اخبار البحرين

اندبندنت عربية

سياسة

أصيلة تضع اللمسات الأخيرة للدورة الـ46 لموسمها الثقافي

أصيلة تضع اللمسات الأخيرة للدورة الـ46 لموسمها الثقافي

klyoum.com

تنطلق خلال الـ26 من سبتمبر وتعقد للمرة الأولى في غياب مؤسس المنتدى الراحل محمد بن عيسى

تضع مؤسسة منتدى أصيلة اللمسات الأخيرة على استعداداتها للدورة الـ46 من موسم أصيلة الثقافي الدولي، التي تنطلق الجمعة الـ26 من سبتمبر (أيلول) الجاري وتستمر حتى الـ12 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وتعقد للمرة الأولى في غياب مؤسس المنتدى الوزير الراحل محمد بن عيسى.

يجري تنظيم المنتدى بشراكة بين المؤسسة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس بلدية أصيلة، وبمشاركة أكثر من 350 شخصية من عالم الدبلوماسية والفكر والثقافة والفن والإعلام، وتحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس.

‏‎وتشهد فعاليات الدورة الخريفية لهذا العام تنظيم ندوة "محمد بن عيسى... رجل الدولة وأيقونة الثقافة"، في إطار  "خيمة الإبداع"، والتي تخصص لتكريم روح وسيرة مؤسس المنتدى، واستحضار جهوده في خدمة الفكر والإبداع، وإسهاماته المتواصلة في تعزيز حوار الحضارات والثقافات.

 

‏‎وتنعقد هذه الندوة الافتتاحية أيام الـ26 والـ27 والـ28 من سبتمبر الجاري بمشاركة صفوة من أصدقاء وزملاء الراحل، من رجال السياسة ومفكرين وباحثين وإعلاميين من داخل المغرب وخارجه.

وخلال الأول من مارس الماضي، ودع المغرب وزيره السابق محمد بن عيسى الذي رحل بعد صراع مع المرض، تاركاً خلفه حياة مهنية امتدت عقوداً طويلة بدأها بالعمل الصحافي قبل الانطلاق في غمار الدبلوماسية والعمل الحكومي.

وبعد رحلة ممتدة بين جدران وزارتي الخارجية والثقافة في المغرب، لقب بن عيسى بـ"الدبلوماسي المثقف"، لكونه مؤسس أحد أبرز المنتديات الثقافية المغربية (موسم أصيلة الثقافي) المستمر منذ ما يزيد على 40 عاماً. وفي مسقط رأسه بمدينة أصيلة شمال البلاد تقرر دفنه.

أصبح بن عيسى وزيراً للثقافة في عهد العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني، وتسلم بعدها منصب السفير المغربي لدى واشنطن، وتوالت عليه عدد من المهام والمناصب السياسية الداخلية والخارجية، وفق وسائل إعلام مغربية.

بات محمد بن عيسى المولود خلال الثالث من يناير (كانون الثاني) 1937 وزيراً للخارجية المغربية منذ عام 1999 وحتى عام 2007.

وكان في سنوات عمره الأخيرة يتحدث كثيراً عن ضرورة مأسسة دعم "موسم أصيلة الثقافي" لضمان استمراره وكي تستمر الحياة الثقافية في المدينة التي تحمل حدائقها أسماء كبار المثقفين والشعراء.

آمن بن عيسى بأن الجمع بين الثقافة والسياسة ليس شيئاً سيئاً، ضارباً المثل في ذلك بتجارب كثيرة عبر العالم. ودائماً ما كان يردد أن المثقفين حين يزاولون السياسة يفعلون ذلك بنوع من الترفع الفكري والخيال والإبداع وليس "السياسة السياسوية" التي تروم الوصول إلى منصب أو إدراك مكانة، ما دام أنهم يمارسون السياسة كجزء من العمل الثقافي.

