اخبار اليمن

شبكة الأمة برس

ثقافة وفن

رصد تجربة مصطفى عطية جمعة في أدب الفتيان والطفولة

رصد تجربة مصطفى عطية جمعة في أدب الفتيان والطفولة

klyoum.com

صدر عن دار متون المثقف للنشر والتوزيع بالقاهرة (2025) كتاب جديد للكاتبة سعاد بسناسي بعنوان: «أدب الفتيان والأطفال: القيم والتخييل والتأويل – دراسة في إبداعات مصطفى عطية جمعة». يقع الكتاب في 230 صفحة، ويقدم دراسة تجمع بين التنظير النقدي والتطبيق على نصوص مختارة من أعمال الكاتب المصري مصطفى عطية جمعة، أحد أبرز الأصوات العربية في مجال أدب الأطفال والفتيان.

ترى المؤلفة أن هذا الأدب بات يشكل رافدا في الثقافة العربية الحديثة، إذ يجمع بين التثقيف والتنشئة والتسلية، ويفتح آفاقا للتخييل والتفكير النقدي. وتشير إلى أن أدب الفتيان، باعتباره مرحلة وسطى بين الطفولة واليفاعة، يركز على قضايا الهوية والانتماء والاكتشاف والتمرد، ويستعين بأشكال السرد المختلفة لتعزيز بناء شخصية الناشئة وتوسيع مداركهم.

في هذا الإطار، تتوقف بسناسي عند تجربة مصطفى عطية جمعة، مؤكدة أنها تمثل مشروعا متكاملا يقوم على التوازن بين المتعة والمعرفة، والترفيه والتربية القيمية، دون أن يُغفل الجانب الجمالي. وتتناول بالتحليل ثلاث أعمال بارزة له:

رواية «أصدقاء في عالم الفضاء»: توظف الخيال العلمي بوصفه بوابة للانفتاح على مفاهيم العلم والتواصل الكوني، وتحفز القارئ الصغير على التفكير في قضايا مثل الآخر والسلام والانتماء إلى عالم أوسع.

رواية «صندوق الألعاب»: تقدم رحلة رمزية داخل عالم الطفولة، حيث تتحول الألعاب إلى كائنات حية تعكس علاقة الطفل بذاته وبالعالم، بما يكشف عن معانٍ تتعلق بالحرية والانتماء وتقدير الأشياء.

مسرحية «جزيرة الفئران»: نص درامي يعالج قضايا البيئة والعدالة والعيش المشترك من خلال حوار رمزي بين الكائنات، يثير أسئلة حول السلطة والهيمنة ومكانة الإنسان في الطبيعة.

وتبرز الدراسة أن ما يجمع هذه الأعمال هو نزوعها إلى توسيع الخيال وترسيخ القيم الإنسانية، مع الحرص على أن تكون اللغة قريبة من القارئ الناشئ، بسيطة في ظاهرها، غنية بالرموز والإيحاءات في عمقها، بحيث تتيح قراءات متعددة للنصوص.

وتسجل المؤلفة عددا من السمات الأساسية لمشروع عطية جمعة، منها: المزاوجة بين البعد التربوي والجمالي، إدراك الخصائص النفسية والعمرية للفتيان، استحضار السياق الثقافي لأدب الطفل العربي، استثمار تنوع الأجناس الأدبية، والاهتمام بالبعد الإنساني والكوني للقيم التي يحملها النص. وترى أن هذه العناصر مجتمعة تضع الكاتب في موقع متقدم ضمن تجارب أدب الفتيان في العالم العربي.

كما تخلص الدراسة إلى أن أعمال عطية جمعة لا تقتصر على التسلية أو التعليم المباشر، بل تقدم مشروعًا ثقافيًا يربط بين الأدب والواقع، ويضع الطفولة في قلب الأسئلة الإنسانية الكبرى مثل الحرية، العدالة، والوعي بالذات والآخر. وبهذا يسهم الكاتب في بلورة أدب عربي للفتيان أكثر انفتاحًا على قضايا العصر وتحدياته، من العلوم والتكنولوجيا إلى البيئة وحقوق الإنسان.

وتؤكد بسناسي أن دراسة هذه التجربة لا تنفصل عن التحولات التي شهدها أدب الطفل العربي في العقود الأخيرة، حيث برزت ديناميّة لافتة في الموضوعات والأساليب، جعلت من هذا الحقل الأدبي مساحة خصبة لتكوين وعي نقدي وجمالي لدى الأجيال الجديدة. ومن هنا تأتي أهمية الكتاب بوصفه مرجعًا نقديا ومنهجيا يضيء جوانب هذا الأدب ويبرز إمكاناته التربوية والثقافية.

*المصدر: شبكة الأمة برس | thenationpress.net
اخبار اليمن على مدار الساعة