اخبار اليمن

المهرية نت

سياسة

تعز.. هل تنجح الحملةُ الجديدة في الحدّ من السلاح العشوائي؟ (تقرير خاص)

تعز.. هل تنجح الحملةُ الجديدة في الحدّ من السلاح العشوائي؟ (تقرير خاص)

klyoum.com

أطلقت شرطة مدينة تعز، يوم الخميس، حملةً أمنية مشتركة لضبط ظاهرة حمل السلاح العشوائي داخل المدينة، والعمل على الحد من انتشاره في الأحياء السكنية.

وتأتي هذه الحملة بعد سلسلة من حوادث القتل المتفرقة التي شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية، والتي أثارت سخط الرأي العام، وسط مناشدات بمنع حمل السلاح.

وقال مركز الإعلام الأمني لشرطة المحافظة، عبر صفحته الرسمية في "فيس بوك"، بأن الحملة تُنفذ بمشاركة وحدات من الشرطة وبتنسيق مع قيادة المحور، وتهدف إلى فرض هيبة الدولة وبسط الأمن داخل المدينة، من خلال ضبط المخالفين لقرار منع حمل السلاح.

هذه الحملة قوبلت بتفاعل كبير من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسعادة لدى المواطنين داخل المدينة، الذين بدورهم عبروا عن تفاؤلهم الكبير بها، للحد من ظاهرة الانفلات الأمني الذي ازدادت حدته في الأشهر الأخيرة.

وما بين تفاؤل الشعب التعزي بهذه الحملة، واهتمام الجانب الأمني، يبقى السؤال، هل تنجح هذه الحملة في الحد من ظاهرة السلاح العشوائي داخل المدينة وإيقاف جرائم القتل؟، وهل ستستمر طويلًا، أم أنها مجرد حملة موسمية تأتي بعد تحول قضية أمنية إلى قضية رأي عام؟.

ضرورةٌ محلحَّة

بهذا الشأن يقول الصحفي والمحلل السياسي، عبد الواسع الفاتكي" إطلاق حملات أمنية لمنع حمل السلاح العشوائي داخل المدينة لم يعد ترفًا، بل ضرورة وطنية وأخلاقية ملحة، خصوصًا بعد الانفلات الأمني الذي حصل مؤخرا في المدينة".

وأضاف الفاتكي لـ" المهرية نت"التوعية بأهمة هذه الحملة تبدأ من الرسالة الإعلامية الواضحة، يجب أن يفهم المواطن أن حمل السلاح لا يعني القوة؛ بل يضاعف من احتمالات الانزلاق إلى الصراع، ويُعرض الأبرياء للخطر، كما أن قصص ضحايا الرصاص الراجع، أو الاشتباكات المسلحة ينبغي أن تُروى بصوت عالٍ ، كما أن الأرقام والإحصائيات حول جرائم السلاح في تعز يمكن أن تكون وسيلة فعالة لفتح الأعين على حجم المشكلة، والعمل على حلها".

وأشار الفاتكي أنه" لنجاح هذه الحملة الأمنية المشتركة الهادفة إلى الحد من ظاهرة حمل السلاح العشوائي، لا بد أن تستمر هذه الحملة بشكل دائم وألا تكون مؤقتةً أو موسمية، تُفعّل فقط عند تزايد الحوادث الأمنية أو عندما تتحول قضيةٌ أمنية معينة إلى قضية رأي عام".

وأردف" ينبغي أن تشمل الحملة الأمنية جميع أرجاء المدينة، مع وجود دوريات متحركة تجوب الشوارع باستمرار، إضافة إلى انتشار نقاط أمنية ثابتة في الجولات، ومداخل الشوارع، ومداخل الأحياء السكنية، فهذا التواجد المستمر سيعزز الشعور بالأمن ويشكل رادعًا للمخالفين".

وتابع" من الإجراءات الضرورية أيضًا أن تتخذ الحملة الأمنية خطوات حازمة ورادعة ضد من يحمل السلاح بشكل غير قانوني، مثل مصادرة السلاح أو حتى إتلافه كنوع من العقوبة التي تجعل الآخرين يعيدون التفكير قبل الإقدام على حمل السلاح".

وأكد" لتحقيق نتائج ملموسة ودائمة، لا بد أن تستمر هذه الحملة لفترة طويلة، وألا تكون مشابهة للحملات السابقة التي غالبًا ما كانت قصيرة الأمد وغير فعّالة، كما أن نجاح هذه الحملة يتطلب دعمًا كبيرًا من السلطة المحلية، ومن القيادات العسكرية والأمنية".

وواصل" من المهم كذلك البدء بتقنين حمل السلاح من خلال التزام القيادات الأمنية والعسكرية، والمسؤولين في السلطة المحلية، بعدم الظهور في الأماكن العامة بمظاهر مسلحة أو بمرافقيهم المسلحين، إلا في إطار المهام الرسمية وبالزي العسكري أو الأمني المعتمد؛ فحين يكون القائد قدوة في الالتزام، سيكون لذلك أثر كبير في التزام باقي المواطنين".

وشدّد الفاتكي على ضرورة" فرض إجراءات رادعة على مرافقي المسؤولين الذين يتجولون بأسلحتهم خارج نطاق المهام الرسمية، وبالزي المدني، مما يسهم في تعزيز ثقافة احترام النظام والقانون".

ووضّح"لا بد من تنفيذ حملات تفتيش مفاجئة في الأسواق والأماكن العامة، حتى يشعر كل من يحمل السلاح بشكل غير قانوني بأنه معرض في أي وقت للمساءلة ومصادرة سلاحه واتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.