يقول أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة حاتم البطيوي، الذي انتخب قبل أشهر خلفاً لمؤسسها وأمينها العام الراحل محمد بن عيسى، في حديث إلى "اندبندنت عربية" إن موسم أصيلة الذي انطلق قبل عقود كظاهرة ثقافية مغربية وعربية ولها حضورها الدولي، سيستمر "بانسيابية وهدوء، ونحن معتزون بما حُقق حتى الآن، وبخاصة أن هناك إرادة من أعضاء مؤسسة منتدى أصيلة لمواصلة هذا الإرث الغني، الذي جعل من أصيلة منارة ثقافية تشع بأضوائها على كل أنحاء العالم".

وشدد البطيوي على أن الأنشطة التي تنظمها المؤسسة على امتداد العام كله تصب في تنمية المدينة والمساعدة على تحقيق طفرة سياحية وثقافية تحركها على امتداد العام.

أما عن الموازنة بين البعد الفني الجمالي والعمق الفكري الذي دأب موسم أصيلة على ترسيخه، فلفت البطيوي إلى أن الموسم فعالية ثقافية متعددة الجوانب تبدأ من الفنون التشكيلية والندوات المتعلقة بقضايا الساعة والدبلوماسية والأحوال في العالم.

وذكر أن تجربة الجداريات التي انطلقت عام 1978 كانت هي الأرضية الأساس لانطلاق موسم أصيلة، وتفرع فعالياته وأنشطته إلى مجالات أخرى.

وختم حاتم البطيوي بأن الراحل محمد بن عيسى "كان شخصية ملهمة لنا جميعاً ونحن الآن بعده نحاول أن نمضي في إدامة ما عمل من أجله على امتداد أكثر من 45 عاماً".

بالعودة إلى المنتدى فإنه سيجري تنظيم ندوة في موضوع "المبادرة الأطلسية: نحو رؤية أفريقية مندمجة للفضاء الأطلسي"، بالتعاون مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، خلال الـ30 من سبتمبر الجاري، وندوتين حول الفنون التشكيلية الأولى في موضوع "الفن وسلطة التقنية" خلال الثالث والرابع من أكتوبر المقبل، أما الثانية حول "المؤسسة... المفهوم والإنجاز الفني" يومي الـ10 والـ11 من الشهر ذاته أيضاً، إضافة إلى ندوة تكريمية للفنان التشكيلي المغربي عبدالكريم الوزاني في الخامس من أكتوبر المقبل.

وفي مجال الأدب والشعر، سيجري خلال هذا الموسم الإعلان عن الفائز أو الفائزة بالدورة الـ13 لجائزة فليكس تشيكايا أوتامسي للشعر الأفريقي، وستنظم ندوة خاصة للاحتفاء بالفائز أو الفائزة خلال التاسع من أكتوبر المقبل.

ومن المقرر توقيع إصدارات أدبية لكل من الكاتب الصحافي الموريتاني عبدالله ولد محمدي خلال الـ28 من سبتمبر الجاري، والكاتب والوزير والسفير السابق محمد سعد العلمي خلال الرابع من أكتوبر المقبل، والروائي والأنثروبولوجي المغربي الأستاذ محمد المعزوز خلال الـ11 من الشهر ذاته.

وتحتضن الدورة الخريفية لهذا العام أيضاً عدة فعاليات في الفنون التشكيلية (الحفر، والصباغة، والليتوغرافيا)، ويشارك فيها 32 فنانة وفناناً، من البحرين والأردن وسوريا وتونس وكوت ديفوار وإيطاليا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا والمغرب، إلى جانب تنظيم مشغل مواهب الطفل، وورشة كتابة وإبداع الطفل، ومشغل المسرح والتنمية الذاتية.

وبرواق المعارض في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، ينظم أيضاً معرض لأعمال الفنانين التشكيليين، لبنى الأمين (البحرين)، وخالد الساعي (سوريا)، ومعرض تكريمي للفنان عبدالكريم الوزاني (المغرب)، ومعرض للمنشورات الصادرة عن مؤسسة منتدى أصيلة.

ويستضيف قصر الثقافة معرضاً للصور الفوتوغرافية للراحل محمد بن عيسى، إلى جانب معرض جماعي لإبداعات الأطفال مواهب الموسم.

