اخبار اليمن

سبأ نت

سياسة

بين قسوة البرد وانقطاع الدواء.. مرضى القلب في غزة على حافة الخطر

بين قسوة البرد وانقطاع الدواء.. مرضى القلب في غزة على حافة الخطر

klyoum.com

غزة - سبأ:

مع أول نسمة برد تعبر فوق خيام النازحين في غزة، لا يبرد الهواء وحده؛ بل تتجمد معه قلوب آلاف المرضى الذين يخوضون معركة صامتة مع المرض والحرمان.

ففصل الشتاء الذي كان يومًا موسمًا للطبيعة، أصبح اليوم فصلًا للألم والخوف، حيث يقف مرضى القلب في القطاع على حافة النجاة، محاصرين بنقص الدواء، وانهيار النظام الصحي، وواقع معيشي يفتت ما تبقى من قوتهم.

وسط هذا المشهد القاسي، تتحول كل موجة برد إلى تهديد حقيقي لحياة المرضى الذين يواجهون شتاءً بلا دفء وعلاجًا بلا توفر، ومصيرًا معلقًا بين السماء والأرض.

في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، يخيم صمت ثقيل لا يقطعه سوى صفير جهاز مراقبة القلب بجانب سرير مروان أبو الجديان (54 عامًا)، النازح من تل الزعتر. يجاهد مروان لاستعادة أنفاسه بعد جلطة حديثة أغلقت معظم شريانه التاجي، جلطة لم تكن الأولى، بل حلقة جديدة في سلسلة وعكات اشتدت عليه خلال عامي الحرب.

يعيش أبو الجديان مع عائلته في خيمة مهترئة في الزوايدة. لا جدار يحمي، ولا دفء يقي، فقط قماش بارد تتسلل منه الرياح والمطر. يقول بصوت مكسور لوكالة (سند للأنباء) الفلسطينية: "العجز شعور لا يُطاق… كنت إنسانًا قادرًا على العطاء، واليوم أشعر أن صحتي تتآكل كل يوم."

المرض لديه ليس جسديًا فقط؛ فالحزن على النزوح، وفقدان البيت، والعيش وسط الخيام يزيد حالته سوءًا، ويجعل قلبه أكثر هشاشة أمام البرد ونوبات الضغط والتعب.

زوجته، تهاني البسيوني، تتحدث عن "معركة يومية" داخل الخيمة: طعام يجب أن يكون صحيًا ولا يتوفر، هواء يجب أن يكون نقيًا لكنه مثخن بدخان الطهو، ودواء لا يصل إلا نادرًا. خلال المنخفض الأخير، غمرت مياه الأمطار خيمتهم، فانتهى الأمر بجلطة جديدة لزوجها ونقله إلى المستشفى فاقدًا للوعي.

ولا يختلف حال أشرف السلطان (42 عامًا) كثيرًا؛ فعضلة قلبه بالكاد تعمل، وضيق التنفس يلازمه ليلًا ونهارًا، حتى اضطر للنوم على كرسي طوال الليل. البرد يزيد أوجاعه، والخيمة لا تمنح أي حماية من الرطوبة أو الهواء القارس. ومن أصل 16 دواءً يحتاجها، لا يحصل إلا على أربعة فقط.

في أقسام القلب، يصف الطبيب مروان العزايزة الواقع الصحي بأنه الأسوأ منذ سنوات. المستشفيات التي كانت تجري عمليات القلب والقسطرة بكفاءة قبل حرب الإبادة، خرج بعضها عن الخدمة، وتعرض بعضها الآخر للضرر، ما جعل رعاية مرضى القلب مهمة شبه مستحيلة في ظل انعدام المستلزمات والأجهزة.

ويحذر العزايزة من أن البرودة تضاعف مخاطر النوبات القلبية والذبحة، إذ ترفع ضغط الدم وتضيق الأوعية الدموية، بينما تبقى آلاف التحويلات الطبية للعلاج بالخارج عالقة دون أمل قريب.

في قطاع غزة، حيث المخيم يتحول إلى مستشفى، والبرد إلى تهديد، والدواء إلى أمنية، يواجه مرضى القلب فصل الشتاء بقلوب معلّقة بين الأمل والنجاة.

فصوت المطر فوق الخيام ليس مجرد طقس عابر…إنه جرس إنذار يذكّرهم كل ليلة بأن الحياة هنا معلّقة بخيط رقيق.

إكــس

*المصدر: سبأ نت | saba.ye
اخبار اليمن على مدار الساعة