هل يتغير موقف الخليج من العملات المشفرة بفوز ترامب؟
klyoum.com
أخر اخبار البحرين:
النائب ممدوح الصالح يشارك في اجتماع لجنة فلسطين بالبرلمان العربيوضاح حيدر - الخليج أونلاين
صرح الرئيس الأمريكي السابق في مؤتمر "Bitcoin 2024" السنوي،أواخر يوليو الماضي، بأن الولايات المتحدة يجب أن تقود صناعة العملات المشفرة قبل أن تقوم بذلك الصين والدول الأخرى.
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، يترقب العالم نتائجها وتداعياتها المحتملة على مختلف المجالات، ومن ذلك الأسواق المالية والعملات المشفرة.
دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، الذي قد يعود مجدداً إلى البيت الأبيض، في نوفمبر المقبل، يُعتبر شخصية مؤثرة في تحديد اتجاهات السياسات الاقتصادية العالمية.
فرغم تحفظاته السابقة على العملات المشفرة، قد يشهد العالم تحولاً كبيراً في موقفه الذي قد يعطي هذه الأموال الرقمية ثقة أكبر، وهو الأمر الذي يمكن أن يحمل انعكاسات جذرية على تعامل دول الخليج معها، والتي تسعى لتحقيق التوازن بين التوسع في استخدام العملات الرقمية ومخاطرها المحتملة.
موقفه منها
خلال فترة رئاسته الأولى اتخذ ترامب موقفاً متحفظاً تجاه العملات المشفرة، ووصفها بأنها "غير مشروعة"، و"مرتبطة بالجريمة".
هذا الموقف كان مدفوعاً بالمخاوف من تقلبات السوق والمخاطر الأمنية المرتبطة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب.
لكن بعد أن أصبحت العملات المشفرة جزءاً من النظام المالي العالمي، بفضل تبنيها من مؤسسات مالية كبرى مثل "جي بي مورغان" و"غولدمان ساكس"، وكذلك شركات تقنية عملاقة مثل "تسلا"، بدأ ترامب يراجع موقفه تجاهها بوضوح.
فقد صرح الرئيس الأمريكي السابق في مؤتمر "بيتكوين 2024" السنوي،أواخر يوليو الماضي، بأن الولايات المتحدة يجب أن تقود صناعة العملات المشفرة قبل أن تقوم بذلك الصين والدول الأخرى، مضيفاً:
هذه التصريحات إن صدق بها ترامب وفاز في انتخابات 2024، قد تكون محفزاً لتحول كبير سوق العملات المشفرة، خاصة مع تزايد الضغوط من اللوبيات الاقتصادية التي ترى في هذه الأصول فرصة لتحقيق مكاسب مالية كبيرة.
كما أن دعمه للعملات المشفرة قد يكون نتيجة للرغبة في تعزيز الاقتصاد الأمريكي ومواكبة التطورات العالمية، لا سيما في ظل المنافسة الشرسة مع الصين التي تعمل على تطوير عملتها الرقمية الخاصة (اليوان الرقمي).
أين الخليج؟
وخلال السنوات الماضية وحتى اليوم، أولتدول الخليج أهمية كبرى لسوق العملات المشفرةعبر السماح للعمل بها وتداولها من قبل المواطنين والمستثمرين، لا سيما في الإمارات العربية المتحدة والبحرين، اللتين أصبحتا مراكز للتعدين، في حين ما زالت الدول الأخرى، خصوصاً السعودية، حذرة اتجاهها.
فإمارة دبي مثلاً تسعى لتصبح "عاصمة البلوك تشين" العالمية بحلول عام 2025، من خلال إطلاق مبادرات مثل "استراتيجية دبي للبلوك تشين".
وكذلك كانت البحرين من أوائل الدول في المنطقة التي نظمت العملات المشفرة، من خلال إصدار تراخيص لمنصات تداول العملات الرقمية.
لكن في حال فوز ترامب المحتملواتخاذه موقفاً داعماً للعملات المشفرة، قد ترى دول الخليج في ذلك فرصة لتعزيز مكانتها كمركز مالي عالمي. فالرئيس الأمريكي السابق معروف بقدرته على التأثير في الأسواق والاقتصادات العالمية، ودعمه للعملات المشفرة قد يعطيها طابعاً رسمياً يدفع دول الخليج إلى تخفيف القيود والتنظيمات الصارمة عنها.
ويبقى سوق العملات الرقميةمحاطاً بكثير من التحديات والمخاطر، الأمر الذي يترك دول الخليج أمام خيار التوازن في التعامل معها لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة.
السيناريوهات المتوقعة؟
وفي حال إصدارترامب تشريعات تدعم العملات المشفرة، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة الشرعية العالمية لهذه الأصول، ما يشجع دول الخليج على توسيع نطاق استخدامها في الأنشطة التجارية والاستثمارية، الأمر الذي سيعزز من مكانتها كمركز مالي عالمي، وهذا جزء من عدة سيناريوهات في هذا السياق، وفق تحليلات الخبراء في سوق "الكريبتو".
مع زيادة التقارب بين الولايات المتحدة ودول الخليج في مجالات الاستثمار والتجارة، قد نشهد تعاوناً متزايداً في مجال التكنولوجيا المالية، من ذلك العملات المشفرة، وفوز ترامب قد يعزز من فرص إطلاق مبادرات مشتركة بين الجانبين تهدف إلى تطوير نظم مالية مبتكرة تعتمد على العملات الرقمية.
واحدة من أكبر العقبات التي تواجه العملات المشفرة في الخليج هي المخاوف الأمنية والمالية المرتبطة بها، من ذلك غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وفي حال تبني الولايات المتحدة إطاراً قانونياً صارماً داعماً لسوق العملات الرقمية،قد تتخذ دول الخليج خطوات مشابهةوتحدث قوانينها المالية لتشجيع الابتكار الرقمي، وزيادة المؤسسات المالية الخليجية للتعامل بـ"الكريبتو"، فضلاً عنجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية لهذا القطاع.
في حال فوز ترامب ودعمه للتكنولوجيا المالية أيضاً، قد تشهد دول الخليج طفرة في الابتكار التكنولوجي المرتبط بالعملات المشفرة، لا سيما دعم المبادرات الحكومية الحالية؛ مثل "استراتيجية دبي للبلوك تشين" لتحسين الخدمات الحكومية والتجارية، فضلاً عن إطلاق مبادرات جديدة تتعلق بالمدفوعات الرقمية، والعقود الذكية، والتطبيقات التي تعتمد على تقنيات العملات الرقمية.
كما أن هذه الخطوةيمكن أن تؤدي إلى زيادة استخدام العملات المشفرة في مجال التجارة الإلكترونية والمدفوعات الرقمية في الخليج، فضلاً عن أن تصبح العملات الرقمية أصولاً استثمارية موثوقة وآمنة نسبياً.