد حملها، أو نتيجة قرار المرأة الحمل عبر تقنية التلقيح الاصطناعي.
وهو ما يحدث في البلدان الغربية، ولو أن السياق العربي لم يشهد بعد حالات مشابهة لهذا التلقيح الاصطناعي والإرادي، ولكن في مصر تم إدخال بعض التعديلات على مفهوم السنجل مازر أو الأم العزباء، حيث يشمل المفهوم بالإضافة إلى ما سبق الأم المعيلة التي تركها زوجها أو وافته المنية، وعليه يتم إدارج الأم المعيلة جزئيًا الى مصطلح السنجل مازر.
وتعرف الأسرة التي تعولها "السنجل مازر" بالأسرة الأحادية، في إشارة إلى أن عائلها هو طرف واحد، وأصبحت تنتشر في المجتمع المصري بشكل كبير، حيث قدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2018، عدد الأسر التي تترأسها سيدات حوالي 3،3 مليون أسرة.
وكان معظم رؤساء الأسر من الأرامل بنسبة 70.3% من إجمالي الإناث رؤساء الأسر على مستوى الجمهورية، يليها المتزوجات بنسبة 16.6% ثم المطلقات 7.1، ووفقًا لبيانات مرصد الإحصاء المصري، هناك أكثر من 12 مليون أم عزباء في مصر نتيجة الطلاق والانفصال والزواج العرفي والترمل.
وتبنت دار الإفتاء موقفًا واضحًا تجاه ظاهرة الأم العزباء، وذلك عقب انتشار قصة "هدير. م"، أول سنجل مازر في مصر، وعلقت قائلة: «يجب ألا نقبل بعض الأفكار الوافدة من بعض الثقافات، والتي أصبحت تهدد المجتمع مثل ظاهرةSingle Motherأو الأم العزباء، التي تنجب أبناء خارج إطار الزواج».
وتابعت: «وهو أمر من الخطورة لأنها تزعزع الأمن المجتمعي، بل يجب أن يكون ذلك في ظل عقد شرعي يولد المسؤولية التي تحافظ على تماسك الأسرة وقوة المجتمع وبقاء النوع الإنساني».