زعبنوت في حوار : شحن على حافة الانهيار… ونطالب بتدخل عاجل لإنقاذ آخر بوابة شرقية لليمن
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
وزير الخارجية الإماراتي يجري اتصالا هاتفيا مع نظيره الأمريكيحاوره/ جميل مختار
في وقتٍ تتسارع فيه معاناة المناطق النائية وتتراجع الخدمات الأساسية في أطراف البلاد، تبرز مديرية شحن بمحافظة المهرة كإحدى أكثر المناطق اليمنية تهميشاً رغم أهميتها الاستراتيجية باعتبارها البوابة الشرقية لليمن. وبين صحراء مترامية الأطراف وواقع خدمي يقترب من حدود الانهيار الكامل، يطلق مدير المديرية، الشيخ محمد بن محمد سعيد زعبنوت، نداءً صريحاً يحمل الكثير من القلق والمسؤولية في آن واحد.
في هذا الحوار الخاص، يكشف زعبنوت عن صورة حقيقية وصادمة للوضع الخدمي والصحي والتعليمي، ويتحدث عن أخطر التحديات التي تواجه المديرية، من انعدام الكهرباء وندرة الأدوية، إلى التمييز الجغرافي في تدخلات المنظمات، مروراً بتفاقم ملف المهاجرين غير النظاميين وغياب التخطيط العمراني.
حوار يضع النقاط على الحروف، ويكشف أسرار ما يحدث في "الوجه اليمني المنسي"… ويضع أمام القيادة والجهات المانحة أسئلة صعبة تحتاج إلى إجابات وقرارات عاجلة.
وفيما يلي نص الحوار:
■ بداية… كيف تصفون الوضع العام في مديرية شحن اليوم؟
الوضع في شحن يمثل صورة مؤلمة لليمن المنسي. نحن أمام انهيار شامل في الخدمات الأساسية، من الكهرباء إلى الصحة والتعليم، وكل ذلك ينعكس بشكل خطير على الأمن والاستقرار في هذه البوابة الشرقية المهمة للبلاد.
■ لنبدأ بالكهرباء… لماذا تصفونها بمفتاح كل الأزمات؟
الكهرباء هي الأزمة المركزية، لأنها تؤثر على جميع القطاعات.
شحن ليست بحاجة إلى طاقة ضخمة؛ نحن نحتاج فقط إلى محطة متوسطة بين 20 و25 ميجا من الطاقة الشمسية.
الاعتماد على مولدات الديزل أصبح استنزافاً غير محتمل، سواءً في الوقود أو قطع الغيار والصيانة.
وبكل وضوح: تكلفة تشغيل الديزل لعام واحد تساوي تكلفة إنشاء محطة طاقة شمسية مستدامة.
■ هل تعتبرون الطاقة الشمسية حلاً عملياً للمديرية؟
نعم، بل هي الحل الوحيد الممكن اقتصادياً وعملياً.
وهي أيضاً عامل جذب للمستثمرين، فشحن تتميز بمساحات واسعة وقرب جغرافي من دول الخليج، ما يجعل الاستثمار فيها فرصة حقيقية إذا توفرت الكهرباء المستقرة.
■ كيف تصفون وضع القطاع الصحي في المديرية؟
صعب جداً. لدينا أكثر من سبع مناطق نائية، بعضها يبعد أكثر من 120 كيلومتراً عن المركز.
المراكز الصحية تعتمد على مولدات كهربائية متعثرة وتواجه نقصاً حاداً في الأدوية والمعدات الطبية.
نحن نشكر سلطنة عمان على إنشاء مستشفى السلطان قابوس، لكن المستشفى بحاجة ماسّة إلى:
مساكن للأطباء
إمكانيات إدارية
دعم بالأدوية للمناطق البعيدة
■ وماذا عن وضع التعليم؟
الوضع مؤلم. هناك مدارس بُنيت ولكن لم تُؤثّث، ما يجبر الطلاب على الدراسة على الأرض في ظروف مناخية صعبة.
أما المعلمون المتعاقدون، فيتقاضون 60 إلى 70 ألف ريال فقط، وهي رواتب لا تكفي لاحتياجاتهم الأساسية.
اضطرت المديرية لتحمّل جزء من تغذيتهم وفق الإمكانيات المتاحة.
■ تحدّثتم عن غياب العدالة في المكافآت… كيف ذلك؟
السلطة المحلية بالمحافظة صرفت مكافأة 50 ألف ريال لجميع المعلمين، لكن دون تمييز بين من يعمل في المناطق الصحراوية البعيدة ومن يعمل في المدن.
هذا خلق حالة عدم تكافؤ، ودفع المعلمين للعزوف عن المدارس النائية، مما تسبب في عجز كبير في الكادر التعليمي.
وبعض المعلمين أصبحوا ينامون في مكاتب الإدارة لعدم وجود سكن لهم.
■ ما الحل الذي تقترحونه لضمان استقرار العملية التعليمية؟
الحل واضح:
تثبيت المعلمين عبر الخدمة المدنية ليشعروا بالأمان الوظيفي، ويستمروا في أداء رسالتهم دون خوف من التسرب.
■ اتهمتم المنظمات الدولية بالتمييز الجغرافي… ما حقيقة ذلك؟
للأسف، هذه الحقيقة.
المنظمات الدولية تتجاهل منطقتنا بحجة أن شحن بعيدة عن مركز المحافظة.
نرى مدارس في مناطق أخرى فيها مظلات وطاقة شمسية ومختبرات، بينما شحن لا تملك أي من ذلك.
هذا التمييز غير مبرر.
■ ما مخاطر استمرار هذا الإهمال؟
الخطر كبير.
إهمال المناطق النائية قد يؤدي إلى خلق بيئة مناسبة لظهور جماعات متطرفة – لا قدّر الله –
لذلك على المنظمات الدولية أن تتحمل مسؤوليتها وتوجّه تدخلاتها إلى المناطق الأكثر احتياجاً.
■ ملف المهاجرين غير النظاميين… كيف يتفاقم في شحن؟
المديرية تستقبل 550 إلى 600 مهاجر غير نظامي أسبوعياً.
هذا يشكل عبئاً هائلاً على الخدمات المحدودة، ويتسبب في تحديات أمنية واجتماعية معقدة.
■ هل تعاني المدينة من غياب التخطيط العمراني؟
نعم، شحن تفتقر إلى مخطط تنظيمي (Master Plan).
ونتمنى إعداد مخطط حضري متكامل يواكب مستقبل المديرية كـ منفذ دولي مهم.
■ ما رسالتكم للقيادة السياسية والحكومة والجهات المانحة؟
رسالتي واضحة:
شحن تستغيث.
نطالب مجلس القيادة الرئاسي، مجلس الوزراء، والجهات المانحة بالتدخل العاجل لإنقاذ المديرية قبل الوصول إلى نقطة اللاعودة.
■ كلمة أخيرة… هل لديكم رسالة شكر؟
أتقدم بالشكر للأستاذ محمد علي ياسر، محافظ المهرة، على جهوده في دعم الخدمات، ودعم تشغيل الكهرباء الحالية قدر الإمكانيات، وتنفيذ مشروع توسعة الشارع العام إلى أربعة خطوط، إضافة إلى تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع مياه مدينة شحن.