اخبار اليمن

المهرية نت

سياسة

صراع من أجل البقاء... يمنيون يخاطرون بحياتهم بين مناطق أطراف الصراع بحثًا عن لقمة العيش!(تقرير خاص)

صراع من أجل البقاء... يمنيون يخاطرون بحياتهم بين مناطق أطراف الصراع بحثًا عن لقمة العيش!(تقرير خاص)

klyoum.com

"الظروف المعيشية الصعبة لدى أسرتي أجبرتني على العمل مع تجار التهريب، ونقل السجائر أو الأدوية من مناطق الحكومة الشرعية إلى مناطق الحوثيين، في وضع خطِر قد يؤدي إلى الموت". هكذا بدأ "أبو خالد"، البالغ من العمر 27 عامًا، حديثه مع موقع "المهرية نت".

ويسكن أبو خالد في محافظة تعز جنوب غرب اليمن مع أسرته المكوّنة من ثمانية أفراد، وسط واقع اقتصادي خانق أجبره مع الكثير من اليمنيين إلى البحث عن مصادر دخل بديلة رغم خطورتها.

ويعاني اليمن منذ عشر سنوات من أزمات معيشية متفاقمة بسبب استمرار الحرب وما رافقها من ركود اقتصادي وانهيار في العملة الوطنية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، بالتزامن مع توقف المساعدات الإنسانية في مناطق الحوثيين وتقلصها في مناطق الحكومة الشرعية.

وأعلن تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، التابع للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء الماضي، عبر منشور على منصة "إكس"، أن:" هناك تفاقمًا للجوع في جميع أنحاء اليمن مع استمرار مواصلة تقديم خدمات التغذية المنقذة للحياة وإنقاذ الأرواح بدعم من صندوق اليمن الإنساني التابع للأمم المتحدة"، دون تفاصيل إضافية.

وتفيد تقديرات دولية بأن 17.1 مليون شخص في اليمن (من أصل أكثر من 39 مليون نسمة) يعيشون في المرحلة الثالثة من انعدام الأمن الغذائي أو ما هو أسوأ، بينهم 5.2 ملايين يواجهون ظروفًا طارئة تضعهم على شفا المجاعة.

هذا الوضع دفع العديد من اليمنيين إلى امتهان التهريب، للمواد الاستهلاكية" السيجارة، الأدوية". أو الغاز والمشتقات النفطية، من مناطق الحكومة الشرعية في" تعز، الحديدة، ومأرب وغيرها". إلى مناطق الحوثيين بحثا عن لقمة العيش. بحسب مراقبين.

تهريب السجائر والأدوية

يواصل "أبو خالد". حديثه قائلًا:" نأخذ السلع من أحد التجار في مناطق الحكومة الشرعية في تعز على ظهورنا، بوزن أربعين كيلوجرامًا أحيانًا، ونسلك منحدرات جبلية خطيرة بعيدًا عن نقاط التفتيش وأعين الأهالي ليلًا، ثم نوصلها إلى منزل أحد التجار المهربين القاطنين بين مناطق الحوثيين والحكومة الشرعية، وتستغرق هذه المرحلة نحو ساعتين ونصف أحيانًا، مقابل أجر قدره عشرة آلاف ريال بالعملة الجديدة".

وأضاف "في المرحلة الثانية، يتم أخذ هذه السلع من منزل المهرّب على الأكتاف مرورًا بمنعطفات جبلية أخرى، هروبًا من نقاط تفتيش الحوثيين، حتى الوصول إلى طريق تمر فيه المركبات فرعي، يمكث به شخصا بانتظار، صديقي ومعه دراجة نارية لنقل البضاعة إلى مستودع التاجر الذي تم الاتفاق معه في مناطق الحوثيين بعيدا عن تكلفة الجمارك، وتُعد هذه المرحلة صعبة وأجرها ثمانية آلاف ريال بالعملة القديمة".

وتابع "كثيرًا ما يتم اعتراض العديد من العاملين، وملاحقتهم بالرصاص من قبل أهالي المناطق التي نمر بها، أو من أتباع الحوثيين، بهدف الاستيلاء على البضاعة وبيعها أو تسليمها لجمارك الحوثيين والحصول على مقابل مالي".

وأشار إلى أن" أحد أصدقائه تعرّض للمطاردة بالرصاص الحي بعد أن ركب في الدراجة النارية، فهرب السائق، وتم احتجاز صديقه من قبل سلطة الحوثيين لمدة يومين ومصادرة البضاعة التي كان يحملها، ولولا أن الأهالي أخبروا الحوثيين بأنه مجرد عامل وليس تاجرًا، لما تم الإفراج عنه".

ولفت إلى أن" الفترة الأخيرة تكثفت الدوريات الليلية بشكل كبير، من قبل الحوثيين والحكومة الشرعية ، ومع ذلك ما يزال العمل مستمرًا رغم كل المخاطر".

وأفاد أبو خالد أن "الظروف المعيشية وتوقف الأعمال هي التي أجبرته هو وأصدقاءه على القيام بهذه الأعمال رغم خطورتها".

ومضى قائلاً:" نتمنى أن تتوفر الأعمال والوظائف وتنتهي الحرب، لنتمكن من توفير لقمة العيش لأسرنا، دون أن نضطر إلى مهن خطيرة قد تفقدنا حياتنا".

تهريب الغاز

بدوره، يؤكد المواطن "أبو وسيم"، البالغ من العمر 29 عامًا، أن: " الأوضاع المعيشية الصعبة واستمرار تدهور العملة جعلت الكثير من أرباب الأسر يعملون في تهريب المواد الاستهلاكية والمشتقات النفطية وغيرها من مناطق الشرعية إلى مناطق الحوثيين".

وأضاف لـ" المهرية نت": " بالنسبة لتهريب المشتقات، لجأ الكثير من سائق الباصات إلى تحويل مركباتهم للعمل بالغاز، مستعينين بأسطوانات كبيرة سعتها أربعون إلى خمسون لترًا، ويقومون بتعبئتها، ثم نقل الركاب من المناطق المحررة إلى مناطق الحوثيين، ويبيعون نصف الأسطوانة — 20 لترًا — بسعر 12 ألف ريال بالعملة القديمة، أي ما يعادل نحو 90 ريالًا سعوديًا".

وتابع" كما يعمل بعض التجار على استغلال المواطنين وتكليفهم بحمل البضائع والمرور عبر مناطق وعرة وخطيرة نحو مناطق الحوثيين، هروبًا من الجمارك. كما وجد كثير من المواطنين في ذلك فرصة للعمل في وقت لا يتجاوز 3ساعات يوميا".

وبيّن أن " هذه الأنشطة تسببت في تشديد التفتيش على الركاب وعدم السماح للباصات العاملة بالغاز بالدخول إلى مناطق الحوثيين، وتأخير المسافرين إلى ساعات طويلة". مشيرا إلى أن "كثيرا من السكان مازالوا يمارسون هذه المهن الخطيرة بهدف تأمين قوت أسرهم".

*المصدر: المهرية نت | almahriah.net
اخبار اليمن على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com