ما بين الحرب وانهيار الاقتصاد.. هل يضحي نتنياهو بإسرائيل من أجل منصبه؟
klyoum.com
كشفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أن الميزانية العامة في إسرائيل أشعلت موجة جديدة من الانقسامات، حيث شهدت الميزانية الجديدة ارتفاعات كبرى في معدلات التضخم والبطالة مع تقلص الناتج المحلي الإجمالي وتضخم فاتورة الحرب، ما يعني أن وزارة المالية في حكومة الاحتلال قد تتجه لبعض الإجراءات الصارمة لتقليص الأزمة والتي يُمكن أن تطيح بحكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة.
وبحسب الوكالة الأمريكية، فقد أعلن وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسائيل سموتريتش عن خفضالإعانات الحكومية للحريديم، وأخبرهم بأنهم لم يعد بوسعهم أن يقضوا أيامهم في المعاهد الدينية لدراسة النصوص الحاخامية وهم في احتياج إلى إيجاد وظائف.
وأضاف أن المستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة سوف يفقدون المزايا الضريبية، مشيرًا إلى أن الأزمة تتطلب من جميع الإسرائيليين التضحية والمساهمة.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أنه مع اقتراب الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة من دخول عامها الثاني، تواجه إسرائيل خطر انخفاض التصنيف الائتماني أكثر في ظل تراجع حجم الصادرات وتزايد مخاطر الركود الاقتصادي العميق.
وأشارت إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل 21 عامًا كان وزيرًا للمالية واتخذ عدة قرارات تسببت في ثراء إسرائيل خصوصًا في مجال التكنولوجيا ولكن اليوم تغيرت هذه الأمور، حيث يعمل نتنياهو بقوة من أجل زيادة الإنفاق العام والاستمرار في سياسة مالية توسعية يرى الكثيرون أنها غير مستدامة.
وأوضحت أن نتنياهو يضحي بالاقتصاد الإسرائيلي مقابل بقاءه السياسي حيث أن الحريديم والمستوطنون في الضفة الغربية هم قاعدته الانتخابية الأساسية، وشركاء رئيسيون في ائتلافه الحكومي، وأي محاولة لخفض الميزانية عبر الضغط عليهم قد تكون بمثابة انتحار سياسي.
وأوضحت أنه في ظل استمرار حرب غزة والانقسامات بشأن الميزانية، فإن هناك خطر حقيقي يطارد نتنياهو، لأن عدم إقرار الميزانية بحلول مارس يعني أن الحكومة ستنهار تلقائيًا، وبالتالي، فإن الصراع على الميزانية يوفر رؤية أعمق للأزمات المتزايدة في إسرائيل المتعلقة بالأمن والرخاء والهوية.
وأكدت الوكالة الأمريكية، أن استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة وتزايد التهديدات من لبنان واليمن وإيران والضفة الغربية التي أصبحت على وشك الانفجار من الممارسات الإسرائيلية، تعني ارتفاع كبير لفاتورة الحرب بسبب رواتب جنود الاحتياط وتكاليف والسكن والإعانات لعشرات الآلاف من النازحين من المناطق الحدودية سواء الشمالية أو الجنوبية، فضلًا عن توتر العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل اقتراب الانتخابات الأمريكية والتي يمكن أن تتسبب في تدهور العلاقات أكثر.