بوساطة من واشنطن.. إطلاق سراح المعارض البيلاروسي سيرغي تيخانوفسكي
klyoum.com
أُطلق سراح المعارض البيلاروسي البارز سيرغي تيخانوفسكي زوج المعارِضة سفيتلانا تيخانوفسكايا السبت مع 13 سجينا سياسيا آخرين "بناء على طلب" الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بحسب ما أكد الرئيس ألكسندر لوكاشنكو.
ونشرت المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا مقطع فيديو بدت فيه تعانق رجلا حليق الرأس.
وكتبت على تلغرام "زوجي سيرغي حر! يصعب وصف فرحتي".
وأضافت "لم ننتهِ بعد. لا يزال 1150 سجينا سياسيا خلف القضبان. يجب إطلاق سراحهم جميعا".
وتابعت "إنه بقربي مع الأطفال. عائلتنا تحلم بهذا منذ خمس سنوات، وعملنا جميعنا على تحقيقه منذ لحظة اعتقاله".
ونشرت رسالة على "اكس" تشكر فيها الرئيس دونالد ترامب و"حلفاءنا الأوروبيين" على "جهودهم".
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة في بيلاروس ناتاليا آيزمونت لوكالة أنباء تاس الروسية "قرر الرئيس العفو عن 14 مدانا. وجاء ذلك بناء على طلب رئيس الولايات المتحدة".
وكتب الرئيس الأميركي على وسائل التواصل الاجتماعي منشورا يقول "شكرا للرئيس ترامب"، وأرفقه برابط لخبر عن إطلاق سراح السجناء.
ونشرت منظمة فياسنا غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان السبت صورا لتيخانوفسكي بعد إطلاق سراحه تُظهر وجهه نحيلا جدا.
وأفادت فياسنا أن من بين السجناء السياسيين الثلاثة عشر الآخرين الذين أُفرج عنهم السبت صحافيا من إذاعة أوروبا الحرة، وأستاذة جامعية، ورجل أعمال، وناشطا فوضويا.
كما أفرجت بيلاروس عن المواطنة السويدية- البيلاروسية غالينا كراسنيانسكايا التي اعتقلت العام 2023 بتهمة دعم أوكرانيا، بحسب ما أكد رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون.
ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الإفراج عن تيخانوفسكي السبت بـ "خبر رائع ورمز قوي للأمل لجميع السجناء السياسيين الذين يعانون في ظل نظام لوكاشنكو العنيف". وكررت على منصة "اكس" دعوتها "إلى إطلاق سراحهم فورا".
كذلك رحّب وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول بالإفراج عن تيخانوفسكي داعيا إلى "عدم نسيان" العديد من السجناء السياسيين الآخرين.
وأعلن وزير الخارجية الليتواني كيستوتيس بودريس على منصة "اكس" أن السجناء الأربعة عشر المفرج عنهم هم في ليتوانيا حيث يعيش العديد من المعارضين البيلاروس في المنفى بينهم تيخانوفسكايا.
كما أشاد بافيل لاتوشكو، وزير الثقافة السابق في بيلاروس الذي دعم احتجاجات عام 2020 ضد لوكاشنكو، بالإفراج عن تيخانوفسكي باعتباره "لحظة مهمة".
- "دور حاسم" لواشنطن -
وأكد بودريس الذي تشترك بلاده بحدود مع بيلاروس أن "دور الولايات المتحدة في إطلاق سراحهم كان حاسما".
جاء إعلان إطلاق سراح السجناء بعد ساعات من اجتماع بين لوكاشنكو والمبعوث الأميركي كيث كيلوغ في مينسك الذي يعتبر الممثل الأميركي الأرفع مستوى الذي يزور بيلاروس منذ سنوات، بحسب وكالة الأنباء البيلاروسية الرسمية "بلتا".
وشكر وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي الذي تستضيف بلاده أيضا عشرات الآلاف من مواطني بيلاروس الفارين من القمع، المبعوث الأميركي.
منذ عودة ترامب إلى السلطة تقاربت إدارته من روسيا الحليف الرئيسي لبيلاروس والتي استُخدمت أراضيها كقاعدة انطلاق للقوات الروسية في الهجوم على أوكرانيا في 2022.
وتجلّى التقارب في العلاقات الأميركية الروسية بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة عبر إطلاق سراح مواطنين أميركيين محتجزين في روسيا أو تبادلهم.
- ثنائي معارض -
قبض على تيخانوفسكي البالغ 46 عاما في أيار/مايو 2020، قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية في آب/أغسطس التي شهدت حركة احتجاجية تاريخية عارضت إعادة انتخاب الكسندر لوكاشنكو، الرئيس الاستبدادي المثير للجدل والذي يتولى السلطة منذ العام 1994.
وكان تيخانوفسكي مدوّنا وله قناة شهيرة على يوتيوب، وأراد أن ينافس لوكاشنكو في الانتخابات الرئاسية.
بعد سجنه، تولت زوجته سفيتلانا تيخانوفسكايا قيادة المعارضة وترشّحت للرئاسة بدلا منه، وجمعت خلال حملتها الانتخابية حشودا في كل أنحاء البلاد.
لكن لوكاشنكو فاز في الانتخابات بنسبة 80% من الأصوات بحسب أرقام رسمية.
ثم تظاهر عشرات الآلاف لأسابيع ضد إعادة انتخابه، منددين بعمليات تزوير ضخمة.
ووضعت السلطات حدا للحركة الاحتجاجية عبر اعتقال الآلاف وممارسة أعمال تعذيب أثناء الاحتجاز وإصدار مئات الأحكام القاسية بالسجن.
من جانبها، أُجبرت تيخانوفسكايا على التوجه إلى المنفى بضغط من السلطات.
ومذاك تقود تيخانوفسكايا المعارضة من الخارج بعدما فرت من أعمال القمع.
وحُكم على تيخانوفسكي عام 2021 بالسجن 18 عاما بتهمة "تنظيم أعمال شغب" و"التحريض على الكراهية"، ثم 18 شهرا إضافيا بتهمة "العصيان".
واحتُجز في ظروف قاسية، مع انقطاع شبه تام عن العالم الخارجي.
في آذار/مارس 2024، أعلنت تيخانوفسكايا أن اخبار زوجها المسجون انقطعت منذ عام، معتبرة أن ذلك بالنسبة اليها هو شكل من أشكال التعذيب.