اخبار اليمن

الأمناء نت

سياسة

صنعاء .. ناشط موالٍ للحوثيين يتعرض لاعتداء وحشي بعد كشفه ملفات فساد

صنعاء .. ناشط موالٍ للحوثيين يتعرض لاعتداء وحشي بعد كشفه ملفات فساد

klyoum.com

في واقعة تُسلّط الضوء على حجم التضييق والاستهداف حتى داخل صفوف الموالين لميليشيا الحوثي الإيرانية، كشف الناشط الإعلامي المعروف فارس أبو بارعة عن تفاصيل اعتداء مسلح عنيف تعرّض له مؤخرًا وسط العاصمة صنعاء، على خلفية منشوراته التي انتقد فيها تفشّي الفساد داخل أروقة السلطة الحوثية وتدهور الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرتها.

وقال أبو بارعة، في منشورٍ على صفحته بموقع "فيسبوك"، إنه تعرّض لـ"ضرب مبرح وهمجي" على يد سبعة مسلحين مجهولين، مدججين بالأسلحة البيضاء والهراوات، أثناء خروجه من منزله في أحد أحياء العاصمة برفقة طفله البالغ من العمر ست سنوات، الذي لم يسلم بدوره من الاعتداء، متعرضًا لعدة إصابات سطحية.

أوضح أبو بارعة أن الهجوم أسفر عن كسور في اليد والأصابع، وجراح في مناطق متفرقة من جسده، نُقل على إثرها إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج. ورغم معاناته الجسدية، إلا أنه أصرّ في منشوره على تأكيد استمراره في فضح الفساد، قائلًا: "لن أتنازل عن موقفي ولن أسكت عن الفساد والمفسدين، حتى لو دفعته ثمنًا بحياتي".

ورفض الناشط توجيه اتهامات مباشرة لأي طرف، لكنه ألمح إلى أن صمته عن الجهة التي تقف خلف الاعتداء ليس خوفًا، بل نتيجة غياب أي ضمانة لتحقيق العدالة في ظل سيطرة جماعة الحوثي على مؤسسات الدولة، وخاصة أجهزة الأمن.

يأتي الاعتداء الوحشي بعد أيام فقط من منشورات نشرها أبو بارعة، هاجم فيها بشكل علني رئيس هيئة الأوقاف الحوثية عبدالمجيد الحوثي، متهمًا إياه بالضلوع في ملفات فساد ونهب لموارد الأوقاف، وهو ما أثار تفاعلًا كبيرًا في مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تعاطف شعبي واسع مع الناشط الموالي سابقًا للجماعة.

ويرى مراقبون أن تلك المنشورات كانت القشة التي قصمت ظهر العلاقة بين أبو بارعة وبعض أجنحة الجماعة، لا سيما أولئك المتضررين من كشف ملفات فسادهم، مؤكدين أن الحادث يحمل رسائل تخويف لكل من يحاول كسر الصمت داخل مناطق سيطرة الحوثيين.

من جهتها، نشرت زوجة أبو بارعة مساء الأربعاء منشورًا مقتضبًا عبر حسابه، أكدت فيه أن زوجها "بين الحياة والموت" بعد الاعتداء، مطالبة بسرعة إسعافه وإنقاذ حياته، لافتة إلى أن المسلحين المجهولين نفذوا الاعتداء أمام باب المنزل ولاذوا بالفرار، دون أن تبدي أي جهة أمنية الحوثية استجابة أو اهتمامًا بالحادثة.

وجّه أبو بارعة في منشوره رسائل مباشرة إلى وزير الداخلية ومسؤولي أمن الجماعة في صنعاء، قال فيها: "الأمن ليس شعارات، بل فعل، والعدالة لا تأتي بالتمني بل بالإرادة". مضيفًا أن ما يطالب به ليس انتقامًا، وإنما محاسبة الجناة وفقًا للقانون، حتى لا يتحول العنف إلى أداة لقمع الأصوات الناقدة، حتى من داخل المنظومة.

تمثّل هذه الحادثة تحولًا خطيرًا في سياسة الجماعة تجاه الموالين لها، إذ باتت تستهدف حتى الأصوات التي لطالما دافعت عنها، إذا ما اقتربت من ملفات الفساد أو تجاوزت "الخطوط الحمراء" المرسومة لها. وتشير مصادر إعلامية في صنعاء إلى تزايد عدد حالات الاعتداء والاعتقال للناشطين الموالين خلال الأشهر الأخيرة، ضمن ما يُعرف بـ"حملات إسكات الصف الداخلي".

منظمات حقوقية يمنية طالبت في بيان مشترك بـتحقيق شفاف ومحايد في حادثة الاعتداء على أبو بارعة، وبالكشف عن الجناة، محذّرة من أن الصمت الدولي تجاه الانتهاكات المتصاعدة في صنعاء يشجّع على الإفلات من العقاب ويزيد من حدة القمع.

كما دعت المنظمات إلى توفير حماية قانونية وحقوقية للناشطين والمدنيين في مناطق سيطرة الحوثيين، سواء كانوا معارضين أو حتى موالين انتقدوا التجاوزات والفساد.

يؤكد حادث الاعتداء أن الجماعة الحوثية، ورغم خطاباتها المتكررة عن "الحرية والعدالة ومحاربة الفساد"، لا تتسامح مع أي صوت يجرؤ على مساءلتها أو كشف تجاوزاتها، حتى وإن جاء من أحد أبنائها أو من داخل صفوفها.

فارس أبو بارعة، الذي لطالما ظهر على منصات التواصل مدافعًا عن الجماعة، أصبح اليوم ضحية مباشرة لنهج القمع الممنهج الذي يطال الجميع دون استثناء.

*المصدر: الأمناء نت | al-omana.net
اخبار اليمن على مدار الساعة