3 اتفاقات بـ5 أيام بالسويداء.. مشهد مرتبك تستغله إسرائيل
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
كتائب مصطفى تستهدف مقر قيادة وسيطرة للعدو الصهيوني في كيبوتس زكيملا تزال التطورات بمحافظة السويداء جنوب سوريا تتصدر المشهد في البلد العربي الذي كثفت إسرائيل غاراتها على 4 محافظات فيه، إثر دخول قوات حكومية إلى مركز المدينة لفض نزاع مسلح بين مسلحين من طائفة الدروز وآخرين من عشائر البدو.
وفي إطار سعيها لاحتواء الموقف، أعلنت السلطات السورية عن 3 اتفاقات أبرمت خلال 5 أيام فقط (من الأحد حتى مساء الخميس)، بين ممثلين عن الحكومة ووجهاء ورجال دين في السويداء، لكن المشهدين السياسي والعسكري تأثرا جراء إصرار "جماعات خارجة عن القانون" على استخدام السلاح للسيطرة على المدينة.
تفاقم الوضع تعقيدا مع دخول إسرائيل على خط الأزمة، وتكثيف غاراتها على محافظات السويداء ودرعا ودمشق وريف دمشق، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، فضلا عن استهداف مواقع حيوية في العاصمة، بينها رئاسة الأركان التابعة للجيش السوري.
واللافت للانتباه، أن الاتفاقات الثلاثة المُبرمة، أعلن عنها من قبل 3 جهات رسمية مختلفة، ما يدل على استنفار الحكومة السورية بشكل كبير، وتسخيرها كل الإمكانات للتوصل إلى حل سلمي يوقف القتال الدائر منذ الأحد.
وبينما أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة عن الاتفاق الأول، جاء الإعلان الثاني في بيان لوزارة الداخلية، بينما صدر الثالث عن الرئاسة السورية.
** الاتفاق الأول
ومساء الثلاثاء، قال أبو قصرة في بيان: "إلى كافة الوحدات العاملة داخل مدينة السويداء (جنوب)، نعلن عن وقف تام لإطلاق النار بعد الاتفاق مع وجهاء وأعيان المدينة".
ووجه أبو قصرة القوات العسكرية بـ"الرد فقط على مصادر النيران، والتعامل مع أي استهداف من قبل المجموعات الخارجة عن القانون".
وأضاف: "أصدرنا تعليمات صارمة للقوات داخل مدينة السويداء بضرورة تأمين الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي وحماية الممتلكات من ضعاف النفوس".
بيان الوزير جاء بعد أن قالت دائرة الإعلام والاتصال بوزارة الدفاع السورية، في تصريح للأناضول، بأن الجيش وقوات الأمن دخلت إلى السويداء وتعمل على منع الفوضى وتأمين مؤسسات الدولة.
وغداة الإعلان عن وقف إطلاق النار، دخلت إسرائيل على خط المواجهة، بزعم "حماية الدروز"، وتوعد وزير الدفاع يسرائيل كاتس باستهداف الجيش السوري لإجباره على الانسحاب من السويداء.
بعد التصريح بساعات فقط، شن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة استهدفت المحافظات الـ4، ما أدى إلى وقوع 3 قتلى و38 جريحا، وفق بيان لوزارة الصحة السورية.
تلك الغارات قوبلت بموجة استنكار واسعة النطاق، ضمن بيانات رسمية صادرة عن دول عربية وإقليمية، بينها قطر والسعودية وتركيا.
وتزامنا مع الغارات الإسرائيلية، هاجمت جماعات "خارجة عن القانون" القوات الحكومية السورية التي دخلت السويداء، ما أدى إلى انهيار الاتفاق الأول، وعقد تفاهمات جديدة أفضت إلى اتفاق ثانٍ أعلنت عنه وزارة الداخلية.
** الاتفاق الثاني
وضمن 14 بندا، نشرت الوزارة في بيان، تفاصيل الاتفاق الذي يتضمن "الوقف الفوري والشامل لجميع العمليات العسكرية، والتزام جميع الأطراف بوقف التصعيد العسكري أو أي شكل من أشكال الهجوم ضد القوات الأمنية وحواجزها".
كما تم الاتفاق على "تشكيل لجنة مراقبة مشتركة تضم ممثلين عن الدولة السورية والمشايخ (مشايخ عقل طائفة الدروز)، للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار وضمان الالتزام به".
