تحالف قابل للتوسّع.. المنامة تعمّق شراكتها مع واشنطن ولندن
klyoum.com
أخر اخبار البحرين:
الطقس في مملكة البحرينكامل جميل- الخليج أونلاين
الكاتب والمحلل السياسي إياد الدليمي:
الاتفاقية تمنح البحرين أفضلية نوعية في الانفتاح على المستقبل.
هناك عدة دول إقليمية ودولية مؤثرة قد تبدي استعدادها للانضمام.
تسعى المنامة إلى توظيف موقعها الجغرافي المهم لخدمة مصالحها وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.
يمثل توقيع الاتفاقية الثلاثيةبين البحرين والولايات المتحدة وبريطانيا بانضمام المملكة المتحدة إلى الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار (C-SIPA)،نقلة نوعية في آليات الدفاع الجماعي بالشرق الأوسط، لا تقتصر على التعاون العسكري، بل تفتح آفاقاً اقتصادية وتكنولوجية أوسع.
الاتفاقية التي جاءت بدعوة من البحرين والولايات المتحدة، من المتوقع أن تكون إطاراً جاذباً لدول أخرى تسعى إلى استقرار طويل الأمد في المنطقة المضطربة.
ودشنت الاتفاقية في العاصمة الأمريكية واشنطن، الأربعاء (16 يوليو 2025)، خلال زيارة رسمية لولي العهد البحريني، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، إلى واشنطن، بحسب وكالة أنباء البحرين "بنا".
جاء ذلك بعد نحو سبعة أشهر من قرار البحرين وأمريكا (7 ديسمبر الماضي) توسيع الاتفاقية التي تم التوقيع عليها في سبتمبر 2023.
دعوة المنامة وواشنطن، بريطانيا للانضمام للاتفاقية يأتي بهدف "تعزيز التعاون بين مجموعة أوسع من الدول التي تشترك في المصالح المشتركة ورؤية مشتركة فيما يتعلق بالردع والدبلوماسية والأمن والتعاون الاقتصادي وخفض تصعيد النزاعات في منطقة الشرق الأوسط"، وفق "بنا".
مثّل الجانب البحريني في التوقيع سفير البحرين في واشنطن، الشيخ عبد الله بن راشد آل خليفة، فيما وقّعت عن الجانب الأمريكي مورا نامدار، كبيرة المسؤولين بمكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية، وعن الجانب البريطاني لوسي فيرغسون، نائبة رئيس بعثة المملكة المتحدة بالإنابة.
توجهات استراتيجية
الشيخ عبد الله بن راشد أكد الأهمية الكبيرة للاتفاقية لافتاً إلى أن هذه الأهمية تتجسد في أنها:
تعكس التوجهات الاستراتيجية لكل من البحرين والولايات المتحدة وبريطانيا نحو تعزيز السلام والأمن الإقليمي.
تجسّد رؤية قادة البحرين وأمريكا في بناء إطار شامل للتكامل الأمني والازدهار في الشرق الأوسط.
تمثل تحولاً من صيغة ثنائية إلى إطار متعدد الأطراف.
تتيح الفرصة لانضمام دول أخرى ذات رؤى وتوجهات مشتركة، بما يسهم في تعزيز التعاون في مختلف المجالات ودعم الاستقرار في المنطقة.
انضمام المملكة المتحدة يشكل "محطة استراتيجية مهمة" على طريق تعزيز الردع المشترك ضد التهديدات الخارجية.
انضمام المملكة المتحدة يفتح آفاقاً جديدة من التعاون الإقليمي والدولي بما يخدم مصالح شعوب المنطقة.
تعاون في جوانب عديدة
تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات أمنية وسياسية متسارعة، تجعل من التعاون متعدد الأطراف خياراً محورياً لمواجهة التحديات وتعزيز التنمية المستدامة.
في سبتمبر 2023وقع ولي العهد البحريني ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في العاصمة واشنطن اتفاقية شاملة للتكامل الأمني والازدهار (C-SIPA).
البيت الأبيض وصف الاتفاق حينها بـ"التاريخي"، مشيراً إلى أنه يعكس رؤية الرئيس السابق جو بايدن لشرق أوسط أكثر تكاملاً واستقراراً.
