اخبار اليمن

سما نيوز

سياسة

تقرير خاص – "اليوم التالي" في اليمن: ترقب حذر يسبق المجهول

تقرير خاص – "اليوم التالي" في اليمن: ترقب حذر يسبق المجهول

klyoum.com

تشهد الساحة اليمنية تطورات متسارعة تضع مستقبل البلاد على مفترق طرق حاسم. ففي الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التكهنات بشأن "اليوم التالي" لما بعد الصراع الدائر، يجد اليمنيون أنفسهم أمام مشهد ضبابي لا يملك أحد القدرة على رسم ملامحه النهائية بدقة.

في بلد اعتاد على مواجهة التحديات وتقبل مختلف السيناريوهات، تبرز حالة من الترقب الحذر إزاء التحركات الإقليمية والدولية. وتتصدر هذه التحركات الأنباء المتداولة حول استعدادات أمريكية محتملة لتدخل بري، وهي معلومات تستند في غالبيتها إلى تقارير إخبارية وقنوات إعلامية، لا إلى تأكيدات من مصادر عسكرية معتمدة.

وعلى الرغم من استمرار الضربات الأمريكية التي يبدو أنها تحقق أهدافاً مؤثرة في سياق مواجهة واشنطن لجماعة الحوثي، فإن الوضع الداخلي في اليمن لا يزال يراوح مكانه في ظل أزمة عميقة ومعقدة تحد من أي مجال للمناورة السياسية.

**سيناريوهات ما بعد الحوثيين تثير القلق:**

يرى مراقبون أن نهاية حكم الحوثيين تمثل السيناريو الأبرز المطروح لـ "اليوم التالي". إلا أن هذا السيناريو يثير في الوقت ذاته تساؤلات جوهرية بشأن طبيعة السلطة التي ستخلفهم في صنعاء. هناك تخوف حقيقي من أن يكون البديل مجرد استبدال سلطة بأخرى تحمل نفس التحديات أو ربما تحديات جديدة، ما لم يتم التخطيط لمرحلة انتقالية واضحة المعالم.

تضاف إلى ذلك القضايا العالقة والملفات الشائكة التي تنتظر الحل، والتي تمثل تركة ثقيلة ستواجه أي سلطة قادمة. وفي ظل هذه المعطيات، تبقى الأزمة اليمنية قابلة للاشتعال في أي لحظة، ما لم يتم تدارك الوضع بحكمة ومسؤولية.

**مخاوف من التفكك ورهانات على صراعات جديدة:**

يشير محللون إلى أن التسريع في الترتيب لمعركة برية قد يكون مدفوعاً بمخاوف من تفاقم الانقسام وتفكك البلاد بشكل أوسع. لكن في المقابل، يسود الغموض بشأن ما إذا كان "اليوم التالي" سيحمل معه استقراراً حقيقياً أم سيكون مجرد بداية لصراعات جديدة في مناطق أخرى، حتى بعد تحقيق استقرار نسبي في الشمال.

**دعوات للتحرك العاجل وتأمين الغذاء:**

في هذا السياق، تتصاعد الأصوات المطالبة بتحرك عاجل من قبل المجلس الرئاسي لمناقشة سيناريوهات "اليوم التالي" والعمل على فرض هدنة مستدامة في مناطق الشرعية. كما تتزايد التحذيرات بشأن الوضع الإنساني المتدهور، مع التأكيد على الضرورة القصوى لتأمين استقرار المخزون الغذائي في البلاد.

ويشدد مراقبون على أن استمرار الوضع الراهن ينذر بعواقب وخيمة على اليمنيين الذين عانوا بما فيه الكفاية خلال السنوات الأربعة عشر الماضية من الصراع والاضطرابات.

**أولوية السلام تسبق الحسم العسكري:**

يرى العديد من المحللين أن الحل العسكري وحده لن يحقق الاستقرار الدائم في اليمن. وتتزايد الدعوات إلى إبرام اتفاقية سلام شاملة قبل أي تصعيد عسكري واسع النطاق. يجب أن تلزم هذه الاتفاقية جميع الأطراف ببنود واضحة للمرحلة الانتقالية وما بعدها، بما يضمن بناء دولة مستقرة وعادلة.

**تأمين المستقبل يطمئن القوات:**

يؤكد خبراء عسكريون أن ترتيب الوضع الحالي وتقديم رؤية واضحة لما بعد الحوثيين يمثل عنصراً حيوياً لطمأنة القوات المشاركة في أي عملية لتحرير صنعاء. إن معرفة هذه القوات بالترتيبات الأمنية والسياسية لما بعد الصراع سيقلل من مخاوفها ويضمن عدم نشوء فراغ أمني أو صراعات جديدة في المناطق المحررة.

**خلاصة:**

يبقى "اليوم التالي" في اليمن معلقاً بين الترقب والقلق. وبينما تتسارع الأحداث وتتداخل التدخلات الخارجية، تزداد الحاجة إلى رؤية واضحة وحلول سياسية مستدامة تضع مصلحة الشعب اليمني فوق أي اعتبار. إن المستقبل يحمل في طياته الكثير من الغموض، لكن الأمل يظل معقوداً على حكمة القيادة والجهود المخلصة لتحقيق السلام والاستقرار في هذا البلد الذي عانى طويلاً.

*المصدر: سما نيوز | sma-news.info
اخبار اليمن على مدار الساعة