وشمل الاتفاق أيضا "الاستعانة بالضباط والعناصر الأَكْفَاء والشرفاء من أبناء محافظة السويداء لتولي المهام القيادية والتنفيذية في إدارة الملف الأمني في المحافظة".
ونص على "احترام حرمة المنازل وحياة المدنيين، وعدم المساس بأي منزل أو ممتلكات خاصة داخل المدينة أو في أي من مناطق المحافظة، مع الالتزام بحمايتها من أي اعتداء أو تخريب".
ولم يكد الاتفاق يرى النور، حتى أعلن الدرزي المتنفذ حكمت الهجري، أحد مشايخ عقل الطائفة بسوريا، رفضه ذلك، مؤكدا التمسك بالقتال.
وهناك 3 مشايخ عقل (زعماء دينيين) للطائفة الدرزية يتخذون مواقفا قد تختلف أحيانا، وهم حكمت الهجري، وحمود الحناوي، ويوسف جربوع.
ويُعرف عن الهجري، تحريضاته المتواصلة ضد الحكومة السورية ومناشدته إسرائيل والولايات المتحدة للتدخل ومنع دخول الحكومة السورية إلى محافظة السويداء.
دعوة الهجري لنقض الاتفاق والعودة للقتال، تبعها إقدام مجموعات "خارجة عن القانون" على تهجير عائلات بدوية وارتكاب انتهاكات بحقهم، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، الخميس.
وبينما لم تحدد الوكالة مزيدا من التفاصيل أو هوية الجماعات "الخارجة عن القانون"، أفاد ناشطون سوريون ووسائل إعلام بوجود إعدامات ميدانية بحق تلك العائلات.
ودفعت تلك التجاوزات إلى تعقيد المشهد من جديد، وسط تصعيد إسرائيلي وتكثيف الغارات الجوية، ما أدى إلى إعلان الرئاسة السورية ليل الخميس- الجمعة، عن بنود اتفاق ثالث تم التوصل إليه بوساطة عربية أمريكية.
** الاتفاق الثالث
وقالت الرئاسة في بيان نقلته وكالة الأنباء "سانا": "في إطار حرص الدولة السورية على تجنيب البلاد مزيداً من التصعيد، واستجابةً للوساطة الأمريكية العربية، قررت القيادة السورية سحب القوات العسكرية من السويداء إلى مواقعها".
وأكدت أن الخطوة تهدف "لإتاحة الفرصة أمام جهود التهدئة في محافظة السويداء، بناءً على تفاهم واضح يضمن التزام القوات الخارجة عن القانون بعدم اللجوء إلى الانتقام أو استخدام العنف ضد المدنيين".
وحذرت الرئاسة من "استمرار التدخلات الإسرائيلية السافرة في الشؤون الداخلية السورية، والتي لا تؤدي إلا إلى لمزيد من الفوضى والدمار، وتزيد من تعقيد المشهد الإقليمي".
ورغم ذلك، لا تزال الاشتباكات متواصلة في السويداء بين مجموعات "خارجة عن القانون" وعشائر البدو، وفق وسائل إعلام سورية، ما يشير إلى احتمال تعقيد المشهد من جديد.
وكانت مصادر أمنية تركية، قالت للأناضول، إن أنقرة لعبت دورا محوريا في التوصل لتفاهمات بالسويداء، وهذا ما أكده الرئيس السوري أحمد الشرع في خطاب متلفز، الخميس، أشاد فيه بدعم تركيا والسعودية وقطر بتحقيق الاستقرار في بلاده.
كما خصّ الشرع في كلمته المواطنين الدروز، مؤكدا أنهم "جزء أصيل من نسيج هذا الوطن، وسوريا لن تكون أبداً مكاناً للتقسيم أو التفتيت أو زرع الفتن بين أبنائها".
ومثل خطاب الشرع موقفا جديدا من إسرائيل، إذ وصف فيه الدولة المعتدية بأنها "كيان يسعى لنشر الفوضى"، قائلا إن السوريين لا يخشون الحرب لكنهم يفضلون الحل السلمي.
وتستخدم إسرائيل "حماية الدروز" ذريعة لتبرير انتهاكاتها المتكررة، ومنها رغبتها بجعل جنوب سوريا "منزوع السلاح"، لكن معظم زعماء الطائفة الدرزية بسوريا أكدوا إدانتهم أي تدخل خارجي وتمسكهم بسوريا الموحدة، ورفضهم التقسيم أو الانفصال.