كانت مؤسسة منتدى أصيلة، نظمت خلال أبريل (نيسان) الماضي الدورة الربيعية لموسم أصيلة الثقافي الدولي الـ46، وخصصت للفنون التشكيلية، وشملت تنظيم ورش فنية في فن الحفر والليتوغرافيا والصباغة، شارك فيها 22 فنانة وفناناً من المغرب والبحرين وإسبانيا وسوريا ورومانيا وبلجيكا وبريطانيا، وذلك في مشاغل الفنون بقصر الثقافة، إضافة إلى مشغل مواهب الموسم (مرسم الطفل).

في السياق ذاته، احتضنت مكتبة الأمير بندر بن سلطان خلال الدورة ذاتها، ورشات مشغل التعبير الأدبي وكتابة الطفل، استفاد منها أكثر من 100 طفل وطفلة، تراوحت أعمارهم بين ثمانية و16 سنة، خصصت لموضوع "أدب الرحلة"، وتوجت بإنتاج مجموعة من النصوص السردية والشعرية، أبدعتها المواهب الصاعدة، تحت إشراف أطر تربوية متخصصة في أدب الطفل، ستعمل المؤسسة على نشرها لاحقاً، في إصدار يضم كل هذه الإبداعات.

واستفاد أطفال المشغل خلال الـ20 من أبريل (نيسان) الماضي، من رحلة ثقافية إلى المعرض الدولي للنشر والكتاب، تميزت بحضورهم الندوة التكريمية للراحل محمد بن عيسى، التي جرى تنظيمها بالمناسبة.

وعلى صعيد آخر، جرى خلال الدورة الربيعية افتتاح معرض "تشكيليات فصول أصيلة 24"، الذي احتضنه رواق المعارض بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، خلال الفترة الممتدة من الـ12 من أبريل الماضي إلى السابع من سبتمبر الجاري. وضم هذا المعرض المجموعة الفنية الخاصة بمؤسسة منتدى أصيلة، التي جرى إنجازها خلال مختلف مشاغل الفنون المنظمة على مدار عام 2024، وشملت أعمالاً لفنانين من البحرين وبريطانيا ومصر وفرنسا والسنغال وإسبانيا وسوريا والمغرب، إضافة إلى أعمال الأطفال المنجزة ضمن فقرة "مواهب الموسم".

فيما تميزت الدورة الصيفية، التي جرى تنظيمها من الـ29 من يونيو (حزيران) إلى السادس من يوليو (تموز) الماضيين، بتنظيم مشغل الصباغة على الجداريات بالمدينة العتيقة، وهي الورشة التي دأبت المؤسسة على تنظيمها منذ عام 1978، وشارك فيها 17 فنانة وفناناً من إسبانيا وفرنسا وليتوانيا ورومانيا وسوريا والمغرب، علاوة على تنظيم ورشة الجداريات الخاصة بالأطفال، ومشغل التعبير الأدبي وكتابة الطفل.

وعرفت الدورة الصيفية كذلك، تنظيم ورشات في مجال المسرح والتنمية الذاتية للشباب والأطفال والأمهات، بشراكة مع جمعية "زيلي آرت" بفضاء "دار الصباح للتضامن"، إضافة إلى تنظيم ورشة في التربية الموسيقية لفائدة الأطفال، أشرف على تأطيرها موسيقيون من أصيلة، بمعهد البحرين للموسيقى الشرقية.

يشار إلى أن مؤسسة منتدى أصيلة، دأبت على تنظيم موسمها الثقافي الدولي، منذ أزيد من أربعة عقود، بمشاركات وازنة لشخصيات من عالم الفكر والسياسة والإعلام والإبداع، مما أسهم في إشعاع الصورة الثقافية للمملكة المغربية، وتعزيز الجهود والمبادرات الحميدة في مجال التنمية الثقافية.

*المصدر: اندبندنت عربية | independentarabia.com
اخبار البحرين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com