البايس: ما يجري في غزة إستراتيجية لا إنسانية وأحد أكبر الإخفاقات الأخلاقية على الصعيد الدولي في عصرنا
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
انحسار الحرائق في اليونان في ظل تواصل الجهود لاحتوائهااعتبرت جريدة الباييس في افتتاحيتها لعدد يوم الأحد، أنه لا يمكن الحديث عن كارثة إنسانية في قطاع غزة بل يجب الحديث عن إستراتيجية مخطط لها من طرف رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو الذي يستعمل المجاعة سلاحا في غياب أي وازع أخلاقي وإنساني.
وفي الافتتاحية بعنوان “فشل أخلاقي عالمي” تكتب جريدة الباييس الأكثر تأثيرا في العالم الناطق بالإسبانية: “في هذه المرحلة، بات من الصعب جداً الاستمرار في الحديث عن الجوع في غزة بوصفه مجرد كارثة إنسانية، وهي العبارة التي استخدمتها حكومات المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا في البيان الذي أصدرته يوم الجمعة الماضي ضد الهجوم العسكري الإسرائيلي الوحشي. فما يجري في القطاع ليس مجرد نقص في الإمدادات، ولا نتيجة جانبية للعملية العسكرية المفرطة التي أُطلقت عقب الهجوم الإرهابي الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023. إن تجويع السكان المدنيين الفلسطينيين هو جزء من إستراتيجية متعمدة ينتهجها حكومة بنيامين نتنياهو. إنه تخطيط لا إنساني فعلي للمعاناة، ويمثل أحد أكبر الإخفاقات الأخلاقية على الصعيد الدولي في عصرنا”.
وتتابع الافتتاحية: “لا تزال آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الغذائية والطبية -ويقدّر عددها بنحو 6,000 شاحنة وفقًا لوكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة- عالقة على المعابر في مصر والأردن، في انتظار تصريح إسرائيلي لدخول قطاع غزة المنكوب، وهو تصريح لم يصدر حتى الآن. وفي غضون ذلك، يواجه مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين أوضاعًا مأساوية تُوصف بأنها لا تليق بالبشر، إذ يذوون ببطء في مشهدٍ وصفه أحد العاملين في الإغاثة بأنهم ‘جثث تمشي’. وبينما يتفاقم الوضع، تواصل الأسرة الدولية موقفها المتأرجح بين الاستنكار الخطابي والعجز العملي شبه التام”.
وتؤكد أن نتنياهو يستخدم الجوع بمثابة سلاح حرب ضد المدنيين في غزة، عبر إستراتيجية ممنهجة بدأت باستهداف المنظمات الإنسانية الدولية، وصولًا إلى إنشاء جهات مشبوهة توزع المساعدات تحت حماية عسكرية. وأسفرت هذه السياسات عن مقتل المئات أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، في ظل تحكّم كامل لحكومته بحياة المدنيين الفلسطينيين وموتهم.
وتبرز الافتتاحية كذلك أن يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى جعل غزة غير صالحة للعيش، بهدف دفع الفلسطينيين إلى الهجرة الجماعية، ضمن خطة تهجير وتطهير جماعي تُذكّر بمآسي القرن العشرين. وتعتبر الافتتاحية أنه منذ انفجار النزاع في أكتوبر 2023، تراجعت الدبلوماسية النشيطة ذات الفعالية لتحل محلها خطابات إدانة جوفاء، في ظل انهيار النظام العالمي لحماية حقوق الإنسان.