وقال الأمير سلمان إن الاتفاقية "لا تقتصر على الأمن والدفاع، بل تؤسس لتكامل اقتصادي وتنمية بشرية وتعاون تكنولوجي"، مؤكداً أنها "فرصة لبناء بنية عالمية جديدة، تُعبّر عن قيمنا المشتركة وطموحنا لجيل قادم مزدهر".
الاتفاقية لا تبدو ورقة سياسية عابرة، بل وثيقة نابعة من فهم مشترك أن الاستقرار لا يُبنى بالقوة فقط، بل بمجالات حيوية أخرى.
التأكيد على احترام السيادة الوطنية وتعزيز الأمن الإقليمي عبر تكامل دفاعي فعّال.
اعتبار أي تهديد خارجي لأحد الأطراف تهديداً للجميع.
التزام بردود مشتركة عسكرية واقتصادية وسياسية، بعد مشاورات فورية.
عقد اجتماعات نصف سنوية تنسيقية، وتشكيل "مجموعة عمل دفاعية" سنوية.
تطوير قدرات الردع والأنظمة الدفاعية، خصوصاً الجوية والبحرية.
توسيع برامج التدريب والمناورات والتخطيط المشترك.
تعميق التعاون التجاري والاستثماري بين الأطراف.
دعم مشاريع البنية التحتية وسلاسل التوريد، وتحفيز التنمية الإقليمية.
تأسيس روابط علمية وتقنية عبر تبادل المعرفة والخبرات.
تأمين الشبكات الوطنية من التهديدات السيبرانية.
تطوير بنية تحتية رقمية مستدامة وآمنة.
تُحل الخلافات عبر الاستشارات الثنائية، ولا تُحال لأطراف ثالثة أو محاكم دولية.
جميع البنود خاضعة للقوانين المحلية لكل طرف.
يمكن لأي دولة تشارك نفس الأهداف أن تنضم بعد موافقة جماعية.
الانسحاب ممكن بعد خمس سنوات، بإشعار مسبق مدته ستة أشهر.
تعزيز الاستقرار العالمي
الكاتب والمحلل السياسي إياد الدليمي أكد في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أن انضمام المملكة المتحدة إلى اتفاقية التعاون بين البحرين والولايات المتحدة يشكل تطوراً مهماً في مسار علاقات المنامة الدولية، ويمنح الاتفاقية بُعداً استراتيجياً جديداً نظراً لمكانة بريطانيا العالمية.
وقال الدليمي: إن الاتفاقية "تمثل حجر أساس في علاقات البحرين القائمة على التعاون والتكامل مع دول العالم"، لافتاً إلى أنها "تأتي مكملة لاتفاقيتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأهم ما يميزها أنها جاءت بموافقة وطلب أمريكي، ما يمنحها بعداً استراتيجياً إضافياً".
وأضاف أن البحرين تنظر إلى هذه الاتفاقيات من زاويتين:
الأولى أمنية: من حيث تعزيز أمن الخليج والمنطقة.
والثانية اقتصادية – جيوسياسية: إذ تسعى المنامة إلى توظيف موقعها الجغرافي المهم لخدمة مصالحها وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.
وأوضح الدليمي أن "مثل هذه الاتفاقيات لا تقتصر على الجوانب الأمنية، بل تشمل مجالات متعددة مثل التجارة، والاقتصاد، والتبادل المعرفي، والتكنولوجيا، مما يمنح البحرين أفضلية نوعية في الانفتاح على المستقبل".
وفي تحليله لطبيعة التحالفات الدولية الجديدة، شدد الدليمي على أن:
العالم بات يتجه نحو نماذج من التكامل عابرة للأطر الأمنية التقليدية.
هذه الاتفاقيات، رغم طابعها الخليجي، تُسهم في تعزيز الأمن والاستقرار العالمي، وهو ما تحتاجه جميع الدول في ظل المتغيرات التي شهدتها المنطقة والعالم خلال الأعوام الأخيرة.
وحول ما يتعلق بإمكانية توسع هذه الاتفاقية، أشار الدليمي إلى أن انضمام دول أخرى يتوقف على القرار السياسي للولايات المتحدة والبحرين معاً، مضيفاً: "بتقديري، هناك عدة دول إقليمية ودولية مؤثرة قد تبدي استعدادها للانضمام، إذا ما قررت المنامة وواشنطن توسيع إطار الاتفاقية".