اخبار جيبوتي

اندبندنت عربية

سياسة

مشروع إثيوبي لمد جيبوتي بالمياه النظيفة عبر الحدود

مشروع إثيوبي لمد جيبوتي بالمياه النظيفة عبر الحدود

klyoum.com

مخطط لضخ 100 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب يومياً

دخل مشروع المياه النظيفة عبر الحدود بين إثيوبيا وجيبوتي حيز التنفيذ قبل ستة أعوام عبر قرض من الحكومة الصينية تم وفقاً لاتفاقية إمدادات المياه بين البلدين. وتشهد منطقة أديغالا في المنطقة الصومالية في إقليم أوغادين الإثيوبي والمنطقة المحيطة بها تطورات المشروع الذي يضخ حالياً نحو 20 ألف متر مكعب من المياه يومياً إلى دولة جيبوتي عبر استخدام الديزل، مع هدف تطوير الأداء لاحقاً إلى استخدام الكهرباء لضخ 100 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب يومياً وفق الجهات الرسمية.

وكان وزير المياه والطاقة الإثيوبي هبتامو إتيفا، أشار إلى أن "الجهود تبذل لتوفير بدائل متنوعة للبنية التحتية، بما في ذلك توفير الطاقة المتجددة والمياه للدول المجاورة، مما يعكس تطلعات إثيوبيا نحو التنمية المشتركة وتحقيق المنفعة المتبادلة في المنطقة".

علاقات وثيقة

وتقع دولة جيبوتي على بعد 869 كيلومتراً من أديس أبابا على الحدود الشرقية لإثيوبيا، وتجمع البلدان علاقات خاصة، أبرزها اعتماد إثيوبيا بنسبة تفوق الـ90 في المئة على ميناء جيبوتي في حركة الاستيراد والتصدير. ويربط بين البلدين طريق بري إلى جانب طريق للسكك الحديد بطول 700 كيلومتر، وهو أول خط لسكك الحديد المكهربة العابرة للحدود في أفريقيا.

كما تجمع بين الدولتين مشاريع مشتركة عدة في مقدمها مشروع الربط الكهربائي بين الدولتين، الذي تستفيد منه جيبوتي بما يشكل 80 في المئة من حاجتها، من الكهرباء الإثيوبية، بما مقداره 600 غيغاواط، من المقرر زيادتها خلال المراحل المقبلة. ويمتد خط نقل الكهرباء البالغ امتداده 230 كيلومتراً من منطقة عفار الإثيوبية إلى إقليم جابا في جيبوتي.

وتعتبر قضية المياه الصالحة للشرب والزراعة إحدى المشكلات التي تعانيها دولة جيبوتي، نتيجة القحل والبيئة الصحراوية وما تمثله كأدنى نقطة انخفاضاً في القارة الأفريقية، معتمدة على موارد محدودة من المياه الصالحة للشرب حيث يصل نصيب الفرد إلى نحو 25 متراً مكعباً في عام 2000، بينما يقدر عدد السكان بمليون نسمة.

وأشار الوزير هبتامو إتيفا "إلى جهود الدولة الإثيوبية المستمرة في تعزيز التنمية المتبادلة بين مجتمعات الجيران ذوي الهويات المماثلة، حتى من خلال المشاركة الفعالة بمواردها الضئيلة"، كما لفت إلى الأنشطة التنموية التي تنفذها إثيوبيا لتوفير مياه الشرب ومصادر الطاقة المتجددة لدول المنطقة عامة.

تبادل المنافع المائية

وقال هبتامو أثناء زيارته منطقة مشروع المياه المشترك، إن إثيوبيا تعاني نقصاً بالمياه، ولذلك نقوم بحل مشكلتنا، ونريد أن يصل نحو 100 ألف متر مكعب من المياه إلى جيبوتي يومياً. وتأتي هذه المياه من أكثر من 28 بئراً من المياه الجوفية، وتساعد هذه المياه السكان الذين يعيشون في تلك المناطق".

وفي إشارة إلى ما يشغل السياسة الإثيوبية في شأن المنفذ المائي الذي تعمل أديس أبابا لاقتنائه، أوضح الوزير الإثيوبي أنه "على رغم من حجم إثيوبيا الكبير وقربها الجغرافي من البحر، فإنها غير ساحلية، مما يؤثر بشكل كبير على تطلعاتها للتنمية".

ونوه بأن "طموح إثيوبيا على المدى الطويل يتمثل في تحقيق التنمية المشتركة مع جيرانها"، كما أكد أن "إثيوبيا تلتزم بتقديم خيارات دعم البنية التحتية لجيرانها لتعزيز تسارع عمليات التنمية الخاصة بهم"، وحث دول المنطقة على النظر بإيجابية إلى مساعي أديس أبابا للوصول إلى الموانئ البحرية البديلة.

وفي إشارة إلى أهمية المياه في تحقيق التكامل الإقليمي، أشار هبتامو إلى أن الدول المجاورة تستفيد من الأنهار الطبيعية التي تتدفق من إثيوبيا، مؤكداً أن "إثيوبيا تتمسك بمبدأ الأخذ والعطاء"، ومشدداً على "ضرورة الازدهار معاً من خلال تقاسم التحديات والمنافع من أجل التنمية المتبادلة".

آفاق أوسع

من جهته، قال الباحث الاجتماعي الجيبوتي عبدالعزيز الخير زحلي، إن "العلاقات بين الشعوب تكون عادة فوق العلاقات بين الحكومات، وهي بعفويتها تقود توجه الحكومات نحو السلام ومزيد من الاستقرار". وأضاف "وطالما كانت هناك منافع متبادلة بين الشعوب، فهذا يزيد التقارب ويدفع بمزيد من التعاون والتنمية المشتركة، وجيبوتي وإثيوبيا ظلتا منذ تاريخ بعيد يتجاوز الـ100 عام، تربطهما علاقات في كثير من النواحي، وهما شعبان متقاربان في عديد من المناطق في العادات والتقاليد، والعفريين في جيبوتي ذوي صلات عائلية مع أهلهم في إثيوبيا".

وأوضح زحلي "ومن المعروف تاريخياً أن السلطان العفري الذي ظل تمثله عائلة آل مرح، لا يزال سلطاناً لكل العفريين سواء في جيبوتي أو إثيوبيا أو إريتريا. والعفريين الجيبوتيين يتمتعون في إثيوبيا بوضع خاص يميزهم عن غيرهم من الشعوب الأخرى في كثير من النواحي". وأضاف أن "الحكومتين الجيبوتية والإثيوبية تدركان أثر قدم العلاقة وامتدادها، وما تمثله للشعبين، ولذلك تأتي المشاريع المشتركة سواء في المياه أو الكهرباء أو غيرهما كتأصيل إضافي، وامتداد لعلاقة غائرة في التاريخ".

وتابع "إلى جانب تطوير العلاقات في الإطار المادي والتجاري، ينبغي على الحكومتين الالتفات إلى جوانب أخرى في النواحي الثقافية، عبر تبادل ثقافي، ومشاريع مشتركة تشمل الفن والأدب، إلى جانب تأسيس هيئات شعبية مشتركة مما يدفع بالعلاقة نحو الرسوخ وآفاق أوسع من التنوع".

*المصدر: اندبندنت عربية | independentarabia.com
اخبار جيبوتي على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com