في اليوم العالمي للصحافة .. بلادنا تتنفس بالكلمات رغم القيد
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
أسعار الخضروات والفواكه بأسواق العاصمة عدنكتب : نور علي صمد
في الثالث من مايو، يحتفل العالم بحرية الصحافة، بينما تُطفأ الأقلام في أماكن كثيرة قبل أن تُولد، ويُكسر الصوت قبل أن يُقال. في بلادنا، لا يشبه الاحتفال بهذا اليوم المشاهد العالمية المعتادة، بل يذكرنا بحجم الألم، والخطر الذي يواجهونه أثناء تأدية مهامهم الصحفية والإعلامية.
هنا، لا تهدى الكاميرا للصحفي،.بل يبحث عنها ليقتنيها رغم ظروفه الماديه الصعبه حبا لمهنته .لا تفتح له الأبواب في معظم الأحيان بل تغلق.ومع هذا يواصل البحث عن الحقيقة أو المعلومه ويرصدها غير عابئا بما قد يحصل وهو يعلم أن كل كلمة قد تكون آخر ما يكتبه. ومع ذلك، يكتب.
فالصحافة المستقلة في بلادنا ليست مهنة، بل مقاومة.هي مقاومة للخرس، للصمت، للظلم، وللنسيان. هي صوت الذين لا صوت لهم، وضمير شعبٍ أنهكته الحرب وغطاءه الغبار
الصحفي المستقل في بلادنا لا يبحث عن الشهرة، بل عن النجاة، وعن لحظة أمان تمكنه من نشر الحقيقة دون خوف.
ففي كل زاوية من زوايا بلادنا هناك قصة مسكوت عنها، ودمعة محتبسة، وحقيقة مخنوقة. وحدها الصحافة الحرة تحاول أن تفتح النوافذ في هذا الظلام، وأن تقول: "نحن هنا. نحن نرى، ونشهد، وسنكتب."
أكثر ما يؤلم في يوم كهذا.أن نعد أسماء الصحفيين الغائبين بدل أن نكرّم الحاضرين.
من اختفوا. او او او او من تاهت أخبارهم كما تاهت أحلامهم. هم ليسوا أرقاما، بل أرواح كانت تكتب لتحمي الحقيقة. ماذا نقول لأطفالهم؟ إن أباك كان يحمل قلماً، لا سلاحاً. إن أباك كتب الحقيقة فلم تعجبهم
ففي هذا اليوم، لا نحتفل، بل نذكر أن حرية التعبير ليست ترفًا، بل حق. وأن الصحافة ليست عدوة أحد، بل ضمير الإنسانية. وأن بلادنا رغم كل شيء، ما زال فيها من يكتب، من يصور، من يوثق، من يحلم.
فالصحافة في بلادنا ليست مجرد مهنة.. إنها بطولة.
فتحية تقدير وإجلال لكل صحفيي بلادنا دون استثناء