المانيا واسرائيل تحتفيان بـ60 عاما من العلاقات في ظروف تطغى عليها حرب غزة
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
الصحة الليبية تعلن حالة النفير العام بطرابلسبرلين -يزور الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ألمانيا الإثنين 12 مايو 2025، في الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع هذا البلد حيث ارتُكبت محرقة اليهود في وقت تعقد الحرب في غزة علاقاتهما.
بعد ذلك، سيزور الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إسرائيل مع هرتسوغ للتأكيد على المسؤولية التاريخية لألمانيا، إحدى أشد داعمي الدولة العبرية.
وسيقوم الرئيسان رفقة زوجتيهما بجولة في إسرائيل تستمر يومين لتسليط الضوء على صداقة كثيرا ما تشير إليها برلين بـ"الأعجوبة". وتتضمن الزيارة لقاءات مع شبان ومسؤولين سياسيين وسكان قرى زراعية (كيبوتس).
لكن فيما تقول برلين التي يقودها الآن المستشار المحافظ فريدريش ميرتس إن الدعم لإسرائيل يظل من المبادئ الأساسية، شهدت العلاقات بينهما ضغوطا في السنوات القليلة الماضية.
فالحرب الإسرائيلية المدمرة في قطاع غزة والتي اندلعت إثر هجوم شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أفضت إلى اتهامات من العديد من الدول والمجموعات الحقوقية بأن رد الدولة العبرية غير متكافئ.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وآخرين من بينهم القيادي في حماس محمد الضيف.
وفي تلك الأثناء شهدت المانيا صعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف والذي شكك عدد من كبار شخصياته في "ثقافة الذاكرة" الجماعية للتكفير عن جرائم النازية.
واعتبر بيورن هوكه، أحد أبرز وجوه الحزب الذي حقق نتيجة غير مسبوقة في الانتخابات التشريعية الأخيرة بحصوله على 20% من الأصوات، أن النصب التذكاري للمحرقة (الهولوكوست) في برلين الذي يخلد ذكرى ستة ملايين يهودي قُتلوا على يد النازيين "نصب عار".
كما أبدت ألمانيا قلقا بالغا إزاء تصاعد معاداة السامية، سواء من اليمين المتطرف أو اليسار المتطرف أو من مهاجرين من دول عربية وإسلامية.
في هذا السياق الواسع قال السفير الإسرائيلي السابق شيمون شتاين في مقال نشر في صحفية دي تسايت الأسبوعية الألمانية شارك في كتابته الاستاذ في الجامعة العبرية موشيه زيمرمان إن "العبارات المبتذلة المعتادة... لم تعد تُقنع".
أضاف "ستون عاما من العلاقات الألمانية الإسرائيلية - ندخل فصلا جديدا تماما".
وقال السفير الإسرائيلي رون بروسور في حديث لوكالة فرانس برس إن ألمانيا لا تزال "أهم حليف لإسرائيل في أوروبا"، وأن البلدين تربطهما الآن "صداقة حقيقية".
أضاف "حتى لو ساءت الأمور أحيانا، تبقى العلاقة دائما منصفة وودية".
- "غياب أجواء الفرح" -
وفي ظل استنكار دولي واسع النطاق للحرب في غزة، تبذل ألمانيا جهودا حثيثة لضبط رد فعلها.
والثلاثاء الماضي يوم توليه منصب المستشار صرح ميرتس أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الهجوم الوحشي الذي شنّه إرهابيو حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر وما أعقبه".
أضاف "لكن على إسرائيل أيضا أن تبقى دولة تفي بالتزاماتها الإنسانية، لا سيما وأن هذه الحرب المروعة تستعر في قطاع غزة حيث تجري هذه المواجهة مع إرهابيي حماس".
ودعا وزير الخارجية يوهان فادفول الذي زار إسرائيل الأحد، إلى "مباحثات جادة لوقف لإطلاق النار" في غزة، حيث أصبح الوضع الإنساني "لا يُطاق".
وقال أحد مستشاري شتاينماير لوكالة فرانس برس إن الذكرى الستين تأتي في وقت "لا تسوده أجواء الفرح والاحتفال".
أضاف "كيف يُعقل ذلك؟... ننظر إلى معاناة المدنيين في قطاع غزة بقلق بالغ".
منذ الحرب العالمية الثانية دفعت ألمانيا تعويضات لإسرائيل، وأرست الدولتان علاقات دفاعية وثيقة إذ اشترت إسرائيل غواصات ألمانية، فيما اشترت برلين أنظمة دفاع جوي إسرائيلية.
لكن شتاين وزيمرمان قالا إن تعزيز العلاقات الوثيقة أصبح بشكل متزايد "مشروعا نخبويا" في ألمانيا.
وذكرت مجلة دير شبيغل الأسبوعية الإخبارية أن استطلاعا أجرته مؤسسة بيرتلسمان وجد أن 36% فقط من الألمان المشمولين بالمسح قالوا إن رأيهم "جيد جدا أو جيد إلى حد ما" حيال إسرائيل، بتراجع بمقدار 10 نقاط مئوية عن العام 2021.
من المتوقع أن يلتقي شتاينماير أيضا خلال زيارته إسرائيل بنتانياهو.
وقبل توليه رئاسة المستشارية قال ميرتس إنه منفتح على زيارة نتانياهو إلى ألمانيا رغم مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
وقال الرئيس السابق للمحكمة الدستورية الألمانية أندرياس فوسكوله لصحيفة هاندلسبلات اليومية إن ذلك سيضع ألمانيا أمام معضلة.
وأوضح "في الوضع الطبيعي ينبغي أن يُعتقل" مضيفا أن "من البديهي أن الألمان، نظرا لتاريخهم، مترددون في اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي".
وتابع "لذا آمل أن يتحلى نتانياهو بالحكمة الكافية كي لا يأتي إلى هنا وتجنيب نفسه وتجنيبنا هذا الوضع".