أزمة الغاز المفتعلة في تعز.. صراع بين وكيلين يدفع ضريبته المواطنون (رصد خاص)
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
القيادة السعودية تهنئ أمير قطر بذكرى توليه الحكم في بلادهتشهد مدينة تعز أزمة متكررة في توفير الغاز المنزلي، ليس ارتباطا بشح المادة أو صعوبة نقلها في ظل الحرب، بل باتت نتيجة صراع بين وكيلين رئيسيين لتوزيع الغاز.
وأدى ذلك إلى تفاقم معاناة المواطنين ودخول الأزمة في دوامة من الاتهامات، والضغط المتبادل، والتحشيد الميداني والإعلامي.
تفاصيل الصراع
يروي مدير مكتب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) في تعز محمد طاهر حكاية الأزمة وأسبابها.
وفي حسابه على فيسبوك قال طاهر، إنه منذ بداية الحرب، تولت محطة "الفرشة" الواقعة أسفل هيجة العبد، والمملوكة لرجل الأعمال "سنان"، تزويد المحافظة بالغاز، وكانت تعتبر المزود الرئيسي للمادة الحيوية، كما يمتلك "سنان" محطة ساسكو بمنطقة الضباب غربي مدينة تعز .
وفي 7 ديسمبر 2023، تم افتتاح محطة "الأخوين" المركزية لتعبئة اسطوانات الغاز في منطقة الضباب، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1400 اسطوانة في الساعة، وهي تابعة لرجل الأعمال عبد الكريم، نجل قائد شرطة الدوريات في المحافظة، وافتتحها وكيل المحافظة رسميًا.
ومنذ ذلك التاريخ، احتدم التنافس بين الطرفين، وتحول إلى صراع على نسب التوزيع ومناطق النفوذ، ما انعكس مباشرة على المواطنين في شكل أزمات متكررة، وارتباك في التوزيع، وانقطاعات طويلة.
تصاعد الأزمة
وفي 1 يونيو 2025، تعرضت محطة "ساسكو" التابعة للوكيل القديم "سنان" لهجوم من قبل مجهولين أسفر عن نهب معدات واعتداء على العمال، حسب طاهر الذي قال إنه تم فتح تحقيق في الحادثة لدى إدارة شرطة تعز، لكن الصراع اشتد بعد أن اتهم "سنان" غريمه عبد الكريم بالوقوف وراء الهجوم، وهو ما نفاه الأخير.
وعلى خلفية ذلك، تدخل المدير التنفيذي للشركة اليمنية للغاز، المهندس محسن بن مهيط، وسعى لاحتواء الأزمة عبر اتفاق مبدئي، نصّ على تقاسم مهام التوزيع بحيث يتولى "سنان" تزويد كبار المستهلكين، بينما يزوّد "عبد الكريم" مديريات القاهرة والمظفر وصالة بالغاز المنزلي.
ومع دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، استمرت التوترات واحتجز "سنان" نحو 50 مقطورة غاز تابعة للوكيل الجديد في منطقة رأس العارة، مطالبًا بحل ملف الاعتداء على محطته، بينما رد "عبد الكريم" بتنظيم مسيرة واعتصام أمام مبنى المحافظة، شارك فيها موزعون وناقلو الغاز للضغط من أجل الإفراج عن المقطورات.
تدخلات رسمية وتحذيرات
خاطبت السلطة المحلية وفرع الشركة في تعز الشركة اليمنية للغاز بمأرب لوضع حل جذري، وممارسة صلاحياتها لمعاقبة الطرفين بحسب الاتفاق. كما رفعت الشركة خطابًا لوزير الدفاع لضبط عناصر من أحد الألوية العسكرية في الصبيحة يشاركون في احتجاز المقطورات.
وفي خطوة تصعيدية، استدعى وزير الداخلية قائد الأمن في تعز بناءً على مذكرة من الشركة اليمنية للغاز، والتي حمّلت الطرفين مسؤولية التلاعب وافتعال الأزمة بما يهدد الأمن المعيشي للمواطنين.
وفي 23 يونيو 2025، أصدرت إدارة الشركة تحذيرًا نهائيًا للطرفين بالإفراج عن المقطورات ورفع الاعتصام، ملوّحة بتفويض وكيل ثالث لتزويد المدينة بالغاز ووقف التعامل مع الوكيلين الحاليين.