واختتم"بهذه الخطوات المتكاملة، يمكن للحملة الأمنية أن تحقق أهدافها وتحد من ظاهرة حمل السلاح العشوائي في مدينة تعز، مما يعزز من استقرارها الأمني ويحسن من جودة الحياة فيها".

بعثت نوعًا من الأمل

في السياق ذاته يقول عبد الرحمن العديني" أحد رجال الأمن في مدينة تعز" ظاهرة حمل السلاح العشوائي داخل مدينة تعز تسببت بالكثير من المشاكل وراح ضحيتها الكثير من الأبرياء، ومؤخرا حدث سخط شعبي كبير تجاه حمل السلاح العشوائي؛ لأنه حتى وإن حدثت مشاجرة بسطة قد تتحول إلى قتل مباشر وعواقب ذلك غير محمودة على الإطلاق".

وأضاف العديني لـ" المهرية نت" انطلاق هذه الحملة بعث نوعا من الأمل والتفاؤل في قلوب أبناء المدينة، من ذلك شعور المواطن بوجود الأمن حوله، ووجود الدولة على أرض الواقع، فقد كان حمل السلاح من قِبَل المدنيين بشكل عشوائي مخيفًا؛ خصوصًا وأن أغلب حاملي السلاح من الذين لا يميزهم عمر ولا لبس ولا رتبة عسكرية".

وأردف" ضبط المسلحين وتغريمهم ماليا أو القيام بإتلاف أسلحتهم أو مصادرتها- بلا شك- هذا الأمر سيؤدي إلى الحد من حمل السلاح فالمواطن لا يمكن أن يغامر بسلاحه أو يفقده بمجرد حمله أثناء التجول، وهذه الفكرة كانت قائمة في السابق داخل المدينة؛ فقد كان أي شخص يحمل السلاح ويتجول به عشوائيًا يتم كسره إلى نصفين من قبل الأجهزة الأمنية، وكان هذا الأسلوب فعالًا في الحد من ظاهرة حمل السلاح".

وتابع" نأمل أن تستمر هذه الحملة طويلًا من أجل أن يشعر المواطن بالأمان في مكان سكنه، والشخص الذي يمتلك السلاح إما أن يطرحه في بيته أو يذهب به إلى جبهات القتال، أما التسكع به داخل المدينة فهذا غير لائق على الإطلاق وهو مرفوض كل الرفض".

وأرسل العديني رسالته لحاملي السلاح أن يتركوا أسلحتهم في منازلهم أو أن يقوموا بتقديمها لرجال المقاومة الذين يدافعون عن المدينة، فليس بالضرورة أن يخرج الإنسان وهو حامل سلاحه، لأن حمل السلاح بغير محله لا يبشر بالخير على الإطلاق، السلاح قد يوقع صاحبه في الهاوية إذا ما حدثت له لحظة طيش وتهور".

ستعيد للمدينة مكانتها وهيبتها

بدوره يقول الناشط الإعلامي، عبد الحكيم أنعم" ظاهرة حمل السلاح لها مخاطر جسيمة تهدد أمن المجتمع المحلي وتقلق السكينة العامة، وهناك البعض من حاملي السلاح العشوائي من يخدمون أجندات أخرى تريد تشويه صورة مدينة تعز، ولهذا كثرت الفوضى في الفترة الأخيرة وحدثت جرائم قتل لا تليق بتعز ولا بمسيرتها النضالية ومكانتها الثقافية".

وأضاف أنعم لـ" المهربة نت"جاءت هذه الحملة الأمنية في الوقت المناسب، جاءت لتعيد للدولة هيبتها وللسلطة مكانتها وللمواطن حقه في الشعور بالأمن والأمان، بعدما عاش وقتا طويلا في ظل الانفلات الأمني وجرائم القتل العمد، وأساليب التسلط والعنجهية التي يقوم بها بعض حاملي السلاح، كما جاءت لتُسكت الذين يسعون لتشويه صورة تعز".

وأردف" أبناء مدينة تعز متفائلون جدا بهذه الحملة، ونأمل بأن تستمر ولا تكون عبارة عن جرعة تخدير ينتهي مفعولها بعد فترة من الزمن ثم تعود الأمور إلى ما كانت عليه من الانفلات الأمني والجرائم المتواصلة".

وتابع" هذه الحملة جاءت بعد الضغط الشعبي الكبير الذي يندد بالجرائم المرتكبة بحق المدنيين، وهناك تخوف من أن تكون مدة هذه الحملة قصيرة كما حدث أثناء زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي للمحافظة، عندما انتشرت هذه الحملة قبل الزيارة بأيام وسرعان ما انتهت بعد انتهاء الزيارة بفترة قصيرة".

ولفت إلى أن" هذه الحملة إذا لم تضرب بيد من حديد وتكون مستمرة فترة زمنية طويلة فإن عواقبها ستكون وخيمة، وستعود الجرائم بشكل أبشع من السابق، ولا يستبعد أن يتجرأ حاملو السلاح على المقرات الأمنية والمكاتب العامة ويقومون بافتعال المشكلات ونشر العنف في الأوساط".

وواصل" استمرار الحملة واستخدامها أساليب قوية كمصادرة الأسلحة أو إتلافها أمام الملأ ومعاقبة حامل السلاح دون تصريح، بالتأكيد سيكون الأثر لهذا الأمر إيجابيا ولن يتجرأ أحد أن يغامر بنفسه أو ماله أو سلاحه وبالتالي سيعم الأمن وستعود تعز بالشكل الذي يليق بها".

*المصدر: المهرية نت | almahriah.net
اخبار اليمن على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com